حالة الطقس
يوم الجمعة
19 أفريل 2024
الساعة: 18:55:34
سطيف : توقيف متورطين في بيع فلوس الكوكلي على أساس صوص انتاج اللحمالعلمة : بعد ضبط كميات كبيرة تباع على الحالة ، تحقيقات مع مستوردي مادة الخشب الموجه للتصنيعبعد قرار إضافة رحلات داخلية جديدة ، هل يتحرر مطار سطيف ؟في ذكرى وفاة الشهيد داهل الذويبي صاحب أهم مركز ثوري بدوار اولاد علي بن ناصر ببني فودةاعادة تعيين رؤساء البلديات الخمس الموجودة في حالة انسداد
المستهلك الجزائري ،من مجتمع المعرفة و الإنتاج إلى مجتمع الزيت و الدجاج
مقالات و مختارات

 

يتفق الجميع انه في الفترة الأخيرة لوحظ تغير مفاجئ أو تسجيل تسونامي استهلاكي للفرد الجزائري  تغذيه الإشاعات بندرة بعض المواد الاستهلاكية ذات الاستهلاك الواسع  و هذا  ما تم ملاحظته  على مستوى المحلات التجارية و المساحات الكبرى  فبات الشغل اليومي للفرد الجزائري هو كيفية الحصول على  قارورة  زيت أو الفوز بقطعة دجاج  وظل يقف ينتظر لساعات دون أن يعرف هل يأتي الزيت مثلا أم لا  ؟ و كأنه أصبح يردد تلك  الأغنية المعروفة لدى الجميع  :   " راه جا الزيت نوض تشري "

 ولعل السبب الرئيسي هو أن المستهلك الجزائري أصبح سجين سياسة الاحتكار و الإشاعة التي أثرت بالفعل في كيانه الشخصي و تحكمت في كل قواه العقلية وجعلت يومياته  تتمثل في البحث فقط عن الزيت و الدجاج .  و لو نركز قليلا نجد أن هذا الجزائري اللهفان هو في الحقيقة الذي اختلق هذه الفوضى و هذه الهستيريا الاستهلاكية ليجعل من نفسه المتهم    و الضحية في الوقت نفسه ،  فاقتياده وراء هذه الإشاعة ( راهم قالوا..... بان المادة كذا... ستنقص   جعله ينتفض في كل مرة وبكل عنفوان للحصول عليها  بكميات كبيرة و تخزينها  و كأن  استمرارية حياته قائمة فقط عليها  فمرة الدقيق و مرة الزيت و مرة الدجاج و ربما في المستقبل القريب " الزلابية "  و الله غريب أمر هذا المستهلك الجزائري

 فهذه العدوى الانفعالية انتقلت بسرعة البرق  بين الناس فتحول المجتمع من حالة العادي الى حالة غير العادي ان لم نقل المرضي . فلعلي أرى أن الجنون هذه المرة انتقل من المصحات و المستشفيات الأمراض العقلية و النفسية إلى فضاء المجتمع الواسع  فظل اغلب الجزائريون يتدافعون على اقتناء السلع كتدافع جماهير كرة القدم عند دخولهم الملاعب . فعن اي مستهلك نتكلم اليوم في ظل جائحة كرونا وضرورة اعتماد البروتوكول الصحي للوقاية من انتشارها في ظل ظهور سلالات جديدة و أكثر انتشارا و تأثير؟ و أي مجتمع  نحدد انتماءنا  اليوم بعدما كنا  في مجتمع يؤمن بصناعة المعرفة و الإنتاج لنغرق في مجتمع الزيت و الدجاج ؟

 إن احتكار السلع و تخزينها سواء على المستوى الفردي ( الاستهلاك المنزلي ) او التجاري على مستوى المخازن وحتى على مستوى آماكن تخزين مواد البناء و ربما في المستقبل على مستوى استطبلات تربية المواشي و الأبقار  سلوك يبين سلبية الشخصية و أنانيتها في التعامل مع  الذات و الأخر و عدم التعايش  المتكامل بين الجميع في ظل البحث عن سبل الربح السريع و اللاشرعي و لو على حساب كل ما نمتلكه من قيم ، عادات و تقاليد و كرامة الإنسان  في حد ذاته .

 بالفعل أصبح مجتمعنا يئن و يتألم   بصوت مرتفع  لانتشار هذه السلوكات المرضية الغريبة عنه  ، هذا الوضع بات مقلقا جدا للحياة اليومية  الكريمة و يحتم علينا ضرورة إيجاد إستراتيجية مستعجلة للتكفل و الوقاية ، إستراتيجية من شانها الرجوع إلى ما هو عادي و ما هو مقبول اجتماعيا في ظل تعايش بين جميع الأطراف ( المستهلك ، المنتج البائع ، التاجر )   أما حان الوقت   بان  تتدخل الجهات المعنية ،الامنية ، الرقابية  المختصة لتضرب بيد من حديد و دون رحمة  لهؤلاء المحتكرين؟ أما آن الأوان للخطاب المسجدي أن يفتي في تحريم هذه الممارسات من خلال التوعية و النصح ؟ أما آن الأوان لمختصينا في علم النفس و علم الاجتماع لدراسة هذه السلوكات غير العادية أو المرضية للفرد الجزائري في جانبه الاستهلاكي؟ أما حان الوقت لجامعاتنا الخروج من قوقعتها الأكاديمية و الاتجاه نحو المجتمع الذي تتواجد فيه لمعالجة هذه الظواهر السلبية الخطيرة ؟ أما آن الوقت لهد ا المستهلك أن يقف أمام المرأة للتعرف على حقيقة صورته التي يراه في هذه المرآة ؟ تلكم هي تساؤلات ضروري الإجابة عليها  بسرعة و بصرامة لأجل حياة أفضل و من اجل جزائر جديدة  .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الاستاذ الدكتور لونيس علي ، قسم علم النفس جامعة سطيف 2 


تم تصفح هذه الصفحة 2165 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions