حالة الطقس
يوم الثلاثاء
10 ديسمبر 2024
الساعة: 7:22:21
عامين حبس نافذ لشخصين منعا أعوان "سونالغاز من قطع الكهرباء لعدم تسديد ديون ثلاث فاتورات بمزلوقصيانة عديد المقاطع على مستوى الطريق السيار شرق -غرباهم مخرجات مجلس الوزراء4 ملاعب جوارية بالعشب الإصطناعي و شباب بلدية تاشودة يطمحون في تكسية الملعب البلديعين أرنات ، الشرطة تحجز 03 قناطير و 76 كيلو غرام من الحلوى مصنوعة بمواد مجهولة
المستهلك الجزائري ،من مجتمع المعرفة و الإنتاج إلى مجتمع الزيت و الدجاج
مقالات و مختارات

 

يتفق الجميع انه في الفترة الأخيرة لوحظ تغير مفاجئ أو تسجيل تسونامي استهلاكي للفرد الجزائري  تغذيه الإشاعات بندرة بعض المواد الاستهلاكية ذات الاستهلاك الواسع  و هذا  ما تم ملاحظته  على مستوى المحلات التجارية و المساحات الكبرى  فبات الشغل اليومي للفرد الجزائري هو كيفية الحصول على  قارورة  زيت أو الفوز بقطعة دجاج  وظل يقف ينتظر لساعات دون أن يعرف هل يأتي الزيت مثلا أم لا  ؟ و كأنه أصبح يردد تلك  الأغنية المعروفة لدى الجميع  :   " راه جا الزيت نوض تشري "

 ولعل السبب الرئيسي هو أن المستهلك الجزائري أصبح سجين سياسة الاحتكار و الإشاعة التي أثرت بالفعل في كيانه الشخصي و تحكمت في كل قواه العقلية وجعلت يومياته  تتمثل في البحث فقط عن الزيت و الدجاج .  و لو نركز قليلا نجد أن هذا الجزائري اللهفان هو في الحقيقة الذي اختلق هذه الفوضى و هذه الهستيريا الاستهلاكية ليجعل من نفسه المتهم    و الضحية في الوقت نفسه ،  فاقتياده وراء هذه الإشاعة ( راهم قالوا..... بان المادة كذا... ستنقص   جعله ينتفض في كل مرة وبكل عنفوان للحصول عليها  بكميات كبيرة و تخزينها  و كأن  استمرارية حياته قائمة فقط عليها  فمرة الدقيق و مرة الزيت و مرة الدجاج و ربما في المستقبل القريب " الزلابية "  و الله غريب أمر هذا المستهلك الجزائري

 فهذه العدوى الانفعالية انتقلت بسرعة البرق  بين الناس فتحول المجتمع من حالة العادي الى حالة غير العادي ان لم نقل المرضي . فلعلي أرى أن الجنون هذه المرة انتقل من المصحات و المستشفيات الأمراض العقلية و النفسية إلى فضاء المجتمع الواسع  فظل اغلب الجزائريون يتدافعون على اقتناء السلع كتدافع جماهير كرة القدم عند دخولهم الملاعب . فعن اي مستهلك نتكلم اليوم في ظل جائحة كرونا وضرورة اعتماد البروتوكول الصحي للوقاية من انتشارها في ظل ظهور سلالات جديدة و أكثر انتشارا و تأثير؟ و أي مجتمع  نحدد انتماءنا  اليوم بعدما كنا  في مجتمع يؤمن بصناعة المعرفة و الإنتاج لنغرق في مجتمع الزيت و الدجاج ؟

 إن احتكار السلع و تخزينها سواء على المستوى الفردي ( الاستهلاك المنزلي ) او التجاري على مستوى المخازن وحتى على مستوى آماكن تخزين مواد البناء و ربما في المستقبل على مستوى استطبلات تربية المواشي و الأبقار  سلوك يبين سلبية الشخصية و أنانيتها في التعامل مع  الذات و الأخر و عدم التعايش  المتكامل بين الجميع في ظل البحث عن سبل الربح السريع و اللاشرعي و لو على حساب كل ما نمتلكه من قيم ، عادات و تقاليد و كرامة الإنسان  في حد ذاته .

 بالفعل أصبح مجتمعنا يئن و يتألم   بصوت مرتفع  لانتشار هذه السلوكات المرضية الغريبة عنه  ، هذا الوضع بات مقلقا جدا للحياة اليومية  الكريمة و يحتم علينا ضرورة إيجاد إستراتيجية مستعجلة للتكفل و الوقاية ، إستراتيجية من شانها الرجوع إلى ما هو عادي و ما هو مقبول اجتماعيا في ظل تعايش بين جميع الأطراف ( المستهلك ، المنتج البائع ، التاجر )   أما حان الوقت   بان  تتدخل الجهات المعنية ،الامنية ، الرقابية  المختصة لتضرب بيد من حديد و دون رحمة  لهؤلاء المحتكرين؟ أما آن الأوان للخطاب المسجدي أن يفتي في تحريم هذه الممارسات من خلال التوعية و النصح ؟ أما آن الأوان لمختصينا في علم النفس و علم الاجتماع لدراسة هذه السلوكات غير العادية أو المرضية للفرد الجزائري في جانبه الاستهلاكي؟ أما حان الوقت لجامعاتنا الخروج من قوقعتها الأكاديمية و الاتجاه نحو المجتمع الذي تتواجد فيه لمعالجة هذه الظواهر السلبية الخطيرة ؟ أما آن الوقت لهد ا المستهلك أن يقف أمام المرأة للتعرف على حقيقة صورته التي يراه في هذه المرآة ؟ تلكم هي تساؤلات ضروري الإجابة عليها  بسرعة و بصرامة لأجل حياة أفضل و من اجل جزائر جديدة  .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الاستاذ الدكتور لونيس علي ، قسم علم النفس جامعة سطيف 2 


تم تصفح هذه الصفحة 2394 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions