-------(*)الدكتورة - نابتي سارة .
صار جزء كبير الشعب الجزائري في السنوات الأخيرة
أكثر شراسة و حقدا و انتقاداته انحرفت من النقد البناء إلى فرصة لإفراغ شحنة من
الحسد والعقد وتحطيم المعنويات لكل من يعمل أو يرتقي أو حتى يؤدي مهامه العادية
اليومية .
وصارت مواقع التواصل الاجتماعي كمتنفس له ليعبر
عن مكبوتاته وعقده لمجرد التحطيم فقط ، حيث تجد 90٪ من التعليقات ليس لها صلة بالموضوع
المنشور ، و الكثير من المعلقين كتبوا تعليقاتهم دون حتى قراءتهم للمنشور و فهمه .
تجدهم
يتدخلون في الحريات الشخصية ، قذف في الشرف ، تخوين ، عبارات أخرى تٌخيل لك أنك في عصر الجاهلية الأولى ، تعليقات
تذم الناجح ليفشل وتدعو على الغني ليفقر
وتصفق للدجالين والمشعوذين ، و هذا هو الخطر المستفحل الذي أصبح له أتباع من بعض
الجهلة الذين وجدوا في منصات التفاعل ليعبروا عن مرضهم بالفوضى والسب وذم الرجال
والنساء .
تجدهم يعيبون من يرتقي بعلم ليدمروه لأنه
ليس بجاهل مثلهم ، ويسبون الغني وكأنما أخذ من عشاء يومهم وهم لا يسعون ليغنون وإنما
يرجون فقره ، يسبون من يتحدث الفرنسية وهم لا يجيدون حتى لغة الضاد ليتباهوا بها و
يتلككون بأنها لغة الاستعمار ويسعون لطمسها ومحوها وهو ابعد عن حث الرسول صلى الله
عليه وسلم على تعلم اللغات وخاصة لغة العدو لنأمن شره، فضيعنا العربية والفرنسية
والانجليزية وصرنا نتحدث لغة الشارع .
أما من جاء بمشروع جديد وحاول الارتقاء بهم
حطموه لا لسبب سوى انكسارهم لأنهم لا يملكون جرأته أو ماله أو قدراته . كنت اعتقد أن
مجال عملي في قطاع الصحة هو أكثر المجالات شراسة من خلال تهجم الشعب عليه ، فوجدت
ميادين أخرى تنموية وقطاعات حساسة أيضا لا تخلو من تعليق الانهزاميين ، لتفهم في الأخير
أننا شعب أبتعدنا كل البعد عن مقومات الحضارة ليس هذا فحسب بل انفصلنا عن مقومات الإنسانية
وصرنا اقرب للوحوش البشرية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ (*)الدكتورة
- نابتي سارة – طبيبة جراحة أطفال (مصلحة جراحة الأم و الطفل - العلمة)