حالة الطقس
يوم الثلاثاء
10 ديسمبر 2024
الساعة: 6:19:54
عامين حبس نافذ لشخصين منعا أعوان "سونالغاز من قطع الكهرباء لعدم تسديد ديون ثلاث فاتورات بمزلوقصيانة عديد المقاطع على مستوى الطريق السيار شرق -غرباهم مخرجات مجلس الوزراء4 ملاعب جوارية بالعشب الإصطناعي و شباب بلدية تاشودة يطمحون في تكسية الملعب البلديعين أرنات ، الشرطة تحجز 03 قناطير و 76 كيلو غرام من الحلوى مصنوعة بمواد مجهولة
هل السلطة بصدد تأميم ما تبقى من مصادر التاريخ غير الرسمي في الجزائر؟
مقالات و مختارات

 

هل السلطة بصدد تأميم ما تبقى من مصادر التاريخ غير الرسمي في الجزائر؟

محمد بن ساعو/ الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 18:51

إذا كانت السلطة قد ضمنت بقاء الأرشيف بعيدا عن أيدي الباحثين لردح من الزمن، بصفة مباشرة أو غير مباشرة –وهنا لا نقصد فقط الأرشيف الموجود خارج الوطن-، فإنها انتقلت إلى خطوة أخرى لا تقل خطورة عن الأولى، رغم أنها تقدّم في صورة العمل الجبار والإنجاز الضخم الذي يخدم الذاكرة والتاريخ. أقصد هنا بالتحديد عملية تسجيل الشهادات التاريخية من المجاهدين والفاعلين في ثورة التحرير 1954-1962، والتي تبنتها وزارة المجاهدين من خلال المتاحف التابعة لها والموزعة في مقرات الولايات، حيث تشير الأرقام التي تقدمها هذه الجهات إلى تسجيل آلات الساعات من الشهادات التاريخية، غير أن العملية تثير العديد من التساؤلات، حول آليات تنفيذها وأهدافها.


رغم أن الكثير من المتاحف لديها مجالس علمية ترجع إليها –شكليا- عند تنظيم بعض المناسبات العلمية، لكننا نتساءل عن دورها في عملية تسجيل الشهادات التاريخية تحديدا؛ حيث يبدو أن هذه المجالس تبقى مغيبة تماما، مع أن العملية تتطلب الكثير من العمل والبحث قبل وخلال التسجيل وحتى بعده، فالأمر لا يقتصر على أريكة فاخرة يجلس عليها صاحب الشهادة وكاميرا تصوّب نحوه، وفنجان من القهوة أو علبة من العصير تقدّم له خلال استضافته. ولذلك فإننا نعتقد أن التعامل مع تسجيل الشهادات التاريخية بهذه الطريقة يُفقدها قيمتها التاريخية ويهدد تكاملها، مما يؤثّر في أوجه إفادتها، في ظل غياب حيازة معرفة أكاديمية وتجربة في ميدان المحاورة، والتي ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار جملة من الشروط النفسية والمعرفية والمنهجية المتعلقة بالمُحاوَر والمُحَاوِر، ومن خلال متابعتنا لما تعلق بهذه العلمية يتبيّن أن الجهات التي أسند لها القيام بها لا تلتفت في الغالب إلى الشروط الضرورية بقدر اهتمامها برفع عدد الساعات المسجلة، لتقديمها كحصائل أمام وسائل الإعلام وتنميق التقارير المعدّة للهيئات الوصية بأرقامها.
وإذا كان الإشكال الأول مرتبط بآليات المحافظة على الأرشيف سريع التلف والزوال، وطبيعة الهيئات التي أسندت لها العملية مع علامات الاستفهام التي تراكمت على هذه المسألة، فإن الإشكال الآخر مرتبط بآليات استفادة الباحثين منه، إذا عرفنا أن حيازته لنفس الجهات التي ظلت ولعقود تمارس التضييق على الأرشيف وتتعامل مع الباحث ببيروقراطية.
إن عملية تجميع وتسجيل وتفريغ الشهادات التاريخية ليست مجرد عملية تقنية حتى تقوم بها المتاحف لوحدها، وإن كان ذلك لا يخلو من الإيجابيات؛ فإننا نتساءل في الوقت نفسه عن موقع مخابر البحث، خاصة وأن أقسام التاريخ أصبحت منتشرة في كثير من الجامعات، فلماذا لا تخصص وزارة المجاهدين بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مشروعا للقيام بالعملية توفّر له التغطية المالية والإمكانيات التقنية التي تسمح بالمحافظة على الذاكرة بطريقة تخدم البحث التاريخي وتسمح باستقلالية المصدر، بحيث يكون متاحا للاستغلال، بعيدا عن الاحتكار والبيروقراطية التي تمارسها بعض الجهات، لأننا بالطريق الحالية بصدد إنتاج أرشيف جديد، لكنه أرشيف مشوه، وسيقبع هو الآخر تحت سلطة رقابية وبيروقراطية.

محمد بن ساعو / الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 18:51

تم تصفح هذه الصفحة 1822 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions