ترامـواي سطيـف: التكنولوجيـا في ضيافـة الحضـارة
بقلم: أ/ كردالواد مصطفى
يعتبر الترامواي Tramwayوسيلة نقل جماعية
عبر شوارع المدن ومحيطها المجاور، وقد يتم توسيع استخدامه في بعض الأحيان من أجل الربط
بين المدن والأرياف والمناطق القريبة منها؛ كما يمكن أن يتعدى استخدامه في حالات
أخرى إلى نقل البضائع والسلع الخفيفة. ويسير الترامواي في مسارات تشبه خطوط السكة
الحديدية، وعادة ما تعتمد أجيال الترامواي الحديثة في تشغيلها على الطاقة
الكهربائية.
تاريخ ظهور الترامواي
تشير بعض المصادر إلى أن أول ظهور للترامواي
كان بين سنوات 1832و1834 في ولاية نيويورك New York ونيوأورليونNew Orléans بالولايات المتحدة الأمريكية؛ وتشير
مصادر أخرى إلى أن معرض شيغاغو الدولي لسنة 1883 قد خصص أحد أجنحته لعرض الترامواي
باعتباره وسيلة نقل جديدة.
بعد ظهور الترامواي في بعض مدن الولايات المتحدة الأمريكية، انتشر استخدامه بعد ذلك كوسيلة نقل تجرها الخيول في كبرى المدن الأوربية على غرار العاصمة البريطانية لندن والفرنسية باريس .
تعتبر سنة 1881 منعرجا حاسما في تاريخ الترامواي؛ حيث طرحت شركتين ألمانيتين خلال هذه السنة أول ترامواي يعمل بالطاقة الكهربائية. لقد عجلّ استخدام هذه الطاقة الجديدة في تشغيل الترامواي الاستغناء عن الطرق السابقة المستعملة في تشغيله على غرار الخيول والهواء المضغوط الناتج عن الطاقة البخارية، مما أعطى دفعا كبيرا لزيادة انتشاره في العديد من مدن العالم.
بعد ظهور الترامواي في بعض مدن الولايات المتحدة الأمريكية، انتشر استخدامه بعد ذلك كوسيلة نقل تجرها الخيول في كبرى المدن الأوربية على غرار العاصمة البريطانية لندن والفرنسية باريس .
تعتبر سنة 1881 منعرجا حاسما في تاريخ الترامواي؛ حيث طرحت شركتين ألمانيتين خلال هذه السنة أول ترامواي يعمل بالطاقة الكهربائية. لقد عجلّ استخدام هذه الطاقة الجديدة في تشغيل الترامواي الاستغناء عن الطرق السابقة المستعملة في تشغيله على غرار الخيول والهواء المضغوط الناتج عن الطاقة البخارية، مما أعطى دفعا كبيرا لزيادة انتشاره في العديد من مدن العالم.
الترامواي في كبرى مدن العالم: التكنولوجيا في خدمة الإنسان والبيئة
يعتبر توظيف التكنولوجيا الحديثة والطاقات
الجديدة غير المضرة بالبيئة في قطاع النقل؛ أحد أهم المؤشرات التي تستند عليها
الهيئات المختصة لتنقيط المدن، وترتيبها على سلم قياس المدن الذكية في الألفية
الثالثة. لذلك يتنافس القائمون على قطاع النقل في أشهر مدن العالم على تطوير وسائل
النقل المختلفة؛ وخاصة منها الترامواي؛ وذلك من أجل تحقيق درجات إضافية على سلم
قياس المدن الذكية Smart cities؛ فالزائـر لكبرى المدن العالمية مثل العاصمة
اليابانية طوكيو والبريطانية لندن والفرنسية باريس يلمس نتائج وتطبيقات حوكمة قطاع
النقل في هذه العواصم والمدن العالمية.
ورغم مستوى الذكاء الذي بلغته هذه المدن العالمية من حيث توظيف التكنولوجيا في مجال تسييرها وتوفيرها للطاقة بالمحافظة على بيئتها؛ إلا أنها ومن جهة أخرى لم تلغي هويتها الحضارية، واستغلت مخرجات تكنولوجيا العصر؛ ومنها الترامواي في الترويج لثقافاتها وتاريخها وموروثها .
فمن طوكيو التي جسدت نجاح العبقرية اليابانية في المزاوجة بين التكنولوجيا الحديثة وموروثها الحضاري. حيث جعلت هذه المدينة الآسيوية من الترامواي أحد أهم وسائل النقل للترويج لتميز شعب النيبون. إلى باريس عاصمة الفن والذوق العالمي؛ التي عرفت هي الأخرى كيف تُوظّف الترامواي لإبهار زوارها أثناء تنقلهم بين متاحفها المفتوحة على الهواء الطلق. أما عاصمة الضباب لندن؛ فهي لن تضيف شيئا لتُـزيّن نفسها، لأن جمالها طبيعي ممزوج بتناسق فريد من نوعه مع تلك التقاليد الملكية التي ورثها شعب الإنجليز، واحتفظوا بها لأنفسهم ولزوارهم، لذلك يجسد ترامواي لندن تقاليد بريطانيا العظمى؛ حيث تنقل عرباته الجميلة ركّابه في موكب ملكي لا يتكرر إلا في مدينة إسمها لندن .
ورغم مستوى الذكاء الذي بلغته هذه المدن العالمية من حيث توظيف التكنولوجيا في مجال تسييرها وتوفيرها للطاقة بالمحافظة على بيئتها؛ إلا أنها ومن جهة أخرى لم تلغي هويتها الحضارية، واستغلت مخرجات تكنولوجيا العصر؛ ومنها الترامواي في الترويج لثقافاتها وتاريخها وموروثها .
فمن طوكيو التي جسدت نجاح العبقرية اليابانية في المزاوجة بين التكنولوجيا الحديثة وموروثها الحضاري. حيث جعلت هذه المدينة الآسيوية من الترامواي أحد أهم وسائل النقل للترويج لتميز شعب النيبون. إلى باريس عاصمة الفن والذوق العالمي؛ التي عرفت هي الأخرى كيف تُوظّف الترامواي لإبهار زوارها أثناء تنقلهم بين متاحفها المفتوحة على الهواء الطلق. أما عاصمة الضباب لندن؛ فهي لن تضيف شيئا لتُـزيّن نفسها، لأن جمالها طبيعي ممزوج بتناسق فريد من نوعه مع تلك التقاليد الملكية التي ورثها شعب الإنجليز، واحتفظوا بها لأنفسهم ولزوارهم، لذلك يجسد ترامواي لندن تقاليد بريطانيا العظمى؛ حيث تنقل عرباته الجميلة ركّابه في موكب ملكي لا يتكرر إلا في مدينة إسمها لندن .
ترامواي سطيف: الأبعاد التقنوحضارية
يندرج إنجاز ترامواي سطيف في إطار سعي الحكومة
الجزائرية في السنوات الأخيرة لتنويع وتحديث وسائل النقل في مدن ومناطق الجمهورية.
فبعد نجاح تجربة إنجاز ترامواي الجزائر العاصمة وقسنطينة ووهران؛ برمجت الحكومة مشاريع
ترامواي أخرى في عدة مدن أخرى؛ ومنها مدينة سطيف.
أولا/ترامواي سطيف: الأبعاد التقنية
أعلن مكتب الدراسات التابع للشركة المكلفة
بإنجاز مشروع ترامواي سطيف؛ بأن إجمالي طول خط ترامواي سطيف يبلغ 22.4 كلم؛ وهو
موزّع على شطرين؛ حيث يبلغ طول الأول حوالي 15,2 كلم، ومن
المنتظر أن أن يربط هذا الشطر الأحياء الشرقية للمدينة؛ وذلك انطلاقا المدخل
الشرقي للمدينة المسماة بعين موس؛ أين توجد محطته الرئيسية، ويمر بعد ذلك عبر حي
البرارمة والمنطقة الحضرية الجديدة إلى غاية ووسط المدينة، وينتهي مسار الخط الأول
للترامواي بوصوله إلى جامعة سطيف 1 "الباز".
فيما سينجز الشطر الثاني للترامواي بطول 7,2 كلم بمفترق طرق الولاية وهذا لبلوغ محطة نقل المسافرين متعددة الأنماط المزمع إنجازها بمنطقة عين الطريق الواقعة في المدخل الجنوبي لمدينة سطيف.
ومن المقرر أيضا أن تُـنجز حوالي 40 محطة للمسافرين و5 أقطاب للتبادل و 7 حظائر تناوب من أجل تسهيل عملية تعدد أنماط النقل بين مختلف وسائل النقل .
سيوفر ترامواي سطيف بعد انجازه خدمات نقل مباشرة للعديد من المرافق التعليمية والإدارية والصناعية للمدينة؛ حيث من المنتظر أن يستفيد من هذه الخدمات كل من القطبين الجامعيين جامعة سطيف 1 وجامعة سطيف 2، وكذا ملعب 8 ماي 1945، بالإضافة إلى محطة نقل المسافرين البرية، ووسط مدينة سطيف والأحياء الجديدة ذات الكثافة السكانية الكبيرة، زيادة على الأحياء العتيقة بسطيف على غرار حي بيزار وباب بسكرة، وحتى المناطق الصناعية المحاذية للمدينة سوف تستفيد هي الأخرى من خدمات الترامواي .
فيما سينجز الشطر الثاني للترامواي بطول 7,2 كلم بمفترق طرق الولاية وهذا لبلوغ محطة نقل المسافرين متعددة الأنماط المزمع إنجازها بمنطقة عين الطريق الواقعة في المدخل الجنوبي لمدينة سطيف.
ومن المقرر أيضا أن تُـنجز حوالي 40 محطة للمسافرين و5 أقطاب للتبادل و 7 حظائر تناوب من أجل تسهيل عملية تعدد أنماط النقل بين مختلف وسائل النقل .
سيوفر ترامواي سطيف بعد انجازه خدمات نقل مباشرة للعديد من المرافق التعليمية والإدارية والصناعية للمدينة؛ حيث من المنتظر أن يستفيد من هذه الخدمات كل من القطبين الجامعيين جامعة سطيف 1 وجامعة سطيف 2، وكذا ملعب 8 ماي 1945، بالإضافة إلى محطة نقل المسافرين البرية، ووسط مدينة سطيف والأحياء الجديدة ذات الكثافة السكانية الكبيرة، زيادة على الأحياء العتيقة بسطيف على غرار حي بيزار وباب بسكرة، وحتى المناطق الصناعية المحاذية للمدينة سوف تستفيد هي الأخرى من خدمات الترامواي .
ثانيا/ترامواي سطيف: الأبعاد الحضارية
بعيدا عن الجانب التقني لمشروع الترامواي
المزمع إنجازه بسطيف؛ فإن هذا الترامواي يمثل فرصة في حد ذاته لمرتاديه للغوص في عمق حضارة وتاريخ المدينة.
فإن كان لكل مدينة قصة؛ فإن لمدينة سطيف ألف قصة وقصة بين زواياها وأزقتها العتيقة
.
لذلك يضمن ترامواي سطيف لروّاده سفرية لاستنطاق مكان وزمان المدينة*؛ التي كثيرا ما ألهى روتين يوميات الحياة سكانها وزوارها عن التأمل في سحرها وجمالها. فإذا حجزت مكانك في أحد مقاعد الترامواي، وانطلقت بك الرحلة من محطة الانطلاق الواقعة بمنطقة عين موس؛ فإنك حتما سوف تلقي بأعينك خارج نوافذه الزجاجية؛ لتقابلك قرية يُذكّرك ما بقى منها من بنيان بالقرى الإشتراكية؛ التي تم بنائها زمن الموسطاش الذي أراد جعل الجزائر يابان البحر المتوسط، ولا تكاد تستفيق من ذكريات ذلك الزمن الجميل؛ حتى تجد نفسك بصدد العبور على المنطقة الحضرية الجديدة بسطيف؛ والتي تضم أكبر الأحياء السكنية، فإن عيناك في هذه المرة سوف يقعان حتما على عمارات تحيط بك من كل الجوانب وذات ألوان وأشكال مختلفة؛ وهي عمارات تم بنائها خلال أزمنة متقاربة خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
وإذا اخترت مواصلة رحلتك مع الترامواي عبر طريق قسنطينة كما يسميه سكان المدينة؛ وهو الطريق الرئيسي الذي يقسم المدينة إلى نصفين؛ فإنك في هذه المرة سوف تكون على موعد لولوج مدينة سطيف القديمة، والتي سوف تتزاحم ذكرياتها في ذهنك، فهذا مسجد بلال بن رباح الذي يقابلك؛ يعدّ أحد أهم المعالم الأثرية الإسلامية بالمدينة؛ والذي لا تزال تقام فيه الصلاة إلى غاية اليوم، رغم أن بنائه يعود إلى عقود خلت.
عندما يواصل بك الترامواي المسير وعلى بعد أمتار فقط من مسجد بلال بن رباح تجد نفسك بعين المزابي، وهو مكان اختلفت الروايات بشأنه؛ والأكيد أنك اليوم لن تجد أثرا لتلك العين التي قيل بأنها كانت يوما ما موجودة في هذا المكان.
إذا نظرت عن يسارك عند توقف الترامواي بمحطة عين المزابي؛ فإنك سوف تلمح من بعيد محطة قطار سطيف؛ والتي تتميز بهندسة معمارية مميزة، وتعلوها في شموخ ساعة كبيرة يضبط على عقاربها أهل المدينة ساعاتهم، ومركون في ساحة هذه المحطة قطعة أثرية نادرة هي الأخرى، وتتمثل في قطار بخاري يذكّرك بعصر الاكتشافات الكبرى في القرن 18م التي درسناها في كتب التاريخ والجغرافيا؛ فهذه القطع الأثرية المتجاورات تضفي على المكان جمالا لا يضاهيه جمال آخر.
لايطيل الترامواي الانتظار في هذه المحطة حتى يعلن الإقلاع، ويواصل التوغل مرة أخرى؛ وبعمق في تاريخ المدينة العتيقة، لذلك وعلى بعد أمتار من عين المزابي وأمام مقر ولاية سطيف الحالي؛ تسير بك عربات ترامواي جزائر الاستقلال على طريق سال على جنباتها دم الحرية القاني زمن الاحتلال الفرنسي، وفي هذه المرة سوف تجد نفسك في جلسة صمت في حضرة التاريخ.
فذات ثلاثاء أسود؛ الثامن ماي من سنة 1945؛ سار في هذا الطريق أسلافنا تتقدمهم طلائع أفواج الكشافة الإسلامية الجزائرية مطالبين المستعمر الفرنسي الغاشم بالوفاء بوعده جزاء ما قدموه له من تضحيات من أجل تحرير فرنسا من الاحتلال الألماني الهتلري، ومنذ وصول الترامواي الذي تستقلّه إلى هذا الطريق، فإنه لن يهدأ لك بال بالجلوس بعد جلسة الصمت تلك، وستنتفض حتما من مقعدك؛ وستقف احتراما لهؤلاء الشهداء الذي خرجوا في مسيرات سلمية احتفالا بانتصار العالم الحر على النازية والفاشية، ومطالبين في نفس الوقت بوفاء المستعمر الفرنسي بوعد الاستقلال، وعندما يصل بك الترامواي إلى المكان الذي سقط فيه سعال بوزيد شهيدا؛ سوف يطلق العنان لصفاراته تحية لـه، ولمن سقطوا معه شهداء ذات يوم.
يواصل الترامواي السير على سكّته، وعلى بعد بضع أمتار من المكان الذي سقط فيه سعال بوزيد شهيدا؛ فإذا التفت على يسارك؛ فسيقابلك مسجد عبد الحميد بن باديس أحد أهم المعالم الأثرية الإسلامية للمدينة؛ وهو الآخر لا تزال تقام فيه الصلاة إلى يوم الناس هذا، ويتميز هذا المسجد بقبته الكبيرة ومناراتيه الشاهقتين، وباحته التي تقابلها حديقة صغيرة يؤمّها يوميا شباب المدينة وشيوخها يتداولون بين زواياها أخبار البلاد والعباد.
تتواصل رحلة الترامواي على طول شارع الرئيسي للمدينة، ليجد نفسه هذه المرة قبالة ساحة كبيرة ينتصب في منتصفها أحد أشهر معالم المدينة الذي تتدفق المياه بين جنباته؛ إنه معلم عين الفوارة؛ الذي نسجت حوله العديد من الروايات والقصص، لكن معظم المصادر تقول بأنه معلم أثري كان متواجدا بأحد قاعات العرض بمتحف باريس، يعود إنجازه إلى أحد نحاتي فرنسا تخليدا لسيدة فرنسية. وعن رحلته من متحف باريس إلى مدينة سطيف؛ تقول المصادر بأن عمدة مدينة سطيف آنذاك؛ اختاره لتنصيبه في أكبر ساحات مدينته لحاجة في نفسه...وذلك بمناسبة زيارته لمتحف باريس سنة 1899؛ لترسو بعد ذلك الباخرة التي أبحرت بمعلم عين الفوارة من فرنسا باتجاه الجزائر في رصيف ميناء سكيكدة، أين تكفلت بنقله عربة تجرها الخيول من ميناء سكيكدة إلى غاية مدينة سطيف.
مع مرور الوقت تحولت الروايات والقصص التي تحدثت عن معلم عين الفوارة ومياهها العجيبة إلى أساطير يتداولها أهل المدينة وزواها؛ لذلك ومن مقعدك في الترامواي فإنك سوف ترى إقبالا منقطع النظير على شرب ماء عين الفوارة، وترى أيضا تزاحم الكبار والصغار ومن الجنسين على أخذ صور تذكارية من جميع جوانب المعلم الأثري الذي تخطت شهرته حدود الوطن.
ولا يكاد الترامواي الذي تمتطيه يغادر بك تلك الساحة حتى يتراءى لك عن قرب معلم أثري إسلامي؛ مميز هو الآخر بمنارته الحجرية التي تعتبر تحفة معمارية نادرة؛ إنه جامع العتيق، أقدم مسجد بمنطقة سطيف، والذي يعود بنائـه إلى فترة نهاية الحكم العثماني في الجزائر وبداية الاحتلال الفرنسي؛ كما وثقت ذلك إحدى الكتابات على جدارياته.
لقد استطاع البناء الهندسي المميز لجامع العتيق بسطيف من المزاوجة بين روائع المعمار الأندلسي والمعمار التركي، وجسد كل ذلك في طابع محلي فريد من نوعه؛ ويضفي صوت الآذان الشجي المنبعث من مأذنة الجامع جوا روحانيا على امتداد الساحة المحيطة به؛ مما يجعل الناس تهب وتتسابق لدخول الجامع من أجل أداء الصلاة.
كل تلك المشاهد المتكررة يوميا، والتي صنعها هذا المكان المقدس لنفسه؛ تجعلك وأنت جالس على مقعدك في الترامواي تغوص بمخيلتك في ذكريات ذلك الزمن الجميل التي روتها كتب التاريخ، زمن مساجد قرطبة العامرة في الأندلس، ومساجد اسطنبول التي أمّت شعوبا وأعراقا مختلفة أيام الدولة العثمانية؛ إنها عظمة الإسلام الذي جاء للناس كافة.
ولا يكاد الترامواي يغادر ساحة مسجد العتيق حتى يبدأ لون عرباته الجميلة يميل إلى اللون الأخضر، وما إن يصل إلى حديقة الأمير عبد القادر حتى يغمره اللون الأخضر كلية، إنه في المرة في ضيافة حديقة الأمير عبد القادر التي تعتبر رئة مدينة سطيف، نظرا لما توفره أشجارها ونباتاتها الكثيفة من هواء نقي للمدينة.
تشير المصادر التاريخية إلى أن إنجاز هذه الحديقة يعود إلى الفترة الاستعمارية. وما يميز هذه الحديقة هي ميزتين؛ أولى هذه الميزات هي احتوائها على مختلف الأشجار والنباتات والأزهار التي تعيش في مناخ إقليم ولاية سطيف والمناطق المجاورة، فهي بذلك تعتبر متنفّسا لأهل المدينة وضيوفها، كما تعدّ مخبر علمي لإجراء البحوث والتجارب بالنسبة للمختصين في الشأن البيئي والطبيعي، والميزة الثانية التي تنفرد بها هذه الحديقة؛ هي أنها متحف مفتوح على الهواء الطلق؛ لأنها تعرض على زوارها قطع أثرية نادرة؛ تعود إلى فترات سحيقة من عمر المنطقة، وتمثل بالنسبة للمختصين في علم الأثريات والحفريات مخبرا علميا للبحث في تاريخ المنطقة، وعن مختلف الحضارات التي تعاقبت على أرض الجزائر.
لا تزال رحلة الترامواي بركابه متواصلة، ومحطته الموالية هذه المرة هي رياضية بامتياز، حيث سيكون على موعد مع صرح رياضي صنعت فيه مختلف الفرق الرياضية السطايفية وعلى رأسهم الوفاق أفراح ولاية سطيف والجزائر ككل؛ إنه ملعب 8 ماي 1945؛ ملعب النار والانتصار.
عند وصولك إلى هذا الصرح الرياضي المرصّع بألقاب وفاق سطيف المتمثلة أساسا في كأس رابطة أبطال إفريقيا، والكأس الآفروآسيوية، وبعدد من كؤوس الجمهورية، وعدد آخر من البطولات الوطنية، وكأسين عربيتين، ومشاركة في كأس العالم للأندية. حينها ستدرك وأنت جالس على مقعدك في الترامواي بأن تاريخ ولاية سطيف شارك في صنعه أيضا أبناء الحركة الرياضية السطايفية.
بعد هذه المحطة ما قبل الأخيرة سيكون ركاب الترامواي على عتبات التواجد أمام صرح علمي؛ إنها جامعة فرحات عباس "الباز" ، فإسمها يحيلك مباشرة إلى تذكر أحد زعماء الحركة الوطنية، الصيدلي فرحات عباس، الذي منح الثورة الجزائرية مقويات من صيدليته ساعدت على تقوية الثورة داخليا وخارجيا.
فهذا الصرح العلمي المتمثل في جامعة فرحات عباس الذي شيّـد في نهاية سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي؛ تخرجت منه أجيال وأجيال من الإطارات الجزائرية، وفي مختلف التخصصات العلمية والإنسانية. ومن أجل توفير التعليم الجامعي لجميع أبناء ولاية سطيف وولايات الجمهورية الأخرى؛ عرف هذا الصرح العلمي في السنوات الأخيرة توسعا كبيرا من حيث عدد الكليات والإقامات الجامعية؛ حيث أصبح يضم اليوم قطبين جامعيين جامعة سطيف 1 وجامعة سطيف 2.
وبوصول ترامواي سطيف إلى جامعة فرحات عباس؛ تكون رحلتك قد وصلت إلى محطتها الأخيرة، وهنا يعلن الترامواي عن نهاية رحلة الذهاب، وتنـزل مع ما تبقى من ركاب. إلا إذا اخترت الركوب من جديد؛ لأن صوت صفارات الترامواي سوف ترتفع عما قليل في المحطة؛ معلنة عن بداية رحلة جديدة؛ إنها رحلة العودة.
في الأخير نصل إلى القول بأن تجربة الترامواي في سطيف كما في غيرها من المدن الجزائرية هي تجارب حديثة تحتاج إلى مزيد من التعميم، والأكثر من ذلك تحتاج إلى استمراية واستدامة عبر الزمن. لأن منافعها كبيرة على جميع فئات المجتمع، من حيث سرعة التنقل، تخفيف الزحام المروري، التقليص من حوادث المرور وضحاياها، الترويج للسياحة المحلية، التقليص من غاز ثاني أكسيد الكربون المضر بالبيئة وصحة الإنسان، إعطاء صورة حضارية عن المدن الجزائرية وأهلها...
لكن يبقى على الجهات القائمة على ترامواي سطيف أن تبعث برسائل تطمين لبعض المشتغلين في ميدان النقل؛ مفادها بأن دخول ترامواي سطيف حيز الخدمة لا يؤثر على نشاطهم، ودليلهم في ذلك هو أن الترامواي في كبرى المدن الأوربية، وحتى الترامواي في بعض المدن العربية على غرار ترامواي القاهرة والدار البيضاء، لم يؤثروا على نشاط باقي الناقلين سواء بالسيارات أو بالحافلات. كما يقع على نفس الجهات القائمة على تسيير ترامواي سطيف مرافقة المواطن المحلي بنشاطات التوعية والتحسيس من مخاطر السير على سكته، مع الحث على ضرورة المحافظة عليه وعلى مشتملاته باعتباره مكسب للولاية؛ يعود بالنفع على جميع سكان المدينة وضيوفها.
لذلك يضمن ترامواي سطيف لروّاده سفرية لاستنطاق مكان وزمان المدينة*؛ التي كثيرا ما ألهى روتين يوميات الحياة سكانها وزوارها عن التأمل في سحرها وجمالها. فإذا حجزت مكانك في أحد مقاعد الترامواي، وانطلقت بك الرحلة من محطة الانطلاق الواقعة بمنطقة عين موس؛ فإنك حتما سوف تلقي بأعينك خارج نوافذه الزجاجية؛ لتقابلك قرية يُذكّرك ما بقى منها من بنيان بالقرى الإشتراكية؛ التي تم بنائها زمن الموسطاش الذي أراد جعل الجزائر يابان البحر المتوسط، ولا تكاد تستفيق من ذكريات ذلك الزمن الجميل؛ حتى تجد نفسك بصدد العبور على المنطقة الحضرية الجديدة بسطيف؛ والتي تضم أكبر الأحياء السكنية، فإن عيناك في هذه المرة سوف يقعان حتما على عمارات تحيط بك من كل الجوانب وذات ألوان وأشكال مختلفة؛ وهي عمارات تم بنائها خلال أزمنة متقاربة خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
وإذا اخترت مواصلة رحلتك مع الترامواي عبر طريق قسنطينة كما يسميه سكان المدينة؛ وهو الطريق الرئيسي الذي يقسم المدينة إلى نصفين؛ فإنك في هذه المرة سوف تكون على موعد لولوج مدينة سطيف القديمة، والتي سوف تتزاحم ذكرياتها في ذهنك، فهذا مسجد بلال بن رباح الذي يقابلك؛ يعدّ أحد أهم المعالم الأثرية الإسلامية بالمدينة؛ والذي لا تزال تقام فيه الصلاة إلى غاية اليوم، رغم أن بنائه يعود إلى عقود خلت.
عندما يواصل بك الترامواي المسير وعلى بعد أمتار فقط من مسجد بلال بن رباح تجد نفسك بعين المزابي، وهو مكان اختلفت الروايات بشأنه؛ والأكيد أنك اليوم لن تجد أثرا لتلك العين التي قيل بأنها كانت يوما ما موجودة في هذا المكان.
إذا نظرت عن يسارك عند توقف الترامواي بمحطة عين المزابي؛ فإنك سوف تلمح من بعيد محطة قطار سطيف؛ والتي تتميز بهندسة معمارية مميزة، وتعلوها في شموخ ساعة كبيرة يضبط على عقاربها أهل المدينة ساعاتهم، ومركون في ساحة هذه المحطة قطعة أثرية نادرة هي الأخرى، وتتمثل في قطار بخاري يذكّرك بعصر الاكتشافات الكبرى في القرن 18م التي درسناها في كتب التاريخ والجغرافيا؛ فهذه القطع الأثرية المتجاورات تضفي على المكان جمالا لا يضاهيه جمال آخر.
لايطيل الترامواي الانتظار في هذه المحطة حتى يعلن الإقلاع، ويواصل التوغل مرة أخرى؛ وبعمق في تاريخ المدينة العتيقة، لذلك وعلى بعد أمتار من عين المزابي وأمام مقر ولاية سطيف الحالي؛ تسير بك عربات ترامواي جزائر الاستقلال على طريق سال على جنباتها دم الحرية القاني زمن الاحتلال الفرنسي، وفي هذه المرة سوف تجد نفسك في جلسة صمت في حضرة التاريخ.
فذات ثلاثاء أسود؛ الثامن ماي من سنة 1945؛ سار في هذا الطريق أسلافنا تتقدمهم طلائع أفواج الكشافة الإسلامية الجزائرية مطالبين المستعمر الفرنسي الغاشم بالوفاء بوعده جزاء ما قدموه له من تضحيات من أجل تحرير فرنسا من الاحتلال الألماني الهتلري، ومنذ وصول الترامواي الذي تستقلّه إلى هذا الطريق، فإنه لن يهدأ لك بال بالجلوس بعد جلسة الصمت تلك، وستنتفض حتما من مقعدك؛ وستقف احتراما لهؤلاء الشهداء الذي خرجوا في مسيرات سلمية احتفالا بانتصار العالم الحر على النازية والفاشية، ومطالبين في نفس الوقت بوفاء المستعمر الفرنسي بوعد الاستقلال، وعندما يصل بك الترامواي إلى المكان الذي سقط فيه سعال بوزيد شهيدا؛ سوف يطلق العنان لصفاراته تحية لـه، ولمن سقطوا معه شهداء ذات يوم.
يواصل الترامواي السير على سكّته، وعلى بعد بضع أمتار من المكان الذي سقط فيه سعال بوزيد شهيدا؛ فإذا التفت على يسارك؛ فسيقابلك مسجد عبد الحميد بن باديس أحد أهم المعالم الأثرية الإسلامية للمدينة؛ وهو الآخر لا تزال تقام فيه الصلاة إلى يوم الناس هذا، ويتميز هذا المسجد بقبته الكبيرة ومناراتيه الشاهقتين، وباحته التي تقابلها حديقة صغيرة يؤمّها يوميا شباب المدينة وشيوخها يتداولون بين زواياها أخبار البلاد والعباد.
تتواصل رحلة الترامواي على طول شارع الرئيسي للمدينة، ليجد نفسه هذه المرة قبالة ساحة كبيرة ينتصب في منتصفها أحد أشهر معالم المدينة الذي تتدفق المياه بين جنباته؛ إنه معلم عين الفوارة؛ الذي نسجت حوله العديد من الروايات والقصص، لكن معظم المصادر تقول بأنه معلم أثري كان متواجدا بأحد قاعات العرض بمتحف باريس، يعود إنجازه إلى أحد نحاتي فرنسا تخليدا لسيدة فرنسية. وعن رحلته من متحف باريس إلى مدينة سطيف؛ تقول المصادر بأن عمدة مدينة سطيف آنذاك؛ اختاره لتنصيبه في أكبر ساحات مدينته لحاجة في نفسه...وذلك بمناسبة زيارته لمتحف باريس سنة 1899؛ لترسو بعد ذلك الباخرة التي أبحرت بمعلم عين الفوارة من فرنسا باتجاه الجزائر في رصيف ميناء سكيكدة، أين تكفلت بنقله عربة تجرها الخيول من ميناء سكيكدة إلى غاية مدينة سطيف.
مع مرور الوقت تحولت الروايات والقصص التي تحدثت عن معلم عين الفوارة ومياهها العجيبة إلى أساطير يتداولها أهل المدينة وزواها؛ لذلك ومن مقعدك في الترامواي فإنك سوف ترى إقبالا منقطع النظير على شرب ماء عين الفوارة، وترى أيضا تزاحم الكبار والصغار ومن الجنسين على أخذ صور تذكارية من جميع جوانب المعلم الأثري الذي تخطت شهرته حدود الوطن.
ولا يكاد الترامواي الذي تمتطيه يغادر بك تلك الساحة حتى يتراءى لك عن قرب معلم أثري إسلامي؛ مميز هو الآخر بمنارته الحجرية التي تعتبر تحفة معمارية نادرة؛ إنه جامع العتيق، أقدم مسجد بمنطقة سطيف، والذي يعود بنائـه إلى فترة نهاية الحكم العثماني في الجزائر وبداية الاحتلال الفرنسي؛ كما وثقت ذلك إحدى الكتابات على جدارياته.
لقد استطاع البناء الهندسي المميز لجامع العتيق بسطيف من المزاوجة بين روائع المعمار الأندلسي والمعمار التركي، وجسد كل ذلك في طابع محلي فريد من نوعه؛ ويضفي صوت الآذان الشجي المنبعث من مأذنة الجامع جوا روحانيا على امتداد الساحة المحيطة به؛ مما يجعل الناس تهب وتتسابق لدخول الجامع من أجل أداء الصلاة.
كل تلك المشاهد المتكررة يوميا، والتي صنعها هذا المكان المقدس لنفسه؛ تجعلك وأنت جالس على مقعدك في الترامواي تغوص بمخيلتك في ذكريات ذلك الزمن الجميل التي روتها كتب التاريخ، زمن مساجد قرطبة العامرة في الأندلس، ومساجد اسطنبول التي أمّت شعوبا وأعراقا مختلفة أيام الدولة العثمانية؛ إنها عظمة الإسلام الذي جاء للناس كافة.
ولا يكاد الترامواي يغادر ساحة مسجد العتيق حتى يبدأ لون عرباته الجميلة يميل إلى اللون الأخضر، وما إن يصل إلى حديقة الأمير عبد القادر حتى يغمره اللون الأخضر كلية، إنه في المرة في ضيافة حديقة الأمير عبد القادر التي تعتبر رئة مدينة سطيف، نظرا لما توفره أشجارها ونباتاتها الكثيفة من هواء نقي للمدينة.
تشير المصادر التاريخية إلى أن إنجاز هذه الحديقة يعود إلى الفترة الاستعمارية. وما يميز هذه الحديقة هي ميزتين؛ أولى هذه الميزات هي احتوائها على مختلف الأشجار والنباتات والأزهار التي تعيش في مناخ إقليم ولاية سطيف والمناطق المجاورة، فهي بذلك تعتبر متنفّسا لأهل المدينة وضيوفها، كما تعدّ مخبر علمي لإجراء البحوث والتجارب بالنسبة للمختصين في الشأن البيئي والطبيعي، والميزة الثانية التي تنفرد بها هذه الحديقة؛ هي أنها متحف مفتوح على الهواء الطلق؛ لأنها تعرض على زوارها قطع أثرية نادرة؛ تعود إلى فترات سحيقة من عمر المنطقة، وتمثل بالنسبة للمختصين في علم الأثريات والحفريات مخبرا علميا للبحث في تاريخ المنطقة، وعن مختلف الحضارات التي تعاقبت على أرض الجزائر.
لا تزال رحلة الترامواي بركابه متواصلة، ومحطته الموالية هذه المرة هي رياضية بامتياز، حيث سيكون على موعد مع صرح رياضي صنعت فيه مختلف الفرق الرياضية السطايفية وعلى رأسهم الوفاق أفراح ولاية سطيف والجزائر ككل؛ إنه ملعب 8 ماي 1945؛ ملعب النار والانتصار.
عند وصولك إلى هذا الصرح الرياضي المرصّع بألقاب وفاق سطيف المتمثلة أساسا في كأس رابطة أبطال إفريقيا، والكأس الآفروآسيوية، وبعدد من كؤوس الجمهورية، وعدد آخر من البطولات الوطنية، وكأسين عربيتين، ومشاركة في كأس العالم للأندية. حينها ستدرك وأنت جالس على مقعدك في الترامواي بأن تاريخ ولاية سطيف شارك في صنعه أيضا أبناء الحركة الرياضية السطايفية.
بعد هذه المحطة ما قبل الأخيرة سيكون ركاب الترامواي على عتبات التواجد أمام صرح علمي؛ إنها جامعة فرحات عباس "الباز" ، فإسمها يحيلك مباشرة إلى تذكر أحد زعماء الحركة الوطنية، الصيدلي فرحات عباس، الذي منح الثورة الجزائرية مقويات من صيدليته ساعدت على تقوية الثورة داخليا وخارجيا.
فهذا الصرح العلمي المتمثل في جامعة فرحات عباس الذي شيّـد في نهاية سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي؛ تخرجت منه أجيال وأجيال من الإطارات الجزائرية، وفي مختلف التخصصات العلمية والإنسانية. ومن أجل توفير التعليم الجامعي لجميع أبناء ولاية سطيف وولايات الجمهورية الأخرى؛ عرف هذا الصرح العلمي في السنوات الأخيرة توسعا كبيرا من حيث عدد الكليات والإقامات الجامعية؛ حيث أصبح يضم اليوم قطبين جامعيين جامعة سطيف 1 وجامعة سطيف 2.
وبوصول ترامواي سطيف إلى جامعة فرحات عباس؛ تكون رحلتك قد وصلت إلى محطتها الأخيرة، وهنا يعلن الترامواي عن نهاية رحلة الذهاب، وتنـزل مع ما تبقى من ركاب. إلا إذا اخترت الركوب من جديد؛ لأن صوت صفارات الترامواي سوف ترتفع عما قليل في المحطة؛ معلنة عن بداية رحلة جديدة؛ إنها رحلة العودة.
في الأخير نصل إلى القول بأن تجربة الترامواي في سطيف كما في غيرها من المدن الجزائرية هي تجارب حديثة تحتاج إلى مزيد من التعميم، والأكثر من ذلك تحتاج إلى استمراية واستدامة عبر الزمن. لأن منافعها كبيرة على جميع فئات المجتمع، من حيث سرعة التنقل، تخفيف الزحام المروري، التقليص من حوادث المرور وضحاياها، الترويج للسياحة المحلية، التقليص من غاز ثاني أكسيد الكربون المضر بالبيئة وصحة الإنسان، إعطاء صورة حضارية عن المدن الجزائرية وأهلها...
لكن يبقى على الجهات القائمة على ترامواي سطيف أن تبعث برسائل تطمين لبعض المشتغلين في ميدان النقل؛ مفادها بأن دخول ترامواي سطيف حيز الخدمة لا يؤثر على نشاطهم، ودليلهم في ذلك هو أن الترامواي في كبرى المدن الأوربية، وحتى الترامواي في بعض المدن العربية على غرار ترامواي القاهرة والدار البيضاء، لم يؤثروا على نشاط باقي الناقلين سواء بالسيارات أو بالحافلات. كما يقع على نفس الجهات القائمة على تسيير ترامواي سطيف مرافقة المواطن المحلي بنشاطات التوعية والتحسيس من مخاطر السير على سكته، مع الحث على ضرورة المحافظة عليه وعلى مشتملاته باعتباره مكسب للولاية؛ يعود بالنفع على جميع سكان المدينة وضيوفها.
الهوامش والمراجع:
*ملاحظة
هامة :
إن الأماكن والمعالم الأثرية والتاريخية المذكورة في مختلف محطات ترامواي سطيف هي
واردة على سبيل المثال لا الحصر، لأن كنوز منطقة سطيف الأثرية والتاريخية تفوق
بكثير ما هو مذكور على طول مسيرة الترامواي، فهي منتشرة داخل مدينة سطيف وخارجها؛
وفي مختلف دوائرها وبلدياتها وقراها ومداشرها، وحتى في المناطق المعزولة جدا من
تراب الولاية الشاسعة. فكل هذه الكنوز الموجودة في ولاية سطيف من أقصى شمالها إلى
أقصى جنوبها، ومن أقصى غربها إلى أقصى شرقها؛ تشكل جزء هاما من الموروث والتراث
المادي الجزائري.
1- ترام
: ويكيبيديا الموسوعة الحرة https://ar.wikipedia.org
2- عبد الحميد جعبوب : "المسجد الجامع العتيق
بسطيف"، مقال منشور في :مجلة الشهاب، جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين بسطيف، العدد 10، جانفي 2011.
3- عبدو. ق:" مشروع
ترامواي سطيف لن يتعدّى الآجال المحددة في دفتر الشروط"،
يومية السلام، 11 جوان 2014.
4-Histoire du tramway
parisien : bas et hauts -