حالة الطقس
يوم الأربعاء
9 جويلية 2025
الساعة: 6:40:30
مجلس الامة ...المصادقة على قانون التعبئة العامةوالد الطفلة ياسمين معوش ، يطالب بفتح تحقيق في ظروف وفاة ابنته بمستشفى الام و الطفل بسطيففرنسا تعتقل يوسف بلايليسطيف، الشرطة توقف 06 أشخاص و تحجز 12.12 غرام كوكايين و74 وحدة من المؤثرات العقلية.ديوان المطبوعات المدرسية يفشل في تنفيذ سياسة الوزارة و 14 عنوانا في التعليم الثانوي تنتظر الطبع.
مآثر الثورة التحريرية الكبرى في منطقة سطيف ، الشهيدان بلقاسم هلال و رابح حلتيم من خلال الشهادات و الوثائق الجزء الاول
مقالات و مختارات

مقدمة

تكمن أهمية الثورة التحريرية وعظمتها من خلال التضحيات الجسام التي قدمها الشهداء دفاعا عن قيم الوطن و حفاظا على كيانه وصونا لكرامته، وبالنظر إلى ذلك لا غرابة أن نجد قوافل من الشهداء دونت بدمائها صفحة من أروع صفحات البطولة والفداء من أجل عزة الوطن و شموخه، فالشهيد بلقاسم هلال و رابح حلتيم من الذين احتضنوا الثورة الجزائرية، وضحوا من أجل أن تنتصر الجزائر ويتحقق الاستقلال و التحرر.

1.     الشهيد بلقاسم هلال :

ولد الشهيد البطل هلال بلقاسم سنة 1920 بدوار أولاد زعيم مشتى أولاد هلال ولاية سطيف، من أبيه فوضيل أمه ياقوت هلال تربى في أحضان أبويه الكريمين تربية أخلاقية عالية، وعند بلوغه سن التمدرس أدخله أبوه أحد الكتاتيب القرآنية بمنزل مرابط صالح بالولجة ثم زاوية الحاج أحمد بورغدة بالبلاعة، حفظ جزء من القرآن الكريم ، و عند بلوغه سن الرشد زوجه أبوه من السيدة بخوش هلال، أنجبت له 3 ذكور وبنتين، و أصبح يشتغل مع أبيه في الفلاحة و تربية الماشية.

كان من السباقين لاحتضان الثورة عند اندلاعها في الفاتح من نوفمبر 1954 ، ونظرا لكون الشهيد على قدر لا بأس به من الثقافة العامة و الحنكة السياسية تمكن من كسب ود وتقدير المسؤولون القياديون الأولون الثورة، فكلف سنة 1956 من قبل هؤلاء بالانطلاق في تنظيم الصفوف و خلق جبهة محلية، فانطلق عمله في البداية مع قلة من المواطنين الذي يحضون بثقته، ويعتمد عليهم في السراء والضراء و ذلك لحساسية المرحلة و البرامج المعدة لنجاح المسيرة، لكون الثورة لا تزال في المهد و السر في العمل مطلوب و يحتاج الحيطة والحذر، لأن المخابرات الاستعمارية في هذا الوقت تترقب كل تحرك بعين ساهرة لإطفاء شرار الثورة في مهدها(1).

بدأ في مزاولة نشاطه في تطبيق قرارات القيادة الثورية كمنـــع التدخين و مقاطعة المحاكم الفرنسية و تنظيم الحراسة اليومية و تنظيم المسبلين و تدريب الفدائيين و جمع التبرعات و الأسلحة إلى غير ذلــك من الأعمال التي تفيد الثورة، تقلد البطل الشهيد عدة مناصب و كان عضوا في القيادة السياسية لجبهة التحرير الوطني في سنة 1962 و في 20 مارس و رغم إعلان وقف إطلاق النار في 19 مارس كانت الأفراح والاحتفالات بالنصر المبين، إنه شهر الشهداء، و في غمرة هذه الاحتفالات كان بلقاسم هلال يصول ويجول في شوارع العلمة و منها إلى بازر سكرة ثم إلى مشتى النواصر مع ثلاثة من مرافقيه منهم حارش يحي المدعو صالح، فكان عليه لزاما إتمام المهمة الوطنية و الاحتفالات مع المواطنين بعد سبع سنوات و نصف من الكفاح المرير و الثمن الباهض لمليون ونصف المليون شهيد.

و يعلن القدر أن الوقت الإضافي موجود لمن أراد الشهادة، حيث ترقبهم العدو بطائرتين كاشفتين عندما توقفوا بمنزل مرابط صالح بالولجة، وبعدها سلكوا طريقا غير معبد باتجاه جبل تافرنت فتوقفوا بمنزل الإخوة عزام بوادي المهري و منه إلى مزرعة الإخوة حليتيم ، (مركز عبور) بمشتى جاهلي حيث استقبل المجاهد هلال بلقاسم بهذه المزرعة بالترحاب والزغاريد و قد أخرج علما وطنيا و هو يقول :

" انتهت الحرب وصار النصر لنا و لوطننا".

و هنا لحقه العدو في شاحنة من نوع GMC وسيارة جيب صغيرة وحاصروا المزرعة، وطلب من المجاهد تسليم السلاح والاستسلام فرفض البطل تسليم نفسه وفضل الاستشهاد في سبيل الله والوطن و  في ليلة العشرين من شهر مارس 1962 و عند الساعة الواحدة و العشرين بدأ دوي الرصاص معلنا انطلاق معركة بين الشهيد و مرافقيه ومجموعة متكونة من 400 جندي فرنسي و استمرت المعركة بين الطرفين حتى الواحدة من صبيحة الواحد والعشرين مارس 1962، وعندما توقفت المعركة بدأ البحث عن الشهيد بلقاسم هلال و رفيقه، حيث وجد الشهيد قد مات و نال الشهادة و رفيقه مصاب حيث عولج و أطلق سراحه (2)

الجزء الثاني من المقال الخاص بالشهيد رابح حلتيم على الرابط 

https://sawtsetif.dz/v/8583/


أ.د سفيان لوصيف جامعة محمد لمين دباغين سطيف -2



المقال مأخوذ من كتاب : أشغال الملتقى الوطني الأول

مآثر الثورة التحريرية الكبرى في منطقة سطيف

منشورات جمعية النبراس الثقافي لبلدية سطيف 2022

تم تصفح هذه الصفحة 952 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions