حالة الطقس
يوم الخميس
10 أكتوبر 2024
الساعة: 20:47:27
مسؤولين سابقين في "الفاف" رهن الحبس المؤقتمعاناة الساكنة مع النقل في تزايد والقائمون على القطاع لا يبالونصوت سطيف تزور مركز صناعة الابطال في مجال الروبوت و الذكاء الاصطناعي بسطيفالعلمة: الأمن الحضري السادس يوقف ثلاثة أشخاص متورطين في سرقة مبلغ مالي معتبر.أعضاء عن المجموعة الفلاحية يعترضون على توطين مشروع 100سكن بعين عباسة
ذاكرة مكان ، روبرتاج يروى القصة الكاملة لأصل تسمية حي المعبودة بسطيف و الاحداث المرتبطة بها .
روبرتاج
ذاكرة مكان ، روبرتاج يروى القصة الكاملة لأصل تسمية حي المعبودة بسطيف و الاحداث المرتبطة بها .

كل سكان ولاية سطيف يعرفون حي المعبودة الذى يستقبل زوار الولاية القادمين من الجهة الغربية لمدينة سطيف ، و يعرف السكان ايضا ان تسمية الحى مشتقة من تمثال امرأة كان  متواجد أعلى الهضبة المطلة على واد بوسلام  غير بعيد عن مرقد الملك الافريقي سيبيون بحي القصرية ، لكن قصة هذا التمثال و مكان تواجده سابقا و من قام بجلبه الى مدينة سطيف و بسبب ذلك و اين يوجد التمثال الآن و غير ذلك من التفاصيل التي تبقى غير معروفة  لدى سكان الولاية .
و لمعرفة القصة الكاملة التي تربط المكان بذاكرته القديمة قامت " صوت سطيف " بإعداد هذا الروبرتاج الذي سيجيب على الكثير من التساؤلات حول اصل التسمية و الأحداث المتعلقة بها ، و هي أحداث ووقائع تسرد لأول مرة عبر الجريدة الالكترونية " صوت سطيف".
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي

"رينا" زوجة مارينو و حكاية النذر و تمثال القديسة مريم العذراء.

في الجهة الغربية لمدينة سطيف ، و على ضفاف واد بوسلام ،تواجدت مزرعة كبيرة لأحد المعمرين الفرنسيين كان صاحب المزرعة يدعى " مارينو" و هي المزرعة التي لا تزال بعض جدرانها متواجدة لحد الان، كانت زوجة صاحب المزرعة و التي  تدعى " رينا"  امرأة ذكية و مثقفة و تهتم كثيرا بعادات و تقاليد الأهالي من العرب و المسلمين العاملين في مزرعة زوجها خاصة النسوة .
لاحظت "رينا" أن النساء المسلمات يقمن دوريا بزيارة ضريح ما يعرف بسيدي الخيرالذى يقع على بضعة كيلومترات من مدينة سطيف و كان هذا الضريح مقام  في ذلك الوقت يزوره المئات من أهالي المنطقة الذين يقيمون ’’الزردة’’ حيث يتم جمع ما لذ وطاب من مأكولات يتكرم بها السكان ليجتمع عليها الأهالي في ليلة الجمعة ويطلقوا العنان للرقص والضرب بالأرجل على الارض آملين في نيل البركة والشفاء من الأمراض والتخلص من هموم الحياة اليومية و تحقيق بعض الأماني الاخرى .
"رينا"رافقت النسوة في احد المرات  و استفسرت منهن عن هذا  الامر فأخبرناها أنه مقام ولي صالح يحقق أماني من يزوره و يتوسط له عند الله ، و هنا خطرت ببال "رينا " فكرة  جسدتها بعد أيام فقط من تلك الزيارة .
كان لــ" رينا" ولدان و هما شابان نافعان استدعيا للمشاركة مع جيش الحلفاء للمشاركة في الحرب العالمية الثانية ضد النازية و الفاشية ، فقبل ذهابهم للحرب و مغادرتهم المزرعة ، قامت " رينا " بتحضير مأدبة دعت إليها كل العمال بالمزرعة من الجزائريين و بعض أصدقاء العائلة من الجنود و المعمرين الفرنسيين و بعد نهاية المأدبة أخذت "رينا" بيد إبنيها و قدمتهما للجميع  ثم خاطبت الجميع قائلة أنها ستقوم بتقديم نذر امامهم حيث ستقوم بإنجاز تمثال كبير في مدينة سطيف لو عاد والديها من الحرب سالمين ، ثم توجهت للمسلمين الحاضرين و خاطبتهم قائلة إن هذا التمثال سوف ينسيكم  و ينسي كل سكان المدينة و الضواحي في المقام الذي تزورونه حاليا و تقصد به مقام سيد الخير.

 "رينا"  تحضر التمثال و ذكاء و حيلة في  اختيار المكان.

 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية و رجوع ولدى رينا سالمين من الحرب ، ذهبت رينا الى مدينة روما بإيطاليا و هناك قامت باقتناء تمثال ضخم للقديسة مريم (St. Mary) مصنوع من الحديد الصلب و يزن أكثر من 10 قناطير.
 يقال ان التمثال وصل الى مدينة سطيف في سنة 1946 ، و كما سبق و ذكرنا فإنا " رينا " كانت امرأة ذكية و صاحبة سلطة حتى على زوجها مارينو، و لم يكن غريب ان تختار هضبة في مدينة سطيف تطل على واد بوسلام  و على مقام سيد الخير و هذا المكان كان يقصده الاهالي و هو مكان معروف بــ (الحجر المثقوب) أين كان بعض العجائز يقطعن العوشاشة و هو نوع من مرض السعال يصاب الاطفال الصغار .
و تم اختيار هذا الموقع  و وضع التمثال فوق البناية التي تم تهيئته لهذا الغرض (صورة رقم )  كما نظم احتفال كبير أثناء تدشينه .
و نظرا للجهل الكبير المتفشي لدى السكان أصبح التمثال مزار للنساء كما يقام هناك احتفال كبير سنويا اثناء دخول فصل الربيع و بقي هذا الاحتفال مستمر حتى بعد الاستقلال  فيما يعرف بــ " شاو ربيع " حيث يتم  تحضير أطباقاً تقليدية و منها كسرة الربيع التي تطلى بالبيض و يكون هناك نزوح كبير لجميع سكان المدينة نحو هذا التمثال ، حتى ان بعض النسوة يقمن بإشعال الشموع أمام التمثال و منهن حتى من يتضرعن للتمثال و هي نفس الطقوس التي كانت تقام في  ضريح سيد الخير و سيد السعيد و غيرها من الاضرحة.

المعبودة أو تمثال "القديسة مريم"  اصبح مزار للأهالي و منهم حتى من يتضرع اليه.

 بعد الاستقلال و نظرا لتوسع المدينة غرب باب الجزائر و استمرارا السكان  في زيارة التمثال و القيام بتلك الطقوس الغريبة على ديننا الحنيف ،قام مجموعة من المجاهدين من الولاية بالاتصال برئيس بلدية سطيف  طالبين منه إزالة التمثال للقضاء على هذه المعتقدات و  استجابت البلدية لهذا الطلب و أقترح احد المجاهدين و يدعى "عبيد البشير" و كان مهتم بالأثار و التراث بنقل التمثال إلى المكان المتواجد به حاليا .

تمثال المعبودة  لا يزال بمدينة سطيف  بدون أي تخريب في هيكله.

يتواجد تمثال المعبودة حاليا في المقبرة المسيحية وسط مدينة سطيف ، حيث تم نصبه هناك و لا يزال  في وضعية جيدة و لم يمسه أي تخريب ، و هو من التماثيل القلائل الباقية و التي لم تنهب ليزين بها في مداخل الفيلات و السكنات كما حدث لعدة تماثيل صغيرة ،لكن تمثال " القديسة مريم" و نظرا لوزنه الكبير  بقي  صامدا لحد الآن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي/ صوت سطيف    
تم تصفح هذه الصفحة 37382 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions