حالة الطقس
يوم السبت
27 جويلية 2024
الساعة: 3:43:39
محكمة العلمة :إيداع ضابط شرطة ورتيب الحبس الاحتياطي بتهمة طلب رشوة بعين ولمانالنص الكامل لكلمة الرئيس تبوناستشفاء وهمي لمريض يدخل مستشفى عين ولمان في المحظورالنقابة الجزائرية للصحافة الالكترونية (قيد التأسيس) تؤكد التزامها بقرارات السلطة الوطنية للانتخاباتغرق شقيقين من بئر العرش بالحاجز المائي ببلدية البلاعة
سطيف ، أكتوبر وردي بدون Mammography ، و ما خفي خطير و أعظم .
روبرتاج

  

 

جهازين لـــ Mammography  بسطيف ، أحدهما مٌعطل و الأخر مٌعطن.

 

رغم محاولة بعض الأطراف بولاية سطيف التسويق الإعلامي الايجابي لملف معالجة و متابعة مرضى السرطان بالولاية ، إلا أن أنهم نسوا المثل الشعبي القائل "اللي حب يكذب يبعد الشهود"، فجميع الشواهد تفيد بالوضع المعقد الذي يوجد عليه ملف معالجة مرضى السرطان بالولاية ، أين تٌحيى ولاية سطيف هذه السنة شهر أكتوبر الوردي المخصص  للتوعية بسرطان الثدي بدون جهازMammography  الذي يعد ضروري للكشف عن الخلايا السرطانية في الثدي .

فالجهاز الذي كان يعمل مرة في الأسبوع بعيادة " بيزار" التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية و تشرف عليه طبيبة غير مختصة ؟ متوقف منذ مدة ، و الجهاز الآخر الموجود بمركز معالجة السرطان بالباز لم يوضع حيز الخدمة منذ اقتنائه قبل أكثر من 08 سنوات ، و هذا بسبب افتقاره لأحد اللواحق الضرورية في صفقة مشبوهة من مخلفات  سوء التسيير و الفساد في عهد مدير الصحة السابق " ب-ع"  الموجود حاليا تحت المتابعة القضائية و هو الذي عاث فسادا في المنظومة الصحية بولاية سطيف .

قطاع غزة تحت الحصار و يمتلك 04 أجهزة Mammography من أخر طراز.

 

 لتبقى سطيف الولاية التي خدعوها بقولهم حسناء بدون Mammography ، هذا الجهاز الذي يمتلك منه قطاع غزة بفلسطين و هو تحت الحصار 04 أجهزة كاملة من أحدث طراز ، كما أن دول عربية و إفريقية كثيرة ليس لها إمكانيات الجزائر تمتلك هذه الأجهزة  التي أصبحت ضرورية في كل مستشفياتهم ، و هذا دون الحديث عن الدول الأخرى التي تتجه نحو توديعها لعمليات استئصال الثدي ، بعد الشروع في إستغلال جهاز جديد متطور ذو تقنية علمية مبتكرة لاكتشاف سرطان الثدي قبل حدوثه بــ 5 سنوات،  حيث ستسمح هذه التقنية الحديثة بأن يكون الكشف الدوري للثدي كل 3 أو 4 سنوات.

 

   " رابح عكوش" مدير مستشفى السرطان بسطيف ، الكاك مخصص للاستشفاء من السرطان و ليس للكشف عنه

أما بسطيف تحديدا ، فرغم وجود مركز استشفائي متخصص لمعالجة مرضى السرطان بمنطقة الباز، إلا أن هذا المستشفى يأتي دوره بعد التشخيص و تأكيد المرض ، فهو حسب القائمين عليه مركز استشفائي و ليس مستشفى للتشخيص و استقبال كل المرضى للفحص و المعاينة و التوعية ، و هو ما أكده مدير المستشفى " رابح عكوش " الذي صرح أن مستشفى السرطان بالباز  هو مركز استشفائي يركز جهوده على معالجة المرضى و التكفل بهم ،  مؤكدا أنه يستقبل فقط المرضى الذي تتأكد حالتهم  بملف كامل ، أين يخضعون لفحوصات إضافية للتأكيد قبل بداية رحلة العلاج سواء عن طريق المعالجة الاشعاعية  Radiotherapy أو العلاج الكيمائي ، أو العمليات الجراحية .

و في سؤال لمدير المستشفى حول عدم إنشاء وحدة للكشف المبكر عن مرض السرطان بذات المستشفى ، أكد أن التنظيم الهيكلي و مخطط المنظومة الصحية بالجزائر لا تسمح لهم بإنشاء هذه الوحدة ، و مهام المستشفى بطاقمه البشري و مخصصاته المالية و تشريعاته القانونية  تصب في الاستشفاء ، مضيفا أن عملية الكشف و المتابعة هي من اختصاص المؤسسات العمومية للصحة الجوارية .

                                                    نساء مقهورات ، معاناة  لا تنتهي .

 

لتبقى نساء ولاية سطيف في 60 بلدية و الولايات المجاورة يتألمون في صمت ، و هو ما وقفنا عليه من خلال إجراء هذا الريبورتاج ، بمساعدة بعض الجمعيات و النشطاء أين كان لنا اتصال مع عدة نساء من مختلف ربوع ولاية سطيف .

البداية كانت مع " أم هيثم " من بلدية العلمة ، أكدت لنا أن حياتها تحولت إلى جحيم ، تقول عندما راودتها شكوك منذ05 سنوات حول إصابتها بمرض السرطان ، ذهبت الى طبيبة العيادة بمقر إقامتها ، التي طلبت منها إجراء  كشف ، و لعدم توفر العيادات التابعة للدولة على جهاز الكشف، لم يتسنى لها إجرائه، لأن زوجها لم يمنحها المبلغ اللازم لإجراء الفحص و الكشوفات لدى العيادات الخاصة ، و بعد أن أصبح  المرض ظاهر و اضطرت  للعلاج الكيميائي ، ساءت العلاقة مع زوجها ، فهي من جهة تُحمله مسؤولية عدم الكشف المبكر عن مرضها ، و هو أصبح ينفر منها ، و لم يتبقى من علاقتهما الزوجية سوى الاسم .

أما " سعاد" من  عين والمان فصرحت لنا ، لم أعد أحس بطعم الحياة ، أنا منهارة و تعبانة ، تأخرت في الفحص المبكر لظروف تتعلق بعدم وجود طبيب ينصحني و  يشخص مرضي ، حيث كنت أعالج دون أن يعرف الأطباء أنني مريضة بالسرطان و عندما تفشى المرض أجريت عملية " استئصال الثدي" ، و المشكل الآن هو صعوبة متابعة العلاج و التنقل، رغم التكفل من طرف بعض الجمعيات.    

 

من جهتها السيدة " وفاء " 35 سنة من مدينة سطيف ، و التي وجدناها صدفة عند جمعية الشفاء للوقاية من داء السرطان ، فسردت قصتها بآلام و أحزان ، فبعد أن راودتها شكوك بوجود ورم غير طبيعي في جسمها ، قامت بمراجعة الطبيب ، الذي أكد لها أنها حالة طبيعية و بقيت تتابع العلاج عنده لمدة أكثر من سنتين ، لتقوم  بعدها بتغيير الطبيب و مباشرة بعد فحصها و إجراء الكشوفات اللازمة أكد لها بأنها مصابة بالسرطان ، لتبدأ رحلة العلاج ، لكن للأسف بدأت بجرعة زائدة من العلاج الكيميائي أدى إلى سقوط أسنانها و اعوجاج فكها لتتحول حياتها إلى جحيم ، و رغم ذلك تحاول بكل جهد و عزيمة أن تعيش حياتها رغم كل شيء .

الأخطاء في التشخيص كثيرة و هو ما تعرضت له السيدة " فاطمة" من سطيف أيضا ، قالت أن الطبيب الأول طمأنها ، و بعد مدة ذهبت  لدي طبيب أخر مشهور هنا بسطيف ، و خاطبها بعد الفحص قائلا " أنت ما بيك والو بركاي من التوسويس" ، لكن بعد فترة قصيرة زادت شكوكها لتتوجه إلى طبيب ثالثا بعد استشارة عائلتها ، ليؤكد لها أنها فعلا مصابة بالمرض الخبيث .

 

هذه عينات فقط و أمثلة عن ما تعانيه المرأة ، جراء نقص التوعية و التكفل الجيد من طرف الدولة ، التي تستنفر أجهزتها خلال شهر أكتوبر فقط في حملة إعلامية موجهة لتعود إلى السبات طيلة 11 شهرا الباقية .

                   " زاكي بوبكر " ، الوالي مطلوب للتدخل و مشروع وحدة الكشف المبكر أكثر من ضروري.

 

و لمعرفة دور الجمعيات في هذا المجال ، كان لنا اتصال مع " زاكي بوبكر " رئيس جمعية الشفاء لرعاية مرضى السرطان بسطيف الذي دق ناقوس الخطر ، بقوله ملف السرطان بسطيف يحتاج إلى تكاثف جهود الجميع ،  فلا يمكن لأي طرف أن يدعى قدرته على حلحلة هذا الملف لوحده ، مضيفا الموضوع يحتاج إلى نقاش و التزام  و نكران الذات من طرف المختصين و المتابعين لملف السرطان، فلا يكفي إعطاء إحصائيات لانتشار المرض دون معرفة أسبابه و تزايده المخيف  ، و لا يكفي أن يكون لنا مستشفى للسرطان و نحن غير قادرين على القيام بحملات كشف و توعية، و غير قادرين حتى على إنشاء وحدة مهيكلة و مقننة و منظمة للكشف المبكر ، رغم العدد الهائل لحالات المرض بولاية سطيف و الولايات المجاورة .

و عن دور جمعيته بالذات أكد أنها تعمل على تحقيق أهدافها و التكفل قدر الامكان بالمرضى في حدود الإمكانيات المتاحة ، خاصة في مجال التوعية لأن أغلب النساء الذين تصل إليهن متطوعات الجمعية هن نساء ماكثات بالبيت ليس لهن أي دراية بهذا المرض ، و تجدهن يرفضن في البداية إجراء أي تشخيص و لا يتقبلن الأمر إطلاقا ، و هو ما يتطلب التوعية ، ثم التوعية ، ثم التوعية .

من جهة أخرى أكد رئيس جمعية الشفاء ،أن الجمعيات تعاني من افتقار للمقرات و غلاء الكراء دون تدخل الدولة في تمكين الجمعيات الناشطة من مقرات لائقة ، و هو الامر الذي تعاني منه جمعيته التي تتنقل كل مرة من مقر لآخر مما يؤثر على تنفيذ برنامجها  ، و عن برنامج الجمعية مستقبلا ، صرح رئيس الجمعية  بأنهم يكثفون جهودهم الآن في إنشاء وحدة للكشف و المتابعة لداء السرطان ، و هو مشروع هام و ضروري و يتطلب المساعدة من طرف السلطات ، خاصة والي الولاية الذي يتعين عليه تبنى الفكرة و دعوة رجال المال و الأعمال إلى المساهمة فيها  و اقتناء الأجهزة الضرورية و خاصة جهاز Mammography، الضروري للمرضى في الولاية ، فلا يعقل أبدا أن نقيم وجبة عشاء للمقاولين و رجال الأعمال من أجل جمع مبلغ من المال لصرفه على فريق وفاق سطيف ، و نعجز عن دعوة هؤلاء للمساهمة في شراء مثل هذا الجهاز ، لإنقاذ أمهاتنا و أخواتنا و زوجاتنا من تفشي المرض الخبيث.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف .

تم تصفح هذه الصفحة 7918 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions