حالة الطقس
يوم الجمعة
19 أفريل 2024
الساعة: 1:29:57
سطيف : توقيف متورطين في بيع فلوس الكوكلي على أساس صوص انتاج اللحمالعلمة : بعد ضبط كميات كبيرة تباع على الحالة ، تحقيقات مع مستوردي مادة الخشب الموجه للتصنيعبعد قرار إضافة رحلات داخلية جديدة ، هل يتحرر مطار سطيف ؟في ذكرى وفاة الشهيد داهل الذويبي صاحب أهم مركز ثوري بدوار اولاد علي بن ناصر ببني فودةاعادة تعيين رؤساء البلديات الخمس الموجودة في حالة انسداد
سطيف ، أكتوبر وردي بدون Mammography ، و ما خفي خطير و أعظم .
روبرتاج

  

 

جهازين لـــ Mammography  بسطيف ، أحدهما مٌعطل و الأخر مٌعطن.

 

رغم محاولة بعض الأطراف بولاية سطيف التسويق الإعلامي الايجابي لملف معالجة و متابعة مرضى السرطان بالولاية ، إلا أن أنهم نسوا المثل الشعبي القائل "اللي حب يكذب يبعد الشهود"، فجميع الشواهد تفيد بالوضع المعقد الذي يوجد عليه ملف معالجة مرضى السرطان بالولاية ، أين تٌحيى ولاية سطيف هذه السنة شهر أكتوبر الوردي المخصص  للتوعية بسرطان الثدي بدون جهازMammography  الذي يعد ضروري للكشف عن الخلايا السرطانية في الثدي .

فالجهاز الذي كان يعمل مرة في الأسبوع بعيادة " بيزار" التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية و تشرف عليه طبيبة غير مختصة ؟ متوقف منذ مدة ، و الجهاز الآخر الموجود بمركز معالجة السرطان بالباز لم يوضع حيز الخدمة منذ اقتنائه قبل أكثر من 08 سنوات ، و هذا بسبب افتقاره لأحد اللواحق الضرورية في صفقة مشبوهة من مخلفات  سوء التسيير و الفساد في عهد مدير الصحة السابق " ب-ع"  الموجود حاليا تحت المتابعة القضائية و هو الذي عاث فسادا في المنظومة الصحية بولاية سطيف .

قطاع غزة تحت الحصار و يمتلك 04 أجهزة Mammography من أخر طراز.

 

 لتبقى سطيف الولاية التي خدعوها بقولهم حسناء بدون Mammography ، هذا الجهاز الذي يمتلك منه قطاع غزة بفلسطين و هو تحت الحصار 04 أجهزة كاملة من أحدث طراز ، كما أن دول عربية و إفريقية كثيرة ليس لها إمكانيات الجزائر تمتلك هذه الأجهزة  التي أصبحت ضرورية في كل مستشفياتهم ، و هذا دون الحديث عن الدول الأخرى التي تتجه نحو توديعها لعمليات استئصال الثدي ، بعد الشروع في إستغلال جهاز جديد متطور ذو تقنية علمية مبتكرة لاكتشاف سرطان الثدي قبل حدوثه بــ 5 سنوات،  حيث ستسمح هذه التقنية الحديثة بأن يكون الكشف الدوري للثدي كل 3 أو 4 سنوات.

 

   " رابح عكوش" مدير مستشفى السرطان بسطيف ، الكاك مخصص للاستشفاء من السرطان و ليس للكشف عنه

أما بسطيف تحديدا ، فرغم وجود مركز استشفائي متخصص لمعالجة مرضى السرطان بمنطقة الباز، إلا أن هذا المستشفى يأتي دوره بعد التشخيص و تأكيد المرض ، فهو حسب القائمين عليه مركز استشفائي و ليس مستشفى للتشخيص و استقبال كل المرضى للفحص و المعاينة و التوعية ، و هو ما أكده مدير المستشفى " رابح عكوش " الذي صرح أن مستشفى السرطان بالباز  هو مركز استشفائي يركز جهوده على معالجة المرضى و التكفل بهم ،  مؤكدا أنه يستقبل فقط المرضى الذي تتأكد حالتهم  بملف كامل ، أين يخضعون لفحوصات إضافية للتأكيد قبل بداية رحلة العلاج سواء عن طريق المعالجة الاشعاعية  Radiotherapy أو العلاج الكيمائي ، أو العمليات الجراحية .

و في سؤال لمدير المستشفى حول عدم إنشاء وحدة للكشف المبكر عن مرض السرطان بذات المستشفى ، أكد أن التنظيم الهيكلي و مخطط المنظومة الصحية بالجزائر لا تسمح لهم بإنشاء هذه الوحدة ، و مهام المستشفى بطاقمه البشري و مخصصاته المالية و تشريعاته القانونية  تصب في الاستشفاء ، مضيفا أن عملية الكشف و المتابعة هي من اختصاص المؤسسات العمومية للصحة الجوارية .

                                                    نساء مقهورات ، معاناة  لا تنتهي .

 

لتبقى نساء ولاية سطيف في 60 بلدية و الولايات المجاورة يتألمون في صمت ، و هو ما وقفنا عليه من خلال إجراء هذا الريبورتاج ، بمساعدة بعض الجمعيات و النشطاء أين كان لنا اتصال مع عدة نساء من مختلف ربوع ولاية سطيف .

البداية كانت مع " أم هيثم " من بلدية العلمة ، أكدت لنا أن حياتها تحولت إلى جحيم ، تقول عندما راودتها شكوك منذ05 سنوات حول إصابتها بمرض السرطان ، ذهبت الى طبيبة العيادة بمقر إقامتها ، التي طلبت منها إجراء  كشف ، و لعدم توفر العيادات التابعة للدولة على جهاز الكشف، لم يتسنى لها إجرائه، لأن زوجها لم يمنحها المبلغ اللازم لإجراء الفحص و الكشوفات لدى العيادات الخاصة ، و بعد أن أصبح  المرض ظاهر و اضطرت  للعلاج الكيميائي ، ساءت العلاقة مع زوجها ، فهي من جهة تُحمله مسؤولية عدم الكشف المبكر عن مرضها ، و هو أصبح ينفر منها ، و لم يتبقى من علاقتهما الزوجية سوى الاسم .

أما " سعاد" من  عين والمان فصرحت لنا ، لم أعد أحس بطعم الحياة ، أنا منهارة و تعبانة ، تأخرت في الفحص المبكر لظروف تتعلق بعدم وجود طبيب ينصحني و  يشخص مرضي ، حيث كنت أعالج دون أن يعرف الأطباء أنني مريضة بالسرطان و عندما تفشى المرض أجريت عملية " استئصال الثدي" ، و المشكل الآن هو صعوبة متابعة العلاج و التنقل، رغم التكفل من طرف بعض الجمعيات.    

 

من جهتها السيدة " وفاء " 35 سنة من مدينة سطيف ، و التي وجدناها صدفة عند جمعية الشفاء للوقاية من داء السرطان ، فسردت قصتها بآلام و أحزان ، فبعد أن راودتها شكوك بوجود ورم غير طبيعي في جسمها ، قامت بمراجعة الطبيب ، الذي أكد لها أنها حالة طبيعية و بقيت تتابع العلاج عنده لمدة أكثر من سنتين ، لتقوم  بعدها بتغيير الطبيب و مباشرة بعد فحصها و إجراء الكشوفات اللازمة أكد لها بأنها مصابة بالسرطان ، لتبدأ رحلة العلاج ، لكن للأسف بدأت بجرعة زائدة من العلاج الكيميائي أدى إلى سقوط أسنانها و اعوجاج فكها لتتحول حياتها إلى جحيم ، و رغم ذلك تحاول بكل جهد و عزيمة أن تعيش حياتها رغم كل شيء .

الأخطاء في التشخيص كثيرة و هو ما تعرضت له السيدة " فاطمة" من سطيف أيضا ، قالت أن الطبيب الأول طمأنها ، و بعد مدة ذهبت  لدي طبيب أخر مشهور هنا بسطيف ، و خاطبها بعد الفحص قائلا " أنت ما بيك والو بركاي من التوسويس" ، لكن بعد فترة قصيرة زادت شكوكها لتتوجه إلى طبيب ثالثا بعد استشارة عائلتها ، ليؤكد لها أنها فعلا مصابة بالمرض الخبيث .

 

هذه عينات فقط و أمثلة عن ما تعانيه المرأة ، جراء نقص التوعية و التكفل الجيد من طرف الدولة ، التي تستنفر أجهزتها خلال شهر أكتوبر فقط في حملة إعلامية موجهة لتعود إلى السبات طيلة 11 شهرا الباقية .

                   " زاكي بوبكر " ، الوالي مطلوب للتدخل و مشروع وحدة الكشف المبكر أكثر من ضروري.

 

و لمعرفة دور الجمعيات في هذا المجال ، كان لنا اتصال مع " زاكي بوبكر " رئيس جمعية الشفاء لرعاية مرضى السرطان بسطيف الذي دق ناقوس الخطر ، بقوله ملف السرطان بسطيف يحتاج إلى تكاثف جهود الجميع ،  فلا يمكن لأي طرف أن يدعى قدرته على حلحلة هذا الملف لوحده ، مضيفا الموضوع يحتاج إلى نقاش و التزام  و نكران الذات من طرف المختصين و المتابعين لملف السرطان، فلا يكفي إعطاء إحصائيات لانتشار المرض دون معرفة أسبابه و تزايده المخيف  ، و لا يكفي أن يكون لنا مستشفى للسرطان و نحن غير قادرين على القيام بحملات كشف و توعية، و غير قادرين حتى على إنشاء وحدة مهيكلة و مقننة و منظمة للكشف المبكر ، رغم العدد الهائل لحالات المرض بولاية سطيف و الولايات المجاورة .

و عن دور جمعيته بالذات أكد أنها تعمل على تحقيق أهدافها و التكفل قدر الامكان بالمرضى في حدود الإمكانيات المتاحة ، خاصة في مجال التوعية لأن أغلب النساء الذين تصل إليهن متطوعات الجمعية هن نساء ماكثات بالبيت ليس لهن أي دراية بهذا المرض ، و تجدهن يرفضن في البداية إجراء أي تشخيص و لا يتقبلن الأمر إطلاقا ، و هو ما يتطلب التوعية ، ثم التوعية ، ثم التوعية .

من جهة أخرى أكد رئيس جمعية الشفاء ،أن الجمعيات تعاني من افتقار للمقرات و غلاء الكراء دون تدخل الدولة في تمكين الجمعيات الناشطة من مقرات لائقة ، و هو الامر الذي تعاني منه جمعيته التي تتنقل كل مرة من مقر لآخر مما يؤثر على تنفيذ برنامجها  ، و عن برنامج الجمعية مستقبلا ، صرح رئيس الجمعية  بأنهم يكثفون جهودهم الآن في إنشاء وحدة للكشف و المتابعة لداء السرطان ، و هو مشروع هام و ضروري و يتطلب المساعدة من طرف السلطات ، خاصة والي الولاية الذي يتعين عليه تبنى الفكرة و دعوة رجال المال و الأعمال إلى المساهمة فيها  و اقتناء الأجهزة الضرورية و خاصة جهاز Mammography، الضروري للمرضى في الولاية ، فلا يعقل أبدا أن نقيم وجبة عشاء للمقاولين و رجال الأعمال من أجل جمع مبلغ من المال لصرفه على فريق وفاق سطيف ، و نعجز عن دعوة هؤلاء للمساهمة في شراء مثل هذا الجهاز ، لإنقاذ أمهاتنا و أخواتنا و زوجاتنا من تفشي المرض الخبيث.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف .

تم تصفح هذه الصفحة 7647 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions