جهازين
لـــ Mammography بسطيف ، أحدهما مٌعطل و
الأخر مٌعطن.
رغم محاولة بعض الأطراف بولاية سطيف التسويق الإعلامي الايجابي لملف معالجة و
متابعة مرضى السرطان بالولاية ، إلا أن أنهم نسوا المثل الشعبي القائل "اللي حب يكذب يبعد الشهود"، فجميع الشواهد تفيد بالوضع المعقد الذي يوجد عليه ملف
معالجة مرضى السرطان بالولاية ، أين تٌحيى ولاية سطيف هذه السنة شهر أكتوبر الوردي
المخصص للتوعية بسرطان الثدي بدون جهازMammography الذي يعد ضروري
للكشف عن الخلايا السرطانية في الثدي .
فالجهاز الذي كان يعمل مرة في الأسبوع بعيادة " بيزار" التابعة
للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية و تشرف عليه طبيبة غير مختصة ؟ متوقف منذ مدة ، و
الجهاز الآخر الموجود بمركز معالجة السرطان بالباز لم يوضع حيز الخدمة منذ اقتنائه
قبل أكثر من 08 سنوات ، و هذا بسبب افتقاره لأحد اللواحق الضرورية في صفقة مشبوهة
من مخلفات سوء التسيير و الفساد في عهد
مدير الصحة السابق " ب-ع" الموجود حاليا تحت المتابعة القضائية و هو الذي
عاث فسادا في المنظومة الصحية بولاية سطيف .
قطاع
غزة تحت الحصار و يمتلك 04 أجهزة Mammography من أخر طراز.
لتبقى سطيف الولاية التي خدعوها
بقولهم حسناء بدون Mammography ، هذا الجهاز الذي يمتلك منه قطاع غزة
بفلسطين و هو تحت الحصار 04 أجهزة كاملة من أحدث طراز ، كما أن دول عربية و
إفريقية كثيرة ليس لها إمكانيات الجزائر تمتلك هذه الأجهزة التي أصبحت ضرورية في كل مستشفياتهم ، و هذا
دون الحديث عن الدول الأخرى التي تتجه نحو توديعها لعمليات استئصال الثدي ، بعد الشروع
في إستغلال جهاز جديد متطور ذو تقنية علمية مبتكرة لاكتشاف سرطان الثدي قبل حدوثه
بــ 5 سنوات، حيث ستسمح هذه التقنية
الحديثة بأن يكون الكشف الدوري للثدي كل 3 أو 4 سنوات.
"
رابح عكوش" مدير مستشفى السرطان بسطيف ، الكاك مخصص للاستشفاء من السرطان و
ليس للكشف عنه
أما بسطيف تحديدا ، فرغم وجود مركز استشفائي متخصص لمعالجة مرضى السرطان بمنطقة
الباز، إلا أن هذا المستشفى يأتي دوره بعد التشخيص و تأكيد المرض ، فهو حسب
القائمين عليه مركز استشفائي و ليس مستشفى للتشخيص و استقبال كل المرضى للفحص و
المعاينة و التوعية ، و هو ما أكده مدير المستشفى " رابح عكوش " الذي صرح
أن مستشفى السرطان بالباز هو مركز
استشفائي يركز جهوده على معالجة المرضى و التكفل بهم ، مؤكدا أنه يستقبل فقط المرضى الذي تتأكد حالتهم
بملف كامل ، أين يخضعون لفحوصات إضافية
للتأكيد قبل بداية رحلة العلاج سواء عن طريق المعالجة الاشعاعية Radiotherapy أو العلاج الكيمائي ، أو العمليات الجراحية .
و في سؤال لمدير المستشفى حول عدم إنشاء وحدة للكشف المبكر عن مرض السرطان
بذات المستشفى ، أكد أن التنظيم الهيكلي و مخطط المنظومة الصحية بالجزائر لا تسمح لهم
بإنشاء هذه الوحدة ، و مهام المستشفى بطاقمه البشري و مخصصاته المالية و تشريعاته
القانونية تصب في الاستشفاء ، مضيفا أن عملية
الكشف و المتابعة هي من اختصاص المؤسسات العمومية للصحة الجوارية .
نساء
مقهورات ، معاناة لا تنتهي .
لتبقى نساء ولاية سطيف في 60 بلدية و الولايات المجاورة يتألمون في صمت ، و هو
ما وقفنا عليه من خلال إجراء هذا الريبورتاج ، بمساعدة بعض الجمعيات و النشطاء أين
كان لنا اتصال مع عدة نساء من مختلف ربوع ولاية سطيف .
البداية كانت مع " أم هيثم " من بلدية العلمة ، أكدت لنا أن حياتها
تحولت إلى جحيم ، تقول عندما راودتها شكوك منذ05 سنوات حول إصابتها بمرض السرطان ،
ذهبت الى طبيبة العيادة بمقر إقامتها ، التي طلبت منها إجراء كشف ، و لعدم توفر العيادات التابعة للدولة على
جهاز الكشف، لم يتسنى لها إجرائه، لأن زوجها لم يمنحها المبلغ اللازم لإجراء الفحص
و الكشوفات لدى العيادات الخاصة ، و بعد أن أصبح
المرض ظاهر و اضطرت للعلاج
الكيميائي ، ساءت العلاقة مع زوجها ، فهي من جهة تُحمله مسؤولية عدم الكشف المبكر
عن مرضها ، و هو أصبح ينفر منها ، و لم يتبقى من علاقتهما الزوجية سوى الاسم .
أما " سعاد" من عين والمان فصرحت
لنا ، لم أعد أحس بطعم الحياة ، أنا منهارة و تعبانة ، تأخرت في الفحص المبكر
لظروف تتعلق بعدم وجود طبيب ينصحني و يشخص
مرضي ، حيث كنت أعالج دون أن يعرف الأطباء أنني مريضة بالسرطان و عندما تفشى المرض
أجريت عملية " استئصال الثدي" ، و المشكل الآن هو صعوبة متابعة العلاج و
التنقل، رغم التكفل من طرف بعض الجمعيات.
من جهتها السيدة " وفاء " 35 سنة من مدينة سطيف ، و التي وجدناها
صدفة عند جمعية الشفاء للوقاية من داء السرطان ، فسردت قصتها بآلام و أحزان ، فبعد
أن راودتها شكوك بوجود ورم غير طبيعي في جسمها ، قامت بمراجعة الطبيب ، الذي أكد
لها أنها حالة طبيعية و بقيت تتابع العلاج عنده لمدة أكثر من سنتين ، لتقوم بعدها بتغيير الطبيب و مباشرة بعد فحصها و إجراء
الكشوفات اللازمة أكد لها بأنها مصابة بالسرطان ، لتبدأ رحلة العلاج ، لكن للأسف بدأت
بجرعة زائدة من العلاج الكيميائي أدى إلى سقوط أسنانها و اعوجاج فكها لتتحول
حياتها إلى جحيم ، و رغم ذلك تحاول بكل جهد و عزيمة أن تعيش حياتها رغم كل شيء .
الأخطاء في التشخيص كثيرة و هو ما تعرضت له السيدة " فاطمة" من سطيف
أيضا ، قالت أن الطبيب الأول طمأنها ، و بعد مدة ذهبت لدي طبيب أخر مشهور هنا بسطيف ، و خاطبها بعد
الفحص قائلا " أنت ما بيك والو بركاي من التوسويس" ، لكن بعد فترة قصيرة
زادت شكوكها لتتوجه إلى طبيب ثالثا بعد استشارة عائلتها ، ليؤكد لها أنها فعلا
مصابة بالمرض الخبيث .
هذه عينات فقط و أمثلة عن ما تعانيه المرأة ، جراء نقص التوعية و التكفل الجيد
من طرف الدولة ، التي تستنفر أجهزتها خلال شهر أكتوبر فقط في حملة إعلامية موجهة
لتعود إلى السبات طيلة 11 شهرا الباقية .
"
زاكي بوبكر " ، الوالي مطلوب للتدخل و مشروع وحدة الكشف المبكر أكثر من
ضروري.
و لمعرفة دور الجمعيات في هذا المجال ، كان لنا اتصال مع " زاكي بوبكر
" رئيس جمعية الشفاء لرعاية مرضى السرطان بسطيف الذي دق ناقوس الخطر ، بقوله
ملف السرطان بسطيف يحتاج إلى تكاثف جهود الجميع ،
فلا يمكن لأي طرف أن يدعى قدرته على حلحلة هذا الملف لوحده ، مضيفا الموضوع
يحتاج إلى نقاش و التزام و نكران الذات من
طرف المختصين و المتابعين لملف السرطان، فلا يكفي إعطاء إحصائيات لانتشار المرض دون
معرفة أسبابه و تزايده المخيف ، و لا يكفي
أن يكون لنا مستشفى للسرطان و نحن غير قادرين على القيام بحملات كشف و توعية، و
غير قادرين حتى على إنشاء وحدة مهيكلة و مقننة و منظمة للكشف المبكر ، رغم العدد الهائل
لحالات المرض بولاية سطيف و الولايات المجاورة .
و عن دور جمعيته بالذات أكد أنها تعمل على تحقيق أهدافها و التكفل قدر الامكان
بالمرضى في حدود الإمكانيات المتاحة ، خاصة في مجال التوعية لأن أغلب النساء الذين
تصل إليهن متطوعات الجمعية هن نساء ماكثات بالبيت ليس لهن أي دراية بهذا المرض ، و
تجدهن يرفضن في البداية إجراء أي تشخيص و لا يتقبلن الأمر إطلاقا ، و هو ما يتطلب
التوعية ، ثم التوعية ، ثم التوعية .
من جهة أخرى أكد رئيس جمعية الشفاء ،أن الجمعيات تعاني من افتقار للمقرات و
غلاء الكراء دون تدخل الدولة في تمكين الجمعيات الناشطة من مقرات لائقة ، و هو الامر
الذي تعاني منه جمعيته التي تتنقل كل مرة من مقر لآخر مما يؤثر على تنفيذ
برنامجها ، و عن برنامج الجمعية مستقبلا ،
صرح رئيس الجمعية بأنهم يكثفون جهودهم الآن
في إنشاء وحدة للكشف و المتابعة لداء السرطان ، و هو مشروع هام و ضروري و يتطلب
المساعدة من طرف السلطات ، خاصة والي الولاية الذي يتعين عليه تبنى الفكرة و دعوة
رجال المال و الأعمال إلى المساهمة فيها و
اقتناء الأجهزة الضرورية و خاصة جهاز Mammography، الضروري للمرضى في
الولاية ، فلا يعقل أبدا أن نقيم وجبة عشاء للمقاولين و رجال الأعمال من أجل جمع
مبلغ من المال لصرفه على فريق وفاق سطيف ، و نعجز عن دعوة هؤلاء للمساهمة في شراء
مثل هذا الجهاز ، لإنقاذ أمهاتنا و أخواتنا و زوجاتنا من تفشي المرض الخبيث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف .