سطيف أكثر من 1640 طفل توحد بدون رعاية و وعود المسؤولين
تتحول الى أكذوبة كبرى
و لأن ما حدث ذلك الوقت أصبح قضية رأي عام
، و نظرا لوجود أكثر 1640 طفل توحد بسطيف
وحدها ،و مع وجود جمعية تحاول الدفاع عن حقوقهم (جمعية إضراب التوحد لولاية سطيف )
، و هي الجمعية التي استطاعت بفضل جهود أعضائها تقديم الاقتراحات لإنشاء أول مدرسة
لأطفال التوحد بالولاية ، و كانت كل الأطراف على اتفاق بأن هذه الفئة تحتاج فعلا
لمدرسة ، وصفتها السلطات حينها بانها ستكون بمواصفات عالمية .
و بالفعل وقع الاختيار على مدرسة الفنون
الجميلة سابقا التي تكفل بها محسنون من جميع الجوانب لجعل الهيكل يستجيب لكل التطلعات ، أين تم
تهيئة الأقسام و كل المرافق الأخرى بكل ما يلزم ، و كنا كل مرة نشاهد زيارات
بروتوكولية و اجتماعات كلها موثقة تعقبها بيانات للراي العام على أن كل شيء على ما
يرام ، و سيكون لأطفال التوحد بسطيف مدرستهم التي أنتظرها الاولياء طويلا.
مدرسة أطفال التوحد ، فاشلون يقزمون المشروع و يحولونه
الى مجرد مصلحة فارغة
و لأن بعض الأشخاص من القطاعات المعنية بهذه الفئة و
خاصة في مديرية الصحة و السكان و مديرية النشاط الاجتماعي لم يتقبلوا تحمل هذه
المسؤولية الوطنية لأنهم اعتادوا على العمل الروتيني الذي ليس فيه تكسار الراس ،
هؤلاء سعوا بكل جهد لتكسير هذه المبادرة الفريدة من نوعها على المستوى الوطني ،
أين قاموا بدون حياء و لا حشمة و لا ذرة ضمير بإقناع المسؤولين المحليين بأنه
يستحيل و يصعب إنشاء هذه المدرسة التي يلزمها كذا و كذا و كذا ، لتتحول المبادرة
من مدرسة لأطفال التوحد الى مجرد مركز نفسي للأطفال و المراهقين كمصلحة خارجية
تابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بسطيف ، تقدم بها بعض الكشوفات و الفحوصات
الروتينية.
جهود المحسنين القيمة قابلها فشل المسؤولين و تنصلهم
هذا المركز الذي دشن بتاريخ 01 ماي 2021 ،
يشتغل حاليا ببعض الموظفين الذين نقلوا من مصالح أخرى فقط لذر الرماد في العيون و
إظهار ان السلطات وفت بوعودها و ها هو هذا المركز يقدم خدماته لهذه الفئة ، لتبقى الأقسام
فارغة و المدرسة خاوية على عروشها ، ما عدا بعض المكاتب و الموظفين في الأقسام السفلى
و تبقى الأقسام و المرافق الأخرى التي تكفل بها المحسنون مغلقة .
ليذهب الجهد الذي بذله المحسنون ، و يتبخر حلم الاولياء الذين سعوا في كل الاتجاهات
لتغيير الواقع و إلزام المسؤولين بالوفاء بالوعود الموثقة التي قطعوها لكن دون
جدوى ، ليضطروا في الأخير الى مراسلة رئيس الجمهورية يشرحون له وضعيتهم الكارثية ،
مخبرين إيه أن أطفال التوحد هم أطفال من الدرجة الثانية ليس لهم أي رعاية او تكفل ما عدا بعض الفحوصات و حصص
المتابعة النفسية ، فجل الأطفال ماكثين بالبيت او متواجدين بالروضات رغم انها غير
مؤهلة للتكفل بهم ، فهي حاضنة لحراستهم
فقط مقابل أموال كبيرة أرهقت كاهل
الاولياء.
الأولياء يفقدون الامل محليا و يرفعون مطلبهم لرئيس
الجمهورية
هكذا تبخرت الاحلام و هكذا تحول التزام
المسؤولين و على راسهم ولاة الولاية الى مجرد اكذوبة على المباشر .
هكذا أرادها الفاشلون في مديرية الصحة و
السكان ، و مديرية النشاط الاجتماعي ،
الذين حولوا حلم الاولياء من مدرسة لأبنائهم الى مجرد مصلحة تتكفل ببعض
الفحوصات و هذا يتعارض جملة و تفصيلا مع
إرادة السلطات العليا في البلاد و على رأسهم رئيس الجمهورية الذي يعطي اهتمام كبير
لهذه الفئة ، التي يجب التكفل بها و مرافقتها و دمجها في المجتمع و هو عكس ما هو موجود بسطيف .
فمتى تصحى العقول و متى يتحرك نواب الولاية
لتجسيد هذا الحلم المشروع الذي تبخر بفعلة فاعل .
أمل الأولياء الذين أتصلنا بهم كبير في
تدخل من أعلى مستوى لأنصافهم فالمعاناة تزداد و التكفل غائب ، فهم بالفعل بحاجة إلى لفتة لهذه الفئة التي يجب أن يكون لها مراكز
متخصصة و تأطير كاف و رعاية مستمرة . الموضوع للمتابعة .
ترقبوا أيضا ريبورتاج مصور حول معاناة أطفال التوحد و أوليائهم بسطيف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف.