حالة الطقس
يوم الجمعة
29 مارس 2024
الساعة: 0:04:31
تدابير عقابية ضد 6 قنوات تلفزيونيةمشروع 60 مسكن LPA ببوقاعة :04 سنوات من التأخرعن موعد الاستلام والحل ليس غداوزارة العدل: منصة رقمية للاتصال بالمحبوسين إلكترونياأبرز الملفات التي درستها الحكومة في اجتماعها اليومأمن دائرة العلمة :الإطاحة ب 03 نصابين
الشهــداء يهـانون !،مشـــاهد صادمـــة من قــــرية أفــــتيس بشمــــال سطـــــيف.
روبرتاج

 


مكان سقوط أكثر من 170 شهيد يحول إلى مصب لقنوات الصرف الصحي!
و مجاهدون يطالبون بفتح تحقيق وحماية شرف الشهداء.

" قرية أفتيس" .. اسم يذكر كلما حلّت مناسبة أحداث 8 ماي 1945، على سكان شمال ولاية سطيف، حيث اقترن هذا الاسم بنضال أبناء المنطقة وكان خير مترجم لمعاناتهم، والصوت الذي تكلم باسمهم، وكان شاهدا على الكفاح والصمود، كيف لا، وهي المنطقة التي سقط فيها أكثر من 170 شهيد دفعة واحدة، ذات يوم من هذا التاريخ، عندما دافع الجزائريون عن حقهم في الاستقلال، والمطالبة بالوعد الذي قدمه المستعمر الفرنسي للجزائريين بعد انتصار الحلفاء على النازية..
قرية "أفتيس" التي لم تتأخر عن تلبية نداء الشرف بالأمس، تنام اليوم على مهزلة وفضيحة من العيار الثقيل، حيث تم تحويل المكان الذي سقط فيه هؤلاء الشرفاء إلى مصب عملاق لقنوات الصرف الصحي، تنقل فضلات سكان أزيد من 4 قرى كاملة، وهو المصب الذي شيّد ذات يوم من سنة 1995، بطريقة تثير الكثير من التساؤلات.
أحد المواطنين فجر القضية، وأماط اللثام عن هذه المهزلة البعيدة عن أعين الرقابة، بتصريح خفيف عبر قناة "دزاير نيوز" قبل أيام، وهو ما اعتبره البعض ضربا من الخيال، حتى اتهم صاحب التصريح بـ"الهترفة"، لكن بعدما تنقلت "وقت الجزائر" إلى عين المكان، تبين لها أن الوضع حقيقة وليست خيال، وما يثير التساؤلات، هو الصمت الرسمي للسلطات التي لم تحرك ساكنا تجاه هذه القضية التي أصبحت حديث العام والخاص على المستوى المحلي.
كانت الرحلة صعبة وممتعة في نفس الوقت، صعبة لأن التنقل كان متعبا، ناهيك عن سيرنا على الأقدام لمسافة طويلة، كون أن المكان معزول، جبال تكتسيها الأحراش والأشواك، وممتعة لأنها كانت بمرافقة مجموعة من أهل القرية، من بينهم مجاهدون عايشوا الحدث، ولم تتعبهم الرحلة رغم كبر سنهم، لأن شغفهم لكشف الحقيقة عبر وسائل الإعلام هون أمامهم مرارة التكليف والسير على الأقدام، فكان لسان حالهم يقول، "بالأمس كافح هؤلاء من أجل الجزائر، وسنكافح نحن اليوم، إلى آخر رمق، من أجل حماية شرف هؤلاء، الذين تم تلطيخ رفاتهم بالمياه القذرة"، في حادثة غريبة، لم يفهم هؤلاء مغزاها وما يراد من ورائها.



بركة عملاقة بقرب مقبرة

لم يفهم السكان على مدار هذه السنوات، إجراء المصالح المعنية، التي قامت بتشييد مصب على شكل بركة عملاقة طولها 30 مترا وعرضها أربعة أمتار، في النقطة التي سقط فيها الشهداء المذكورون، حيث يستقبل هذا المصب المياه القذرة التي تصرفها قنوات تربط أربع قرى بأكملها، وهي شريحة، آيث عمارة، أفتيش، وتيزي نسبت، وقد ظل هذا المصب يشكل وصمة عار دون تدخل أي مسؤول لإعادة الاعتبار لرمزية هذا المكان المقدس في الحقيقة، والذي كان يجدر بالسلطات، أن تقيم به معلما أو نصبا يكون في مستوى تضحيات هؤلاء الذين سقطوا في ميدان الشرف، ناهيك أن المكان تعتليه أشواك وأحراش من كل جهة، وكأنه منطقة أشباح يصعب الدخول إليه، رغم أنه لا يبعد إلا ببعض أمتار عن مقبرة ينام فيها بعض المجاهدين الذين توفوا بعد الاستقلال.


السكان حاولوا التدخل لكن الظرف كان صعبا

وقد أجاب السكان على سؤال طرحته عليهم "وقت الجزائر" بخصوص ما إذا قاموا بالتعبير عن رفضهم أيام تشييد هذا المصب، أم لا؟ على خلفية معرفتهم بشعاب المنطقة، وأنه من غير المعقول السماح بإقامة هذا المصب في مكان سقطت فيه أرواح الشهداء، فأجابوا بأن خوفهم من تداعيات الرفض جعلهم يلتزمون الصمت في زمن العشرية السوداء، حيث كمم الخوف أفواه هؤلاء، ومنذ ذلك الوقت ظلت المهزلة على حالها، والكل ينتظر تدخلا على الأقل بتحويل هذا المصب إلى مكان آخر، وهو الإجراء الذي لا يتطلب جهدا أو إمكانيات كبيرة.
وقال أحد سكان القرية، إن عدم الالتفات إلى هذه المهزلة، التي لا يعلمها حتى المسؤولين المحليين فما بلك بالسلطات العليا، راجع إلى عدم الاهتمام بتاريخ المنطقة وهذا المكان، حيث لم تنظم ولا تظاهرة أو وقفة تاريخية بالقرية، منذ الاستقلال إلى اليوم.


مـحاولة "سرقة" شرف المنطقة

كشف أحد المجاهدين بالمنطقة في حديثه معنا، أن النصب التذكاري "الرمزي" الذي شيد بالمنطقة لا يحمل كل أسماء الشهداء، حيث دوّن عليه 151 اسم شهيد فقط، في حين أن الحقيقة العدد يفوق 170 شهيد سقطوا هناك، مؤكدا أن هذا النصب، الذي لم يشيد بطريقة تجعله فعلا في مستوى التضحيات المقدمة، قد حاولت أطراف في وقت سابق إقامته في مكان بعيد جدا عن القرية، وهو ما اعتبره السكان آنذاك "محاولة سرقة شرف" القرية، حيث تدخلوا وأرغموا السلطات المعنية على تجسيد هذا النصب لإقامته في قرية أفتيس وليس خارجها.

المكان لم يزره أي مسؤول رفيع

ما حزّ في نفوس أبناء القرية بشبابها ومجاهديها وحتى نسائها، أن "أفتيس" لم يتذكرها -على حد تعبيرهم- أي مسؤول رفيع المستوى، من ولاة جمهورية تعاقبوا على تسيير ولاية سطيف، إلى وزير المجاهدين، حيث لم تحظ القرية بزيارة أحد هؤلاء، حتى يحس السكان بقيمة هذه القرية التي رفضوا هجرتها رغم ظروف الحياة القاسية هناك، وبقاؤهم كان من أجل الشرف، حيث مازال الشيوخ يوصون أبناءهم بالعودة إلى القرية مهما بعدوا عنها، بسبب العمل أو الدراسة أو أمور أخرى، كما ذكر السكان، أن القرية لم تحظ كذلك بأي تظاهرة تاريخية تكون في المستوى، رغم أنها "أهل لذلك وزيادة"، على حد تعبير أحد المجاهدين.

واقع تنموي مزر

صدمنا مشهد مقزز بمدخل هذه القرية التاريخية، حيث استقبلتنا مفرغة فوضوية على حافة الطريق الرئيسي، والتي تشكل ديكورا شوه تلك المناظر الطبيعية الجميلة، التي تزخر بها القرية، حيث تحالفت حزمة من المشاكل على تحطيم سمعة المنطقة، التي ارتوت بدماء الشهداء، لكنها تلطخت اليوم بقمامة وفضلات مرمية في كل الأرجاء.
وقد كشف السكان عن حجم المعاناة التي يكابدونها بسبب غياب التنمية في المنطقة، وعلى رأس هذه المشاكل مياه الشرب، حيث تنعدم تماما شبكات نقل المياه ببعض التجمعات، متوفرة منها لا تلبي الطلب، وأبدى هؤلاء غضبهم الشديد، بسبب تحويل مسار قنوات الصرف الصحي إلى جهة تواجد النقب المائي الوحيد بالمنطقة، حيث أبدوا تخوفهم من تداعيات اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، ذات الأمر بالنسبة للطرقات التي مازال يجر المواطن على متنها ذيول اليأس صباح مساء، ورغم تعبيد شطرا من الطريق الرئيسي، إلا أن أشطرا طويلة مازالت مهترئة وتشكل متاعب كبيرة للسكان خلال تنقلاتهم اليومية.


ابتدائية أكل عليها الدهر وشرب

ومن بين الأمور الغريبة التي وقفنا عليها خلال زيارتنا إلى المنطقة، حال ابتدائية 8 ماي 1945 الوحيدة بالقرية، حيث طالها الخراب من كل الجوانب، ويا ليتها لم تحمل هذا الاسم الكبير على حد تعبير أحد السكان، حتى لا يكون الألم ألمين، حيث تحطمت أجزاء كبيرة من أسفف حجرات هذه المدرسة، ناهيك عن التهيئة الغائبة بداخلها، فهي تبدو منذ الوهلة الأولى وكأنها مكان مهجور منذ زمان، وعندما دخلنا إلى الساحة أحسسنا بوجود هدوء وكأن المكان فارغا، فلا ساحة مهيأة ولا مدخل محترم وحتى الجدران طالها الخراب في صورة تعبر بصدق عن معاناة كبيرة تختبئ وراء هذا الصرح المهمل، ليكشف بعض المواطنين الذين التقينا بهم هناك، أن تلاميذ هذه المدرسة يتنقلون يوميا لمسافات طويلة مشيا على الأقدام، وهناك من يسير أكثر من 8 كيلومتر ذهابا وإيابا، كون أن القرية عبارة عن مجمعات سكنية متناثرة، حيث يتنقل هؤلاء التلاميذ في ظروف قاسية خاصة في فصل الشتاء، وسط غياب تام لأدنى خدمة تنتشلهم من معاناتهم.


السكان يصرخون:
"لا نطالب بالتنمية بل فقط احترام شرف الشهداء"

ورغم هذه المتاعب، أكد السكان أنهم لا يطالبون بالتنمية، التي هي في الحقيقة حق مشروع، بل يطالبون حاليا بالتدخل العاجل وإيفاد لجنة تحقيق تقف على حجم الكارثة البيئية التي شوهت سمعة المنطقة، وانتهكت حرمة وشرف الشهداء، وتحويل هذا المصب على الأقل إلى مكان آخر، خاصة وأن المنطقة تتوفر على أماكن تليق بهذا المصب القذر، مشيرين أنهم باتوا يرفضون حتى المرور بجانبه، كونه يشكل وصمة عار بالمنطقة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ روبورتاج: سليم.خ.

 **************************************************************************************************

المجاهد بوفوس الجودي:"سقوط أكثر من 170 شهيد وتسجيل 151 فقط في القائمة"


كشف المجاهد، بوفوس الجودي، وهو ابن القرية، في تصريحه لـ"وقت الجزائر"، أن الحدث يوم 8 ماي 1945 بالمنطقة كان مجزرة حقيقية، حيث تم حرق القرية بأكملها وتدمير منازل، وتخريب بساتين، وهذا بعدما جمع المستعمر عدد غفير من المواطنين والمجاهدين من بعض القرى المجاورة، حيث ذكر المجاهد الجودي، أن هؤلاء قادمون من مختلف القرى وحتى من خارج بلدية بوعنداس، بدعوة من المستعمر الفرنسي، الذي أوهم هؤلاء في البداية أنه سيقرر مصيرهم، بخصوص الوعد الذي قدمه للجزائريين في حالة انتصار الحلفاء على النازية، وهو ما جعل غالبية المدعوون يحضرون، لكن الرد فيما بعد كان مخيبا وقاسيا، حيث قال عمي الجودي، إن المستعمر لم يفتح حتى باب الحوار مع هؤلاء، حيث تم إطلاق النار مباشرة، وبطريقة وحشية على الشيوخ والشباب وحتى النساء الحاضرات، في إبادة جماعية لم يسلم منها حتى الحيوان والنبات، فتحولت القرية كلها إلى رماد، على حد قول عمي الجودي، الذي أذرف دموعه وهو يستحضر بعضا من الأحداث التي شاهدها بأم عينه، وهو كان صاحب الـ5 سنوات من عمره، وعن نجاته من المجزرة، قال بأنه كان مختبئا تحت شجرة في أحد وديان القرية، ليختم حديثه "الله لا يرجع علينا ذاك اليوم الأسود"، وعن عدد الضحايا الذين سقطوا في هذه العملية الوحشية، أكد عمي الجودي أنه تجاوز 170 شهيد سقطوا في عين المكان.

المجاهد وهنيط رابح:"19 شهيدا دفنتهم نسوة"


أكد المجاهد، وهنيط رابح في تصريحه، أنه في صبيحة اليوم الموالي للمجزرة، كانت القرية منطقة يصعب البقاء فيها، نظرا للخراب والدمار الذي طالها، فبقيت بعض النسوة هناك وحدهن، وهن من قمن بدفن 19 شهيدا بقيت جثثهم مرمية في هذا المكان، بعدما حفرنا خندقا، وتم رمي هذه الجثث داخله، دون تجريد الشهداء من ملابسهم التي كانت ممزقة بحسب شهادة عمي رابح، الذي روت له أمه ما حدث، وهي كانت ضمن تلك النسوة، مضيفا أن هذا الخندق الذي دفنت فيه جثث الشهداء، هو المكان الذي يوجـــــــد عليه الآن مصب المياه القذرة، موضحا أنه من الخزي والعار أن يحدث الأمر، كما تمنى عمي رابح أن لا توافيه المنيــــة حتى يشـــاهد بأم عينيه عملية تنحية هذا المصب وتحويله إلى مكان آخر.
وقد كشف لنا هذا المجاهد، أن قرية أفتيس لم تكن فقط مكانا للإعدام الجماعي الذي حدث يوم 8 ماي 1945، بل كانت ساحة لاندلاع عدة معارك، كونها كانت منطقة عبور وهمزة وصل بين عشرات القرى بالمنطقة، موضحا أن اختيار المستعمر للقرية كي تكون مكانا لهذه العملية لم يكن اعتباطيا، بل كان مبنيا على أساس توجيه رسالة إلى جميع القرى المجاورة حتى لا يتحرك أحد، وكذا محالة تجفيف منابع هذا المعبر المعروف الذي يمر عبره المجاهدون تقريبا يوميا.

المجاهد وهنيط أحمد:
"
جنود فرنسا تسلوا ببقر بطون الحوامل"



أكد المجاهد، وهنيط أحمد، في تصريحه لـ"وقت الجزائر"، أن وحشية المستعمر يوم 8 ماي 1945 بهذه القرية تجاوزت كل الحدود، حيث قام بعض الجنود بإخراج نسوة حوامل من بيوتهن والتسلية ببقر بطونهن أمام الملأ، وهي القصة التي تداولها السكان أبا عن جد حتى لا تنسى، حيث أكد عمي أحمد، أن بقايا سكان هذه المنطقة المحرمة مازالوا يتذكرون هذه الجرائم البشعة، والتي طالت الإنسان والحيوان، حتى وصل الأمر إلى حد إقامة الرهان بين الجنود حول ما إذا كان الجنين في بطن أمه ذكرا أم أنثى، ففتحوا بطون النساء الحوامل بالخناجر وهن أحياء وتستخرج الأجنة ويحتفل الجندي الفائز بكسب الرهان، ثم يذبح الجنين وتعدم أمه رميا بالرصاص، ليتأسف كثيرا عمي أحمد لحال هذه القرية اليوم، والتي همشت على مستوى الأصعدة، وبل ولم يتم احترام حتى الجثث والدماء التي سقطت هناك من أجل استقلال هذا البلد.

ابن مجاهد، حدادي صالح:
"
المستعمر جرد الرجال من لباسهم
أمام أعين أفراد عائلاتهم"


أكد صالـــــح حــــدادي وابن المجاهـــــد الراحل أحمد حدادي، أن والده روى له في آخر أيام حياته، بأن مجموعة من سكان القرى المجاورة لأفتيس، قاموا بعد أيام من مرور المجــــزرة المذكورة بجمع أحشاء الشهداء، التي كانت أشلاء مرميـــــــة بهذا المكان، وتــــم دفنها مع الجثث المتبقيــــــة، والتي عثر عليــــها في أماكــــــن بعيــــد عن القرية، حيث جرفتها مياه الأمطار، ناهيــــك عن الجثـــــث التي التهمتها الذئاب، لأن التدخل كان متأخرا، أي حتـــــى غادر جنود الاستعمار المنطقة، أين تنقل سكان القرى المجاورة على غرار شريحة، تيزي نسبت، احرقان، آيث البحــــــــري إلى عيـــــن المكـــــان وقاموا بانتشال ما تبقى من جثث، ونقلهــــــا للدفــــــــن في القرى الأم، حسب مسقط كل شهيد.
وكشــــف ابن المجاهــد أحمد حــــــدادي، أن والده روى له قصـــة قاسية، حيث لم يكتف المستعمــــــر بالقتل والتنكيل، بل مس حتى بشرف العائلات، حيث عمد إلى تجــــــريد مجمــــــوعة مــــــن السكان، آنذاك، وهم رجال من ملابسهم، أمام عائلاتهم بطريقة بشعة تقشعر لها الأبدان، وهذا قبــــــــل أن يتم إطلاق الرصاص عليهم وقتلهم.

الناشط السياسي والجمعوي بوحدوزة لحسن:
"
اتهمت بالهترفة حينما كشفت الحقيقة"


أكد النــــاشط السياســــي والجمـــــعوي، بوحــــدوزة لحـسن، وهو ابن بلدية بوعنــــــداس، أنه اتهم بالهترفـــة من طــــرف غالبية من سمــــــع نداءه عبر شاشــــــة قناة "دزاير نيوز"، حينــــــما قال بأن المنطقـــة تستغــــــيث ويطالـــــب سكـــــــانها بإيفاد لجنـــة تحقيق تقــــــف على حجــــــم الكارثة التـــي لحقــــــت بها وبشرف الشهداء، مؤكــــــدا أنه هناك عـــــدة محـــــاولة لكشف الحقيقة وإنصاف أصحاب الحق حتــــــى ولو كانــــــوا تحت التراب، لكن الصراعات السياســـــية على المســـــتوى المحلي حالت دون ذلك، باعتبار أن المنطقة الشــمالية برمتــها تتعــرض لتهميـــش ممنهـــــج، وبالـــتـالي يطالب هذا الناشـط في الحـقـل الجمعوي من السلـطات العليـــــــا للبلاد وعلى رأسها الوزير الأول ووزير المجاهدين بالتدخل العاجل ووضع حد لهذه المهزلة.

تقاذف في المسؤوليات

حاولنا نقل هذا الواقع إلى المصالح المختصة لمعرفة ردودها، فكانت المحطة الألى مصالح مديرية الري لفرع دائرة بوعنداس، التي تنتمي إليها القرية، فأكد القائمون على هذه المصالح أنهم ليسوا على علم اطلاقا بما يحدث، وأن المشروع شيد سنة 1995، والطاقم المسير لهذا الفرع حاليا كان غير موجود في ذلك الوقت ببوعنداس، وهي الحجة التي لم يتقبلها المختصون في المجال، حيث أكد صاحب مكتب دراسات مهتم بهذا الشأن أن المسؤولية تقع على عاتق هذا الفرع التابع لمديرية الري، التي كان يجب عليها التحري والعمل على تحويل المصب إلى مكان آخر كأضعف الإيمان، وقد أرشدنا مدير فرع بوعنداس لمصالح الري، نقل الانشغال إلى فرع الديوان الوطني للتطهير بالمنطقة، أين أكد القائمون على هذا الأخير أن مسؤوليتهم مقتصرة على تصفية المصب وفقط، أما بعدي المكان والزمان فهذا أمر لا يعنيهم، في حين حاولنا الاتصال مرارا برئيس دائرة بوعنداس، وقمنا بالتنقل إلى مقر الدائرة لكن تعذر علينا ذلك، والحجة أن رئيس الدائرة في اجتماع، ووسط هذا التقاذف للمسؤوليات تبقى المهزلة تنتظر تدخلا جادا وملموسا من طرف السلطات العليا للبلاد، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ سفيان خرفي.


تم تصفح هذه الصفحة 9952 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions