حالة الطقس
يوم الخميس
10 أكتوبر 2024
الساعة: 21:03:10
مسؤولين سابقين في "الفاف" رهن الحبس المؤقتمعاناة الساكنة مع النقل في تزايد والقائمون على القطاع لا يبالونصوت سطيف تزور مركز صناعة الابطال في مجال الروبوت و الذكاء الاصطناعي بسطيفالعلمة: الأمن الحضري السادس يوقف ثلاثة أشخاص متورطين في سرقة مبلغ مالي معتبر.أعضاء عن المجموعة الفلاحية يعترضون على توطين مشروع 100سكن بعين عباسة
وسط سكوت محير لمنظمات حقوق الانسان و السلطات ، النّوَر يعذبون نسائهم بسطيف.
روبرتاج

انتشرت منذ مدة بمختلف مناطق ولاية سطيف و خاصة بمداخل و مخارج مقر الولاية  ظاهرة التسول من طرف نساء يلتحفن لباس اسود و يقفن وحدهن وسط الطريق حاملين لافتات تظهر أن الامر يتعلق بعائلة سورية شردتها الحرب و تطلب المساعدة من اخوانها الجزائريين .
و لمعرفة من هؤلاء النسوة وكيف جئن للجزائر و من اتى بهن و هل لهن اهل و اين يتواجد رجالهن ، قمنا بالاتصال بأحد الأصدقاء السوريين المتواجدين  بولاية سطيف منذ أكثر من اربع سنوات ، و طرحت عليه في البداية سؤال استفزازي حول تواجد هؤلاء النسوة تحت اشعة الشمس الحارقة طيلة اليوم لوحدهن يتوسلن عابري الطريق في مشهد مؤثر خاصة في شهر رمضان المعظم ، و سألناه اين يتواجد أزواجهن و إخوانهن و اهلهن ، و هل فعلا هن نساء مقهورات  ليس لهن الا هذه الطريقة لجلب المال من اجل العيش و كيف يرضى بعض الرجال من بلده الذين يجلبن هؤلاء النسوة للتسول  في أماكن معزولة صباحا و يأخذهن مساء ، خاصة و نحن نعرف ان الرجل السوري يتسم بالشهامة و الرجولة و لا يرضى أن  تتعذب زوجته او ابنته أو اخته بهذه الطريقة .
كانت مفاجئتنا كبيرة لإجابة صديقنا الذي يبدوا انه كان مطلع على خبايا هؤلاء النسوة و كيف اتى بهن  و سر تواجدهن في هذه الاماكن .
اخبرنا ان هؤلاء هن من فئة « النّوَر» و هي فئة من  الغجر المنتشرين في كل بقاع العالم ، و النّوَر ينتشرون بكثرة  في سوريا و الاردن و لبنان و حتى في السعودية و الكويت و العراق و  يحملون جنسية البلد المقيمين به ، لكنهم يختلفون عن بقية شعب البلد باتباعهم طريقة حياة خاصة جعلتهم غير مندمجين بالمجتمع بتصرفاتهم الغريبة ، و أضاف أن طائفة النّوَر المتواجدة بالجزائر اغلبهم من  فئة "الحاجيات" و هي فئة تعتمد في اسلوب حياتها على استجداء عطف الناس لجمع المال و الاكل و اللباس .
و لتأكيد صحة هذا الكلام  و معرفة تفاصيل اخرى حول فئة النّوَر في سوريا قمنا بإجراء بحث  بسيط فوجدنا أن النّوَر استوطنوا سوريا و الاردن و فلسطين منذ مئات السنين. و تقول إحدى الروايات التاريخية ان أصولهم من ولاية بيهاد الهندية التي أرسل ملكها في القرن الخامس الميلادي إلى صهره ملك الفرس عشرة آلاف مطرب وعازف مع نسائهم وأبنائهم، بناء على طلب الأخير لذي أراد إسعاد شعبه بإقامة حفلات الرقص والغناء فمنحهم الملك أراضي وبذوراً، ومُنح كل منهم حماراً  ولأنهم الغارقون في الرقص والغناء، انصرفوا عن الزراعة حتى نفدت المؤونة التي منحهم إياها الملك، فطردهم عندما عادوا يطلبون المزيد، لتبدأ رحلة التشتت والرحيل غير المنقطع. و هناك روايات اخرى لطائفة النور و علاقتهم بالزير سالم و كليب و اصل تسميتهم بالنّوَر  ، و رواية اخرى تتحدث عن ايامهم الذهبية في اواخر القرن الثاني للهجرة حين تزايدت اعدادهم فاتجهوا للغزو و النهب وقطع الطرقات ابان خلافه المأمون، و كادوا ان يعلنوا عن انشاء دولة لهم في العراق ،لكن الخليفة المعتصم قضى على محاولتهم وانهى تمردهم عام 219 هجرية ليواصلوا تشتتهم و  ترحالهم في كل بقاع الارض.
هؤلاء هم الان في الجزائر و يوجد الكثير منهم في ولاية سطيف ، فأغلب المتسولين الذين يحملون لافتات مكتوب عليها عائلات سورية بحاجة للمساعدة  هم من طائفة النّوَر ، الذين سارعوا للخروج من سوريا مباشرة بعد ظهور بوادر الحرب الاهلية الى دول الجوار التي دأبوا على زيارة اهاليهم بها ، و بعدها  انتقلوا الى اروبا و منهم  من اتجه الى دول عربية  مثل الجزائر التي سمحت بدخولهم كلاجئين مضطهدين بجوازات سفر سورية.
لينتشروا في المدن الكبرى كالعاصمة ، وهران ، قسنطينة ، عنابة و سطيف و مدن اخرى كبيرة و تمكنوا من اعادة احياء نشاطهم  و عاداتهم وأسلوبهم المعيشي المبني على التسول دون ان يثيروا انتباه المواطنين .
 لكن جولة خفيفة مع مرافقنا السوري بينت لنا أن هؤلاء النسوة اللائي نجدهن في محاور الطرق الكبرى هن فعلا نساء مضطهدات من فئة النّوَر ، حيث تعتمد هذه الفئة على   النساء في تأمين العيش و  جلب المال عن طريق التسول و استعطاف الناس بينما يبقى الرجل في البيت دون بذل أي جهد.
احاديثنا رفقة مرافقنا مع هؤلاء المتسولات من سوريا بينت لنا حجم التناقض في كلامهن ، فعندما حاول رفيقي التحدث لهن و سؤالهن عن  مكان سكنهن بسوريا و اين يتواجد رجالهن تجدهن دائما يتهربن من الجواب و يتجنبن الغوص في أعماق الحديث، وخصوصاً  عندما حاول مرافقي  التدقيق في الاصل و المكان  و سبب مغادرتهن لسوريا و كيف تم ذلك خاصة أنهن  نساء بلا رفيق حسب تصريحهن و أن ازواجهن يتواجدن في الاسر بسوريا ، لكن سرعان ما يتبين من خلال حديثهن انه تظليل كبير ، فالأزواج و الاقرباء من الرجال  يتواجدون هنا في الجزائر بالفنادق او شقق مؤجرة ، حيث يقوم رجل " النّوَر " بكراء سيارة (فرود- كلونديستان)  و منهم من لهم سيارات تخصهم و يقومون بنقل هؤلاء النسوة ووضعهن في اماكن محددة سابقا على ان يعودوا لهن في المساء لأخذهن الى الفندق او الشقة  ليتم حساب  مبلغ المال الذي تم جمعه و سرد حوادث النهار الطويل  ، لتستمر حياة النّوَر بالجزائر بهذه الطريقة و الشيء الوحيد المتغير هو مظاهر الثراء الذي يظهر على الرجال من هذه الفئة .
فمنهم من انتقل من شقة بسيطة الى شقة راقية و منهم من اقتنى سيارة جديدة رغم التهاب سعر السيارات هذه الايام ، لكن رغم ذلك لم يتوقفوا عن التسول بنفس الطريقة و في نفس المكان .
لتبقى المرأة النورانية السورية التي دخلت الجزائر كلاجئة تتعذب تحت اشعة الشمس الحارة صيفا و في الصقيع و البرد الشديد في فصل الشتاء، بينما يستمتع من تقوم بخدمته من رجال عائلتها سواء كان زوجها او ابوها او اخيها او احد اقاربها بتلك بالأموال التي تم جمعها و ما اكثرها خاصة مع التعاطف الكبير الذي يبديه الشعب الجزائري و المواطن السطايفي على وجه الخصوص  مع اخواننا السوريين .
 ------------------------------------------ عاشور – ج / صوت سطيف.
 
تم تصفح هذه الصفحة 37909 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions