الدكتور: عمر حططاش استاذ جامعي ومحامي
لم اكتب في موضوع الانتخابات الرئاسية
منذ بداية مراحلها الأولى وهذا اول منشور في الموضوع بعد متابعة مجرياتها إلى
اليوم ونحن على بعد 5 أيام من نهاية الحملة الانتخابية، أين أمكن لي تسجيل
الملاحظات التالية:
اولا/ من حيث مرحلة الترشح: لاحظنا عزوف
الكثير من الشخصيات والطبقة السياسية عن الترشح لعدة أسباب قد تكون حصوص الرئيس المنتهية
ولايته في الظفر بعهدة ثانية أهمها.
ثانيا :سجلنا بكل اسف ظاهرة التوقيعات
المزدوجة وكذا اقدام بعض المترشحين على ايداع ملفات لا تستوفي عدد التوقيعات
المطلوبة بل حتىً نصفها مما يوحي باستخفاف هؤلاء بهذا الاستحقاق الهام ان لمًتكن
طريقتهم للتعبير عن المبالغة في شرط
نصاب التوقيعات في ظل عدم استقرار الممارسة السياسية والحزبية
سجلنا ايضا الإجراءات القضائية المتخذة
في قضية شراء التوقيعات التي أودع لأجلها رهن الحبس المؤقت 68 متهما ووضع ثلاثة
مترشحين رهن الرقابة القضائية ، هذه الإجراءات تحتمل على الاقل قرائتين فمن جهة بإمكانها
ان تحقق الردع وتسهم في اخلقة الحياة السياسية وإبعاد المال الفاسد عن السياسة لكن
من جهة اخرى من شأنها انً تخلق خوفا وتوجس لدى المواطن من العملية الانتخابية
وتزيد في نفوره مستقبلا من العملية واحجامه عنً منح توقيعه لأي كان إلا إذا اعتقد
انه مرشح يرجع تغليب الكفة لصالحه …وهوًما سيعمق معاناة المترشحين مستقبلا في
الحصول علىُ توقيعات الناخبين او المنتخبين.
ثالثا: انحصار الترشيحات إلى ثلاثة تمثل
اهم التيارات السياسية الموجودة في الساحة السياسية ينبئ ببداية تشكل الخريطة السياسية
في الجزائر وتوجهها نحو القطبية
رابعا: بتتبعي للبرامج السياسية
الانتخابية للمترشحين يتبين منها أنها تقريبا تتفق على الكليات وتختلف في الجزئيات
وقد طغت عليها العموميات دون تفصيل خريطة الطريق نحو تحقيقها.
خامسا: لاحظنا التفاف الكثير من الأحزاب
ومنها المعروفة بأحزاب السلطة حول المترشح الحر عبد المجيد تبون وتزكيته بما ف ذلك
رئيس حركة البناء بن قرينة الذي كان بالأمس القريب 2019 مرشحا منافسا للرئيس تبون
ثم أصبح مساندا لبرنامجه في رئاسيات 2024 مما يطرح التساؤل حول ما إذا كان ذلك
اقتناع امً تموقع، وبالمقابل غابت التكتلات عن باقي التيارين الممثلين بمترشحين
مما يستدعي قراءة في الاسباب والدوافع.
سادسا: لاحظنا ان مساندة المترشح الحر
عبد المجيد تبون ونظرا لكثرة المساندين واختلاف مشاربهم فان ذلك تحول إلى حرب
تموقع استشعرها المترشح تبون مما جعله يصرح بان من يسانده طمعا في نيل منصب او
مزية عليه ان ينسحب.
وقد لاحظنا تحول ضعف الخطاب السياسي لدى
البعض وانجرافه ليصبح نوعا من التملق الذي يمقته الشعب الجزائري ويمقته حتى الرئيس
نفسه الذي عبر في الكثير من المناسبات عن نبذه لمثل هذه التصرفات، علما ان تدخلات
بعض المساندين للرئيس عرفت اسلوب استعمال بعض العبارات المستفزة التي قد تضر
بالرئيس المترشح اكثر مما تنفعه.
سابعا: الشيء الإيجابي الذي لاحظناه لدى
المترشحين التزامهم بأدبيات الحملة الانتخابية لاسيما غياب ظاهرة الملصقات
العشوائية وظاهرة السباب والاتهامات للمترشحين الآخرين وغياب بعض الاساليب البالية
التي كانت تستعمل في إطار الحملة الانتخابية الموروثة عن عهد العصابة كالزردات
والولائم وكراء الحافلات لتقل الجمهور إلى الحمامات وغبرها من الاساليب التي رسمت
صورة نمطية سيئة عن الانتخابات في الجزائر لا يمكن محوها الا برسم تقاليد جديدة
ابجاببة خلال المواعيد الانتخابية تقوم على التنافس بين الرجال الذين تتوافر لديهم
مقومات القيادة وكذا البرامج
ثامنا: الخطاب السياسي لم يكن في مستوى
التطلعات شعبيا إعلاميا بحيث غابت عنه تلك
المناقشات والمناظرات التي عرفتها الجزائر نفسها عند بدابة التجربة التعددية ، بل
ان الخطاب السياسي والانتخابي لدى البعض اقتصر على التذكير بتاريخ ابائنا واجدادنا
وكذا تعداد انجازات الرئيس التي لا يمكن حقيقة انكارها لكن ما يهم بالنسبة للمواطن
هو شرح البرنامج الانتخابي ل 5 سنوات المقبلة بدلا من توقيف عجلة الزمن عند حدود
الماضي، لقد حضرت بعض التجمعات ولم اسمع غير هذا رغم كونها تجمعات ولائية مهمة،
وقد لاحظت عدم اعتماد الاحزاب السياسية على النخب، وطغيان ثقافة المجاملة والتملق
شوهت العمل النضالي وجعلت المثقف يفر من هكذا ممارسات ،وهي ممارسات عمقت إقصاء
النخب من العمل السياسي وتوفير أسباب
الإقصاء الذاتي لديها وهي ظاهرة غير صحية لا تخدم لا السلطة ولا المعارضة ولا
الوطن ولا الممارسة الديمقراطية
تاسعا: أتمنى من الرئيس المقبل الذي تشير كل التوقعات إلى ظفر الرئيس المنتهية ولابته بهدة ثانية ان يعمل على تطهير المشهد السياسي متوعده السلبيات وانً يفسح المجال لتعددية اعلامية حقيقية مستقلة حرة لفتح النقاش بشأن كل المجالات لأنني اومن بان البلاد لا تبنى ولا تتطور الا بالرأي والراي الآخر شريطة ان تكون المعارضة بناءة وطنية ، وان يعمل علىً تطهير المحيط واعتماد مقاربة الكفاءة بدل مقاربة الولاء، لانً من يتظاهرون اليوم بالولاء كثير منهم همً كانوا ايضا موالين للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة في عهدته الاولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة لوً سمح الله مما يطرح التساؤل عما إذا كان ولاءهم للوطن أم للأشخاص ومن ثمة مصالحهم الضيقة، نتمنى ذلك ،وان غدا لناضره قريب.