حالة الطقس
يوم السبت
27 أفريل 2024
الساعة: 12:47:57
سكان قرية تعوينين بالدهامشة يندودون بتسجيل أراضيهم ضمن الاملاك الخاصة للدولة اثناء عملية المسحاتحاد الجزائر يلجأ إلى المحكمة الرياضية الدوليةبشرى للمستهلكين : حليب البقر بـ 25 دج ابتداء من الفاتح ماي المقبلإلتماس عامين حبسا نافذا و 20 مليون سنتيم للمير السابق لبلدية حمام السخنةبلدية قجال :سكان تاجرة يطالبون بتدخل السلطات لوضع حد لنشاط قاعة افراح مشبوه والمير يطمئن الساكنة
في ذكرى إجتماع مجموعة الــ 22 التاريخي ، لماذا تأخر انطلاق الثورة بناحية سطيف ؟
صوت سطيف الحر

 

لا شك أن اجتماع مجموعة 22 التاريخية يوم 24 جوان  1954 في بيت المجاهد إلياس دريش ، هو منعرجا تاريخيا حاسما في مسار التحضير للثورة التحريرية الكبرى.

و لا شك أن الكثير من الاحداث كانت قد عرفتها الجزائر قبل الوصول الى هذا الحدث الهام الذي كان نتاج عزيمة و إرادة قوية لمجموعة من المناضلين أمنوا بأن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لطرد العدو ، و هذا رغم صعوبة المرحلة و التضييق الفرنسي و الانقسامات و الشكوك التي طبعت النشاط السياسي في تلك الفترة .

 المناظل صالح معيزة ، تاريخ نظالي كبير يحتاج إلى توثيق .

 لن أغوص في هذا الموضوع كثيرا ، فالعديد من الباحثين و المؤرخين كتبوا و استفاضوا في هذا الامر، لكني أريد أن أفتح مجال للنقاش و البحث حول علاقة اجتماع مجموعة 22 التاريخية يوم 24 جوان 1954 و تأخر انطلاق الثورة بمنطقة سطيف .

الكل يعرف أن منطقة سطيف  بجغرافيتها القديمة  ، كان فيها النضال في الحركة الوطنية منظم  منذ الاجتماع الشهير الذي تم بسطيف في شهر أفريل عام 1943م،  و حضره كل من مصالي الحاج عن حزب الشعب و البشير البشير الإبراهيمي عن جمعية العلماء المسلمين و  المناضل الكبير الصيدلي فرحات عباس و كذا موريس لابور عن الحزب الشيوعي الجزائري ، و منذ ذلك التاريخ و المنطقة تشارك بقوة في المشهد السياسي الجزائري و كان لها دور فعال في بلورة الفكر الوطني و تشكيل عناصر من النواة الأولى للمناضلين الذين آمنوا بفكرة الجهاد ضد المحتل ، فمنطقة سطيف كانت حاضنة للرئيس الراحل محمد بوضياف و الشهيد  العربي بن مهيدي و غيرهما ، و كان المناضل الكبير "صالح معيزة" همزة وصل بين جميع المناضلين فهو منسق حزب الشعب بالمنطقة و الباحث عن التوازن بين جميع الفرقاء و الملاذ الآمن  للجميع ،  خاصة  بعد  تشتت  عناصر  حزب حركة انتصار الحريات الديموقراطية و الأزمة الشهيرة  بين المركزيين و المصاليين ، كما يعتبر صالح معيزة الممون الرئيس لأي عمل نضالي  في الجهة و  كل المناضلين الكبار مروا على مزرعته الكائنة بمشتة أولاد علي بن ناصر ببلدية بني فودة .

 المناظل محمد النذير معيزة ، حضوره مجموعة الـــ 22 كان سيغير الكثير من الأحداث.


من جهة أخرى كان المناضل الاخر محمد النذير معيزة مسؤول الناحية في المنظمة  الخاصة "المخ l'os"   و هو من الأوائل في هذه المنضمة التي  هي  المدبر و المنفذ  لثورة الفاتح من نوفمبر 1954 .

إذن لماذا لم تٌمثل سطيف في مجموعة 22  المفجرة للثورة ؟  و لماذا تأخرت بعدها هيكلة الثورة بمنطقة سطيف ، و لم تنطلق بصفة منظمة و مهيكلة  إلا في أواخر سنة 1955 و بداية عام 1956؟ .

هذا السؤال كنا قد طرحناه على بعض مجاهدي ثورة التحرير ، منهم من أنتقل الى دار الحق و منهم من لا يزال على قيد الحياة (ربي يطول في أعمارهم).

لهذه الأسباب تأخر انطلاق الثورة بسطيف 


كانت الإجابة متقاربة رغم اختلافها او عدم تطابقها في بعض الأحيان ، لكن يمكن أن نستخرج منها ما كنا نبحث عنه  في هذا الموضوع ؟

من خلال جمعنا لبعض  الشهادات مع المجاهدين ، و كذا البحث في بعض الكتب التاريخية نستطيع القول أن السبب الرئيسي و المباشر لعدم مشاركة منطقة سطيف في اجتماع مجموعة 22 هو عدم وصول الاستدعاء الخاص بالاجتماع لمسؤول الناحية " محمد النذير معيزة " ، هذا الأخير كان قد حضر الاجتماع الأول  مع محمد بوضياف و إبراهيم شرقي ، و هو الاجتماع الذي أبلغ فيه محمد بوضياف  محمد النذير معيزة بالاستعداد و انتظار الأوامر لاجتماع حاسم بالجزائر العاصمة في القريب العاجل ، و بقى محمد النذير ينتظر الأوامر في هذا الشأن .

بعدها بعث محمد بوضياف برسالة "تليغرام" إلى محمد النذير معيزة  ، مضمون التليغرام دعوة المعني الى التوجه الى الجزائر العاصمة و هناك سيتم إبلاغه بالمستجدات ، التليغرام كان مختصرا ، دون تفاصيل  حفاضا على السرية  ،خاصة و أن المرحلة كانت جد حساسة ، و كانت فيها المداهمات والاعتقالات تطال المناضلين ، و كان واجبا الحفاظ على سرية التنظيم و الاحتياط الى أقصى الحدود .

و فعلا وصل التليغرام لكنه لم يصل إلى يد "محمد النذير معيزة" بل وصل الى المناضل الاخر " صالح معيزة" بحكم أنه معروف هو الاخر كمناضل في الحركة الوطنية و البريد كان يوجه هناك ، و الرسول الذي ارسله بوضياف مع التليغرام أعتقد انه أتم مهمته بعد أن أوصل التلغرام الى " صالح معيزة" ، و هنا  يبقى السؤول مطروح ، هل  هذا الرسول أخطأ في العنوان؟ ، و سلم التليغرام الى صالح معيزة بدل محمد النذير معيزة ؟، أو كان على علم ضانا منه أن الرسالة في أيادي آمنة؟ .

صالح معيزة أستلم الرسالة لكنه لم يسلمها لصاحبها ، و هذا ربما يرجع الى الحساسية السياسية  بينه و بين ابن عمومته محمد النذير و ربما تساءل حينها صالح معيزة لماذا لم توجه  الرسالة له  لكونه الاحق بتمثيل الجهة او على الأقل الاشراف على تمثيلها؟ ، أو ربما أن صالح معيزة لم يكن يعي أهمية هذا التليغرام فأحتفظ به و لم يظهره الا في السنوات الأخيرة من وفاته في منتصف الثمانينات بعد الاستقلال.

إذن التليغرام لم يصل الى محمد النذير معيزة ممثل الناحية ،  رغم ان المرحوم محمد بوضياف  كلف من جهة أخرى المناضل  محمد مشاطي بالاتصال بمحمد النذير معيزة لإبلاغه ببعض تفاصيل الاجتماع و ضرورة التوجه الى العاصمة أين يتم هناك الالتقاء ببعض المناضلين و من هناك  سيتم اعلامه بمكان و تاريخ الاجتماع الحاسم، لكن محمد مشاطي هو الاخر لم يصل إلى محمد النذير لأسباب تبقى مجهولة.

في الأخير سطيف لم تحضر إجتماع مجموعة الــــ 22 
في الأخير لم يحضر ممثل ناحية سطيف الاجتماع و بقى التساؤل مطروح ، و لم يكن الوقت في صالح المجموعة لاستدراك الامر او البحث عن ممثل أخر للناحية، لأنه كما قلنا كانت المرحلة جد صعبة و حساسة و كل خطوة  غير محسوبة يمكنها إفساد كل شيء ، حيث طرحت المجموعة عدة احتمالات ، منها يمكن ان يكون ممثل ناحيتها بسطيف قد أنكشف أمره و بالتالي يجب إخراجه من الخطة و  السعي قدما  لتنفيذها بدونه رغم أهمية المنطقة و دورها في مراحل النظال الوطني ، ليتم الالتزام بموعد الاجتماع رغم وجود غيابات ، و هنا   بقى مكان ناحية سطيف شاغرا ،  لهذا  لم يتم اعلام المناضلين بسطيف بما تم  الاتفاق عليه في مجموعة الـ 22 و انطلقت الثورة دون هيكلة في هذه الجهة.

 ليتأخر هيكلة الثورة بناحية سطيف إلى غاية نهاية سنة 1955 ، و هذا بعد خروج المناضل الشهيد السعيد بوخريصة الذي كان في سجن الكدية بقسنطينة رفقة مصطفى بن بولعيد ، الذي ربط له اتصال و هو في السجن مع بعض المجاهدين الرفقاء ناحية نقاوس ليتم الاتصال بهم بعد خروجه و تنسيق العمليات الثورية معهم ، كما انطلقت الهيكلة أيضا لمنطقة سطيف من الناحية الغربية بواسطة القائد عميروش أيت حمودة  الذي بدأ في تنظيم العمليات الثورية و تنسيق العمل الثوري بالجهة الغربية للناحية رفقة رفيق دربه و شريكه في التجارة الشهيد البطل  "بلقاسم السماتي" و الشهيد الشيخ العيفة رحمهم الله جميعا  .

ـــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف

 

  المصادر :

- كتاب جذور أول نوفمبر  لرئيس أول حكومة مؤقتة  الراحل بن يوسف بن خدة

- مذكرات الرئيس الراحل محمد بوضياف

- لقاء مع المجاهد اليامين جمعاوي " عضو لجنة المدينة بسطيف"

- تسجيل نادر للمناضل الراحل موسى زغوان

- لقاء مع المجاهد المرحوم موسى كسالي

- مذكرات المجاهد المرحوم إبراهيم شرقي


 

 

 

 

 

تم تصفح هذه الصفحة 2238 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions