رغم ما يعيشه القطاع الثقافي في ولاية سطيف
خاصة و في الجزائر عامة من ركود و جمود منذ
سنوات بسبب عوامل مختلفة يصعب شرحها الان، و رغم الطابع المناسباتي الذي تحول إليه الفعل
الثقافي و النشاطات الثقافية في بلادنا، إلا
أن جمعية النبراس الثقافي بسطيف صنعت الاستثناء، و حققت مكاسب ثقافية نوعية، لتصبح في السنوات الأخيرة المنبر العلمي و الثقافي الأول بولاية سطيف دون منازع.
الجمعية برئاسة الأستاذ المثقف و الشاعر
الضرير نبيل الغندوسي رسمت لنفسها مسارا ممنهجا و رائدا، حلقت به عاليا في سماء
الساحة الثقافية بسطيف والجزائر.
بإصرار و تحدي و ديمومة، تخرج الجمعية في
كل مرة بمبادرات و نشاطات ذات اهداف ثقافية و علمية لها انعكاسا كبيرا في ترقية الساحة الثقافة وتطويرها، و في الحفاظ على الإرث
الثقافي و الموروث الشعبي الذي تزخر به بلادنا.
الجمعية لم تؤمن إطلاقا بترويج مقولة، تراجع
الشارع الجزائري عن استهلاك المادة الثقافية والكتاب على وجه
الخصوص، لتطرح فكرة أخرى و هي أن العيب في المجتمع المدني، و في ظاهرة نهب الميزانية
المخصصة لقطاع الثقافة لا غير.
تقوم
الجمعية بعمل كبير من خلال مشاريعها المفتوحة على طول السنة، و خاصة في مجال
التعريف بأعلام منطقة سطيف، و في جمع و توثيق التراث الثقافي للمنطقة، و الاحتفاء
بالشعراء و الادباء و المثقفين و الكتّاب، و تنظيم المسابقات الثقافية التي أصبح
لها رواج و سمعة وطنية، من خلال الأسماء المشاركة و الفائزة، من داخل و
خارج الولاية، لتصبح الجمعية حاملة مشعل الثقافة في كل مجالاتها من الشعر إلى القصة و الرواية و التأليف.
وفي هذا الاطار فتحت الجمعية أبوابها على مصراعيها لكل الاكاديميين و الباحثين و المهتمين بالفعل الثقافي و التاريخي و
التراث المحلي و الموروث الشعبي، و نظمت العديد
من الندوات و الملتقيات و الأيام دراسية، كما أصدرت مجموعة من الكتب و المنشورات اثرت
بها الساحة الثقافية و العلمية بالجزائر،
الجمعية آمنت بصدق أن للثقافة أهمية كبيرة في نشر الوعي الاجتماعي وتعميق الحس الفني، و
عملت بذلك على نشر الفعل الثقافي، الذي له انعكاس مباشر على سلوك المواطن و تمدنه و تحضره.
للجمعية نشاطات متنوعة على مدار السنة، و لها أيضا الكثير من الإصدارات و المنشورات منها :
- كتاب يظم أشغال و محاضرات الملتقى العربي الأول " الجازية " للحكاية الشعبية المنظم من طرف جمعية النبراس الثقافي لولاية سطيف شهر أكتوبر سنة 2018.
- كتاب المسيرة الحضارية للشيخ رابح مدور الذي يدخل ضمن سلسلة سير و تراجم علماء مدينة سطيف.
- كتاب مآثر الثورة التحريرية في منطقة سطيف و هو ما تام تناوله في اشغال الملتقى الوطني الذي نظمته الجمعية بمناسبة يوم الشهيد 18 فيفري سنة 2022، و جمع مادته الدكتور الباحث كمال خليل.
- رواية فوق الحضيض للروائي بوشنتوف ادريس و هي الرواية الفائزة بجائزة النبراس الوطنية للابداع الادبي سنة 2021.
- مجموعة شعرية بعنوان رفوف الذاكرة للشاعرة جميلة عظيمي زيدان.
- ديوان هادي الأرواح و هي قصائد في الشعر الشعبي للشاعر الطيب قتال.
- بستان الحروف و هو مجموعة من القصائد الشعبية للشاعر عاشور دبشون.
- جموعة القصائد الفائزة بجائزة النبراس الوطنية للابداع الادبي في الشعر الشعبي ، و قد طبع هذا الكتاب للمرة الثالثة سنة 2022.
تحية لكل القائمين على جمعية النبراس الثقافي و
تحية خاصة للأستاذ نبيل الغندوسي على جهده الكبير، المتواصل في إثراء الساحة
الثقافية الوطنية وإخراجها من دائرة الركود و الجمود و المراوحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور
جلابي /
صوت سطيف