بعد ان
فقد أغلبية المواطنين الجزائريين البسطاء منذ شهور أملهم في بناء منازلهم أو
إتمامها بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار حديد البناء إلى أكثر من الضعف ، ها هو
المواطن الجزائري و بعد ان فقد القدرة على اقتناء حديد البناء يفقد القدرة مرة
أخرى على شراء حديد الغذاء الذي هو مادة العدس المعروفة باسم لحم الفقراء لغنائها بالبروتين
والحديد و مختلف أنواع المعادن.
أحد التجار و على سبيل الهزل سأله أحد الزبائن
بعد أن صٌدم بسعر العدس يرتفع من 140 دج للكيلوغرام الى 280 دج في ظرف أسبوع واحد
، فقال له التاجر ، ليس هناك أي مفاجئة ، فارتفاع سعر العدس يرجع الى ارتفاع سعر
الحديد فالعدس يحتوى على كميات كبيرة من الحديد و ارتفاع ثمن الحديد إلى الضعف
أنعكس على سعر العدس الذي أرتفع هو الاخر الى الضعف.
هكذا إذن أصبح الحديد و العدس من المواد المحرومة
على الفقراء ، فالعدس الذي كان الى وقت قريب يٌؤكل فقط على سبيل الاشتهاء سواء
للفقراء او الأغنياء ، كما كان يتندر به الكثيرون عندما يجدون وجبة العدس فيقولون (لاه
رانا في الحبس) و و هناك مثل يقال عن تدني شعبية العدس و هو ''العدس ولا الفلَس'' بمعنى أن العدس أفضل من الجوع فقط لدى الكثيرين
.
اليوم العدس هو غذاء آخر زاد عليه الطلب بعد الوضعية
الاجتماعية التي اصبح عليها الجزائريون فلجأوا بالفطرة الى الغذاء الكامل للجسم
الذي يمكنه أن يعوض نقص البروتينات و المعادن المهمة للنمو مثل: الحديد،
البوتاسيوم ،المغنيسيوم ، النحاس ،الفسفور ، الكبريت والكلورين و كذا مادة
الكالسيوم المفيدة للأطفال ، و بالإضافة الى كونه مفيد جدا للجسم فهو سريع الطهي و
لذيذ بجميع انواعه ، إلا أن اللجوء الى هذه المادة للأسف لم يدم طويلا ، فهي الأخرى
أرتفع سعرها و غلا ثمنها و مرشحة للندرة في الأسابيع القادمة.
المواطن اليوم حائر في أمره ، الكثيرون لم يعد باستطاعتهم
تأمين احتياجاتهم الضرورية من الغذاء و
حتى الطبقة الوسطى فهي الأخرى آيلة للزوال ، لأنها أصبحت تعيش أيضا دون تحقيق
الأساسيات من متطلبات الحياة .
حكومة الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان ستكون
أمام امتحان صعب فكل المؤشرات تظهر انهيار حاد في القدرة الشرائية للمواطنين و نحن
في بداية أزمة اقتصادية و اجتماعية تمس فئة كبيرة من الجزائريين ، و الامر يتطلب الإسراع
في وضع تدابير عاجلة ترافقها إرادة سياسية قوية للخروج من هذه الوضعية العسيرة و
المقلقة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي /
صوت سطيف .