راضية
بوبعجة / صوت سطيف .
رغم كل التضحيات المقدمة ......
المسنون عمر
ضائع ، اهتمام غائب و اكتئاب دائم.
على كرسي
إسمنتي بحديقة الحامة بالعاصمة يجلس محمد ذو الستين عاما وملامح الشقاء والتعب بادية
على ملامحه، يتأمل الأطفال وهم يلعبون وبكل حزن يتذكر أيامه الجميلة التي لن تعود يوما.
يقول بصوت حزين جدا يكاد يسمع " من رجل منتج تحولت إلى "شيخ هرم" عالة
على عائلتي ومجتمعي كم هو قاس هذا الإحساس" يصمت لبرهة ويتنهد مضيفا:" منذ
تقاعدي أمضي معظم وقتي من شارع إلى شارع ومن مكان لآخر، زوجة ابني لا تحب مكوثي في
المنزل ولهذا أضطر للخروج طوال اليوم لأعود في المساء للنوم".
3 ملايين
مسن في الجزائر منهم 2000 في المراكز المختصة و 1000 معاق.
محمد ذو
الستين عاما والمقيم بالعاصمة بجسمه الهزيل ونظراته الحزينة يعتبر أكبر مثال على معاناة
الكثير من المسنين في الجزائر، إذ تتشابه القصص وتختلف التفاصيل فقط، حيث أحصت وزارة
التضامن لسنة 2014 حوالي 3 ملايين شخص مسن ، أما عدد المسنين المقيمين بالمراكز المختصة
التابعة لقطاع التضامن الوطني فهو يفوق 2000 شخص مسن من بينهم أزيد من 1000 معاق.
انعدام
المرافق الترفيهية والمراكز الخاصة بهذه الفئة يدفع محمد كل يوم إلى التوجه إلى أحد
المقاهي أو الحدائق العمومية القريبة من مكان سكناه ليقضي يومه في تصفح الجرائد وشرب
القهوة التي تزيد صحته تدهورا يوما بعد آخر. اقتربنا منه وكسرنا وحدته بحديقة الحامة
محاولين الخوض في بعض التفاصيل التي أثارت حزنه وقلبت مواجعه حسب قوله.بصوت حزين جدا وملامح متعبة يقول:" بعد وفاة زوجتي وإحالتي على التقاعد لم أجد من يهتم بي خصوصا وأن كل أولادي تزوجوا وكل منهم منشغل بحياته الخاصة متناسين أنني قضيت شبابي في خدمتهم، وكأني لم أتعب يوما من أجلهم وكأني لم أحرم نفسي من الكثير حتى أؤمن لهم كل رغباتهم، يصمت قليلا ليتابع قائلا: للأسف هذا جزائي اليوم... زوجة ابني تود إرسالي إلى دار العجزة وما يحزنني في الأمر هو صمت ابني وقبوله بهذا الوضع رغم أن المنزل منزلي، حتى أنهم لا يخدمونني بأي شكل من الأشكال بل هم من يستفيد من راتبي.
يتوقف محمد رافضا مواصلة الحديث لأنه يغادر البيت كل يوم ليقضي يومه خارجه حتى يتناسى معاناته اليومية.
المسنون فئة
هشة تحتاج للتكفل والاهتمام
يشعر المسنون
في مثل هذه المرحلة العمرية بالإحباط والاكتئاب سواء من الناحية الصحية، النفسية أو
الاجتماعية حسب ما أوضحته الأخصائية النفسية عائشة معيري قائلة:" يجب أن ندرك
جيدا أنهم في يوم من الأيام كانوا منتجين باعتبارهم المعطي والمعيل للأسرة، ومحط اهتمام
الجميع أما اليوم أصبحوا مهمشين من طرف الأبناء، المجتمع وحتى الدولة". وأشارت
أيضا إلى أن 35 في المائة فقط من الأبناء يهتمون بآبائهم أما البقية لا يبالون بهم
ويقومون بإرسالهم إلى دور العجزة. وبالحديث عن هذه الأخيرة فهي تعد المشكل الأساسي
في تفاقم وضع المسنين فلولاها لتحتم على الجميع الاعتناء بآبائهم بالإضافة إلى غياب
قانون صارم يعاقب كل من ينتهك حقا من حقوق المسنين حسب ما أوضحته ذات المختصة. وأكدت
في السياق نفسه على انعدام الحوار الإيجابي بين أفراد الأسرة واهتمام كل فرد بحياته
الشخصية، مشيرة إلى أن هذه الفئة حساسة جدا وتحتاج إلى الحنان والاهتمام في مثل هذه
المرحلة العمرية خاصة وأنهم يعتقدون أن المجتمع ينتظر مفارقتهم للحياة بفارغ الصبر،
ولهذا وحسب رأي الأخصائية يتوجب إدماج هذه الفئة من خلال إنشاء مراكز خاصة تساعدهم
في جميع المجالات النفسية والصحية والاجتماعية من خلال توفير فضاءات للراحة والترفيه
والعلاج.
ظروف صعبة تحتاج
إلى حلول سريعة
أكد الأمين
العام لجمعية الوفاء للتضامن الوطني نوار صدام
أن المسنين يعيشون ظروف صعبة جدا ولا يجدون الدعم الكافي في مثل هذه المرحلة العمرية
حيث يشكون الإهمال، التهميش والإقصاء معتبرين أنفسهم عبئا على المجتمع، وأضاف المتحدث
قائلا:" هذه معاناة يومية يعيشها المسنون وهنا يبرز دورنا كجمعية من خلال التكفل
ولو بشكل بسيط بهم ودعمهم من كافة النواحي وبالأخص من الناحية الصحية حيث نقدم لهم
يد العون بتوفير المستلزمات الطبية. وأشار الأمين العام للجمعية أنهم طالبوا الجهات
المعنية وحتى العائلات بالاهتمام بهذه الفئة
سواء فيما يخص العلاج أو سن قانون يحميهم من الاعتداءات التي يتعرضون لها بالإضافة إلى
ضرورة تقديم منحة 10000دج لهم لضمان قوت يومهم.
وفيما يخص مرافق الترفيه لأن معظم المسنين لا يجدون مكانا يلجؤون إليه خاصة بعد خروجهم على التقاعد وزواج أبنائهم أوضح أن الوزارة قامت بوضع مشاريع للحركة الجمعوية في هذا الشأن ويبقى العائق الأكبر هو عدم وجود مقرات للجمعيات، مما يصعب تنفيذ مثل هذه المشاريع الخيرية. وفي الأخير بين أن مثل هذه المشاكل لابد أن تعالج بلقاء وطني يجمع وزارة التضامن والجمعيات الخيرية بغية دراسة الطريقة التي تسمح باقتراح قوانين تحمي هذه الفئة فعلى مائدة الحوار سوف يتوصل المختصون إلى حل دائم.
وفيما يخص مرافق الترفيه لأن معظم المسنين لا يجدون مكانا يلجؤون إليه خاصة بعد خروجهم على التقاعد وزواج أبنائهم أوضح أن الوزارة قامت بوضع مشاريع للحركة الجمعوية في هذا الشأن ويبقى العائق الأكبر هو عدم وجود مقرات للجمعيات، مما يصعب تنفيذ مثل هذه المشاريع الخيرية. وفي الأخير بين أن مثل هذه المشاكل لابد أن تعالج بلقاء وطني يجمع وزارة التضامن والجمعيات الخيرية بغية دراسة الطريقة التي تسمح باقتراح قوانين تحمي هذه الفئة فعلى مائدة الحوار سوف يتوصل المختصون إلى حل دائم.
إدماج المسنين
كفيل بتخفيف من معاناتهم
أوضح الطبيب
الأخصائي عبد الرحيم مصلي خلال لقاء نظمته الجمعية الثقافية والاجتماعية للمسنين بتلمسان
حول أمراض الشيخوخة وطرق التكفل بالمسنين أن أمراض الشيخوخة تكون أكثر حدة لدى المسن
عندما يشعر بالوحدة والتهميش والإقصاء مبرزا الدور الذي تلعبه الرعاية العائلية في
نفسيته. كما أكد المشاركون في اللقاء أن عملية إدماج هذه الشريحة في الحياة الاجتماعية
كفيل بالتخفيف من معاناتهم مع أمراض الشيخوخة.
وقبل أن نودع محمد ونتركه وحيدا يتصفح جريدته على الكرسي الإسمنتي الذي يشاركه حزنه بشكل يومي أخبرنا وكله أمل قائلا:" لا أريد شيئا من هذه الحياة كل ما أتمناه أن تعدل زوجة ابنى عن فكرة إرسالي إلى دار العجزة أريد أن أقضي ما تبقى من عمري بين أبنائي وأحفادي.
وقبل أن نودع محمد ونتركه وحيدا يتصفح جريدته على الكرسي الإسمنتي الذي يشاركه حزنه بشكل يومي أخبرنا وكله أمل قائلا:" لا أريد شيئا من هذه الحياة كل ما أتمناه أن تعدل زوجة ابنى عن فكرة إرسالي إلى دار العجزة أريد أن أقضي ما تبقى من عمري بين أبنائي وأحفادي.