كورونا يحصد المزيد من الأرواح ، من معارفنا ، أهلنا ، جيراننا و حتى أصدقائنا ، رائحة
الموت تنتشر في كل مكان ، و إعلانات الجنائز في كل وقت بدون انقطاع ، أصبحنا نخشى
فتح صفحاتنا على مواقع التواصل ، و نرتعد عندما يرن هاتفنا في ساعة متأخرة أو
متقدمة .
الكثير من العائلات تتعامل مع الفيروس
بصدمة مزدوجة ، فاجعة المرض من جهة و الوضعية الاجتماعية الناتجة عن هذه الجائحة من
جهة ثانية.
عائلات لا تقدر حتى على دفع تكاليف أدوية
المرض، فما بالك بالراديو و السكانير ،وضعيات اجتماعية معقدة و غير مسبوقة ، انخفاض
غير مسبوق في الأنشطة التجارية و ضعف و انكماش كبير في حجم الاستثمار، و المخاوف
تزداد كل يوم .
عمال فقدوا مناصب شغلهم لعدة أسباب مرتبطة بالجائحة ،
إما بسبب القيود على التنقل و الحجر الصحي ، أو بسبب انخفاض الاستثمار و تقلص
مساحات العمل أو حتى بسبب البقاء في
المنزل لرعاية أفراد الأسرة المرضى .
واجبنا هو التكاثف و الترابط و البحث عن
الحلول ، فمنظومتنا الاجتماعية هشة أو لنقل غير موجودة ، و الأمل يبقى في روابط
القرابة و أهل الخير و الإحسان و بعض الجمعيات التي تعمل في صمت لتقديم يد
المساعدة و لو بالقليل.
في ولاية سطيف ، هناك مخاوف أخرى ، مخاوف
تتعلق بالأمن المائي بسبب تقلص حجم المياه المخزنة في السدود و الانخفاض المحسوس
لمنسوب المياه الجوفية ، و حتى يأتي الفرج من الله عز و جل بنزول المطر يبقى الاحتياط واجب ، و على الجميع
تحمل المسؤولية بعدم التبذير و الحفاظ قدر الإمكان على هذه المادة الحيوية ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف .