في عز أزمة موجة كورونا الأولى التي مرت على ولاية سطيف و التي فقدنا
فيها بعض من المعارف و الأهل و الأحباء و الأصدقاء ، و في الوقت الذي غلق فيه
الكثير من الأطباء أبواب عياداتهم خوفا من انتقال العدوى ....... كان أحد الأطباء الأخصائيين
المعروفين في سطيف يعمل بشجاعة و كفاءة و قدرة هائلة على التحمل و التأقلم .
قد يقول أحدهم أن هذا الطبيب مثله مثل بعض
صيادي الفرص من عيادات و مخابر التحاليل و السكانير الذين استغلوا الفرصة و كسبوا أموالا ضخمة.....
لكن صديقنا عكس ذلك تماما فقد كان يكشف على ما يقارب 20 مريض يوميا ، لكنه لا يقبض
الثمن سوي على 7 أو 08 مرضى و الباقي يعالجهم مجانا .
إنها الإنسانية يا سادة ، الكثير مثل هذا
الطبيب نجحوا في العلم و المنصب و الوظيفة لكنهم فشلوا في اكتساب الإنسانية ،فالانسانية هي المادة الوحيدة التي لا تدرس في
جامعات العالم كله .. فقد ينجح فيها عامل النظافة و يرسب فيها جراح الخلايا العصبية ..
و طبيبنا اليوم جمع بين العلم و الإنسانية ،
فكانت إنسانيته هي أولى مراحل العلاج فهو بطل بكل معنى الكلمة .
أسعى لإقناعه بإجراء حديث و تسجيل معه قريبا بحول الله .
ــــــــــــــــــــ عاشور جلابي .