لست أدري لحد الآن سر الإبقاء على قرار غلق
المساجد الصغيرة و السماح فقط
بفتح المساجد التي تتسع لـــ 1000
مصلي و أكثر ، رغم علم الجميع أن المعيار الذي اعتمد عليه في اتخاذ هذا القرار خاطئ
من أساسه ، فقد يًصغٌر المسجد الكبير في
الحي أو المدينة الكبيرة و يًكبٌر المسجد
الصغير في الحي أو القرية الصغيرة ، فلماذا يٌحرم سكان القرى و المداشر و الأحياء
الصغيرة من إقامة صلاة الجماعة بحجة أن
مسجدهم صغير رغم أن هذا المسجد يعتبر كبير
جدا بالنسبة لتعداد المصلين به .
فتح المساجد الصغيرة يا سادة سيخفف لا محالة من الضغط الموجود على المساجد
الكبيرة و خاصة يوم الجمعة ، و على
السلطات أن لا تتحجج بأي مبرر لبقاء غلق هذه المساجد ، فلم يعد هناك أي
مبرر لغلقها الآن.
لقد رأينا كيف يلتزم المصلون بكل تدابير
الوقاية في المساجد التي فتحت ، و سينضبط ويلتزم المصلون بكل الإجراءات الوقائية في المساجد الصغيرة لو تم فتحها ، على عكس ما
يحدث في المحلات التجارية و المقاهي و المطاعم و مكاتب البريد و الأسواق و وسائل النقل المختلفة و المآتم و الأفراح .
المصلون ينتظرون هذا القرار بفارغ الصبر و
على المسؤولين أن يسارعوا اليوم قبل الغد لاتخاذ القرار المناسب و المنطقي ، فلا
يعقل أبدا أن تعطل فريضة صلاة الجماعة في المساجد الصغيرة بدون مبرر مدروس و مقنع
.
بقي أمر آخر في غاية الأهمية و الجميع غافل
عنه و هو فتح المدارس القرآنية ، فالأمر محير أيضا كيف تفتح جميع المدارس التي يكون فيه التعليم إجباري و تفتح الروضات و
غيرها و تبقى المدارس القرآنية التي يكون
فيها التعليم اختياري مغلقة في وجه طلبتها ، فعلا هي مفارقة عجيبة و غريبة و
قرارات ارتجالية غير مبررة ، فهذه المدارس من حقها أن تفتح و من حق أبنائنا تعلم القرآن لمن أراد ذلك و لا بأس أن يكون لها بروتوكول
صحي مثلها مثل المدارس الإجبارية ، خاصة و أن المشرفين على المدارس القرأنية يمكنهم التحكم في العدد و الوقت و الإجراءات بكل سهولة و ليونة و دون أي ضغوطات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف