حالة الطقس
يوم السبت
27 جويلية 2024
الساعة: 4:18:00
محكمة العلمة :إيداع ضابط شرطة ورتيب الحبس الاحتياطي بتهمة طلب رشوة بعين ولمانالنص الكامل لكلمة الرئيس تبوناستشفاء وهمي لمريض يدخل مستشفى عين ولمان في المحظورالنقابة الجزائرية للصحافة الالكترونية (قيد التأسيس) تؤكد التزامها بقرارات السلطة الوطنية للانتخاباتغرق شقيقين من بئر العرش بالحاجز المائي ببلدية البلاعة
ثقافة ، مواضيع مميزة في الجزء الثاني من كتاب التاريخ الثقافي لمنطقة سطيف.
ثقافة و فن

 

صدر عن دار النشر الوطن اليوم (1) بالعلمة الجزء الثاني من كتاب التاريخ الثقافي لمنطقة سطيف (المجال ، الانسان ، التاريخ) ، و هو لمجموعة من الكتاب و الباحثين تحت إشراف و تنسيق الاستاذين محمد بن ساعو و اليامين بن تومي  من جامعة سطيف 2.

الجزء الثاني من الكتاب المصنف في باب العلوم الاجتماعية جاء في 368 صفحة بحجم 13/20 و جمع بين أوراقه مواضيع و بحوث تناولت  فئة من أعلام منطقة سطيف و أثارها و تراثها  ، و هذا تكملة للجزء الأول الذي صدر منذ أكثر من سنة و خصص للمجال السطايفي و التشكيلات الحضارية .

وشارك في الجزء الثاني من هذا المشروع الثقافي نخبة من الكٌتاب و الاساتذة و الباحثين من عدة جامعات جزائرية في انتظار الجزء الثالث الذي سيخصص لسطيف و الحراك التاريخي.

***

          الكتاب في جزئه الثاني يبدأ ببحث أكاديمي من تأليف مشترك بين الدكتورة حنينة طبيش من جامعة خنشلة و الباحثة وسام طبيش من جامعة سطيف 2، بعنوان "صورة مدينة سطيف في كتب الادب الجغرافي"، رصدتا فيه الباحثتان مقتطفات من الكتابات الرحلية التي ذكرت مدينة سطيف عند الرحالة العرب و العجم الذين زاروا المدينة أو سمعوا و قرؤوا عنها مع التركيز على الصورة الجغرافية ، الاقتصادية و الدينية ، و جمعت المؤلفتان عدة كتب منها كتاب الاستبصار في عجائب الامصار لمؤلف مجهول ، كتاب المسالك و الممالك للبكري ، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للشريف الإدريسي، كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار لصاحبه محمد بن عبد المنعم الحميري ، معجم البلدان لشهاب الدين الحموي البغدادي ، كتاب تقويم البلدان لصاحبه أبي الفدا ، مراصد الاطلاع عن اسماء الأمكنة و البقاع لمؤلفه صفي الدين عبد المؤمن البغدادي ، كتاب الرحلة في الادب العربي لصاحبه شعيب حليفي ،كتاب وصف افريقيا للرحالة الحسن الوزان ،رحلة التجاني لصاحبه احمد التجاني و كتاب تاريخ افريقيا الشمالية لشارل اندري جوليان، و كلها كتب ذكرت مدينة سطيف و منطقة سطيف في أزمنة سابقة .

***

      و في مجال السير الذاتية كان للأستاذ الدكتور سفيان لوصيف بحثا وافيا  في سيرة العالم المجاهد الشيخ "مسعود منصوري 1923_2005 " و هو شخصية دينية درس بقرية الماعلي (2)مسقط رأسه ثم جامع الزيتونة و انتقل منها إلى جامع الأزهر أين مكث فيه طالبا من سنة 1947الى غاية سنة 1955 ، و هناك كان له احتكاك مباشر و تواصل مع عدة شخصيات دينية و سياسية منها الرئيسان أحمد بن بلة و هواري بومدين و العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي و غيرهم ،  و كان للشيخ نشاط ثوري مميز ، حيث أسندت له حسب الباحث عدة مهام من طرف الحكومة المؤقتة.

 و استطاع الأستاذ الدكتور لوصيف سفيان إحاطة القارئ بجوانب هامة من شخصية هذا الرجل العالم المجاهد الذي خرج من بيئة بدوية ريفية و استطاع رغم الصعوبات و الظروف القاصية أن يصل إلى ابعد درجات العلم و المعرفة و لولا الظروف السياسية التي مرت بها الجزائر في السنوات الأولى للاستقلال لكان للشيخ شأن كبير في الجزائر سواء في النضال السياسي أو في مجال الدعوة و نشر العلم ، لكنه فضل العيش في مدينة البيضاء بليبيا لظروف خاصة ربما سيكشف عنها الأستاذ في مقالات أخرى .

 ***

         و في موضوع أخر جاد به الكتاب تناول الدكتور مختار بن قويدر من جامعة مصطفى اسطنبول بمعسكر بحثا  حول أعلام منطقة سطيف من خلال مدونة " تعريف الخلف برجال السلف "  للأستاذ أبي القاسم الحفناوي الذي ترك لنا عملا مميزا في التعريف ببعض الأعلام الأفذاذ و بعضهم من منطقة سطيف و ذكر منهم ، الحسين بن محمد الورثلاني السطيفي، محمد الصالح الورثلاني السطيفي ، يحي بن زكريا القريشي الورثلاني السطيفي و الجودي العلمي .

و قد استعان الدكتور مختار بن قويدر في تقديم هذا البحث حول هؤلاء الأعلام بمراجع و مصادر تاريخية أخرى ، و هو ما زاد في قيمة الموضوع خاصة بالنسبة للقراء المتعطشين لمعرفة شخصيات و أعلام منطقة سطيف الذين تركوا بصماتهم في شتى العلوم و المعارف .    

 ***


       أما الدكتور حكيم بوغازي من جامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم فتناول مقالا حول السير الذاتية لثلاث أسماء متنوعة من المحيط الثقافي و الأدبي السطايفي ، وتنتمي هذه الأسماء إلى مراحل زمنية مختلفة  ، تطرق إليها الكاتب على سبيل الذكر لا الحصر لكون المنطقة تزخر بعشرات الأسماء ،و خص الكاتب كل من الممثل و الكاتب " الباهي فضلاء" الذي انتقل من سطيف الى العاصمة صغيرا رفقة عائلته ، و هناك ذاع صيته في المسرح الاذاعي عبر امواج الاذاعة الوطنية و رحل تاركا ورائه تراثا فنيا و أدبيا زاخرا.

و الشخصية الثانية التي تناولها الكاتب هي الكاتب و الروائي المعروف كمال قرور صاحب التراس و سيد الخراب   و حضرة الجينرال و غيرهم من الروايات ، و يعد كمال قرور صاحب دار النشر " الوطن اليوم"  مهندس كتاب الجيب في الجزائر ، و صاحب عدة مبادرات مميزة في المجال الثقافي منها تأسيس مجلس المباردة لصناعة المعرفة ، و مؤسس الورشة الافتراضية لقراءة الكتاب ، و له عدة أفكار و مدونات في مجال المواطنة .

أما الشخصية الأدبية الثالثة التي تناولها الكاتب فهي  الاديبة " حسيبة موساوي" صاحبة روايات حياة على الضفاف ، نزيف الذاكرة و العديد من قصص التراث المستوحاة من الموروث الشعبي السطايفي.

  ***

       الدكتوران جمال الدين عمراوي و عادل جربوعة من قسنطينة 3 أشتركا في بحث قيم حول الشيخ المولود الحافظي الورثلاني (1880-1948) و تناولا في موضوع البحث جدلية الاصلاح الجزائري من خلال دراسة منهجية الشيخ و جهوده الاصلاحية التي بدأها مع جمعية العلماء المسلمين ليفارقها نحو جمعية علماء السنة .

و يذكر الكاتبان في بحثهما الثري أن الشيخ المولود الحافظي الورثلاني عاش حياة عامرة بالنشاط العلمي و الدعوى و الاصلاحي و كان مصدر إشعاع بالمنطقة ، و له فضل كبير رفقة مشايخ أخرين في حفظ التراث و الهوية الوطنية التي حاول الاستعمار طمسها .

و ذكر الباحثان أن شخصية الشيخ المولود الحافظي الورثلاني لم تحظى بما حظيت به شخصيات جزائرية أخرى رغم جهوده الكبيرة و علمه و نشاطه و أرجع الكاتبان سبب ذلك الى انفصال الشيخ عن جمعية العلماء المسلمين و انضمامه الى جمعية السنة التي تضم من بين أعضائها شيوخ الطرقية ، رغم أن الشيخ كان يحارب الشعوذة و الدروشة و الدجل و العادات المخالفة لمقاصد الشرع ، و كان يقدم النصائح للزوايا لإخراجها من مظاهر الانحطاط.

ــــــــــــــــــــــــــــ يتبع --------------------------

ــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف


 

 (1): دار النشر الوطن اليوم تتواجد بمدينة العلمة ولاية سطيف ، يسيرها الكاتب و الروائي كمال قرور ، و يهتم القائمون عليها بتشجيع و دعم  ثقافة القراءة و المطالعة من خلال الأسعار التنافسية للكتب التي تصدرها و اهتمامها بكتاب الجيب كأول تجربة من نوعها في الجزائر، و بجانب اهتمامها بالأدب و الرواية و الموروث الشعبي ، تهتم الوطن اليوم بتاريخ منطقة سطيف ،و هو ما تجسد في مشروع  سلسلة كتاب "التاريخ الثقافي لمنطقة سطيف" الذي صدر منه الجزء الأول و الثاني في انتظار أجزاء أخرى قريبا، و تدعيما لسلاسل كتاب الجيب :فنك للكتب، أعلنت دار النشر الوطن اليوم هذه السنة عن تنظيم مسابقة (الرواية التاريخية) في دورتها الأولى لعام2020/2021، والمخصصة للرواية التاريخية تحت شعار (سيرة وطن وحضارة شعب)، تتمحور حول سيرة الجزائر ومسيرتها الثقافية والسياسية والثورية عبر التاريخ و قد ترشح لهذه المسابقة المئات من الكتاب من جميع القطر الجزائري و سيعلن عن نتائجها الأيام القادمة .

 (2): قرية الماعلي هي إحدى قرى ولاية سطيف قرية  قريبة من السفوح الشرقية لجبال البابور ، كانت تتبع في عهد الاستعمار الفرنسي  للبلدية المختلطة تاقيطونت  التي كان مقرها الاداري "بيريقوتفيل" عين الكبيرة حاليا  ، و في الاستقلال ضمت الى بلدية عموشة الى غاية سنة 1984 أين أصبحت تابعة لبلدية تيزي نبشار بعد ترقيتها الى بلدية جديدة طبقا للقانون رقم 09/84 المؤرخ في 04 فيفري 1984 المتعلق بالتنظيم الإقليمي للوطن .

و قرية الماعلي لها تاريخ علمي و ديني و ثقافي عريق ،و يكفيها فخرا أنها أنجبت الكثير من العلماء و الشيوخ الأفاضل و على رأسهم العالم أحمد لخضاري ،  الفقيه المالكي و المصلح الشيخ صالح معطي، و العالم المجاهد الشيخ "مسعود منصوري" ، كما كتبت تاريخها بأحرف من ذهب خلال ثورة التحرير المباركة و لها عديد الشهداء رحمهم الله جميعا .

 

 

 

 


تم تصفح هذه الصفحة 4322 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions