صدر عن دار النشر الوطن اليوم (1) بالعلمة
الجزء الثاني من كتاب التاريخ الثقافي لمنطقة سطيف (المجال ، الانسان ، التاريخ) ،
و هو لمجموعة من الكتاب و الباحثين تحت إشراف و تنسيق الاستاذين محمد بن ساعو و
اليامين بن تومي من جامعة سطيف 2.
الجزء الثاني من الكتاب المصنف في باب
العلوم الاجتماعية جاء في 368 صفحة بحجم 13/20 و جمع بين أوراقه مواضيع و بحوث
تناولت فئة من أعلام منطقة سطيف و أثارها
و تراثها ، و هذا تكملة للجزء الأول الذي
صدر منذ أكثر من سنة و خصص للمجال السطايفي و التشكيلات الحضارية .
وشارك في الجزء الثاني من هذا المشروع
الثقافي نخبة من الكٌتاب و الاساتذة و الباحثين من عدة جامعات جزائرية في انتظار
الجزء الثالث الذي سيخصص لسطيف و الحراك التاريخي.
***
الكتاب في جزئه الثاني يبدأ ببحث أكاديمي من
تأليف مشترك بين الدكتورة حنينة طبيش من جامعة خنشلة و الباحثة وسام طبيش من جامعة
سطيف 2، بعنوان "صورة مدينة سطيف في كتب الادب الجغرافي"، رصدتا فيه الباحثتان
مقتطفات من الكتابات الرحلية التي ذكرت مدينة سطيف عند الرحالة العرب و العجم
الذين زاروا المدينة أو سمعوا و قرؤوا عنها مع التركيز على الصورة الجغرافية ،
الاقتصادية و الدينية ، و جمعت المؤلفتان عدة كتب منها كتاب الاستبصار في عجائب
الامصار لمؤلف مجهول ، كتاب المسالك و الممالك للبكري ، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق
للشريف الإدريسي، كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار لصاحبه محمد بن عبد المنعم
الحميري ، معجم البلدان لشهاب الدين الحموي البغدادي ، كتاب تقويم البلدان لصاحبه
أبي الفدا ، مراصد الاطلاع عن اسماء الأمكنة و البقاع لمؤلفه صفي الدين عبد المؤمن
البغدادي ، كتاب الرحلة في الادب العربي لصاحبه شعيب حليفي ،كتاب وصف افريقيا
للرحالة الحسن الوزان ،رحلة التجاني لصاحبه احمد التجاني و كتاب تاريخ افريقيا
الشمالية لشارل اندري جوليان، و كلها كتب ذكرت مدينة سطيف و منطقة سطيف في أزمنة
سابقة .
***
و
استطاع الأستاذ الدكتور لوصيف سفيان إحاطة القارئ بجوانب هامة من شخصية هذا الرجل
العالم المجاهد الذي خرج من بيئة بدوية ريفية و استطاع رغم الصعوبات و الظروف
القاصية أن يصل إلى ابعد درجات العلم و المعرفة و لولا الظروف السياسية التي مرت
بها الجزائر في السنوات الأولى للاستقلال لكان للشيخ شأن كبير في الجزائر سواء في النضال
السياسي أو في مجال الدعوة و نشر العلم ، لكنه فضل العيش في مدينة البيضاء بليبيا لظروف
خاصة ربما سيكشف عنها الأستاذ في مقالات أخرى .
و قد استعان الدكتور مختار بن قويدر في
تقديم هذا البحث حول هؤلاء الأعلام بمراجع و مصادر تاريخية أخرى ، و هو ما زاد في
قيمة الموضوع خاصة بالنسبة للقراء المتعطشين لمعرفة شخصيات و أعلام منطقة سطيف
الذين تركوا بصماتهم في شتى العلوم و المعارف .
أما الدكتور حكيم بوغازي من
جامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم فتناول مقالا حول السير الذاتية لثلاث أسماء
متنوعة من المحيط الثقافي و الأدبي السطايفي ، وتنتمي هذه الأسماء إلى مراحل زمنية
مختلفة ، تطرق إليها الكاتب على سبيل الذكر
لا الحصر لكون المنطقة تزخر بعشرات الأسماء ،و خص الكاتب كل من الممثل و الكاتب
" الباهي فضلاء" الذي انتقل من سطيف الى العاصمة صغيرا رفقة عائلته ، و
هناك ذاع صيته في المسرح الاذاعي عبر امواج الاذاعة الوطنية و رحل تاركا ورائه
تراثا فنيا و أدبيا زاخرا.
و الشخصية الثانية التي تناولها الكاتب هي
الكاتب و الروائي المعروف كمال قرور صاحب التراس و سيد الخراب و حضرة
الجينرال و غيرهم من الروايات ، و يعد كمال قرور صاحب دار النشر " الوطن
اليوم" مهندس كتاب الجيب في الجزائر
، و صاحب عدة مبادرات مميزة في المجال الثقافي منها تأسيس مجلس المباردة لصناعة
المعرفة ، و مؤسس الورشة الافتراضية لقراءة الكتاب ، و له عدة أفكار و مدونات في مجال
المواطنة .
أما الشخصية الأدبية الثالثة التي تناولها
الكاتب فهي الاديبة " حسيبة
موساوي" صاحبة روايات حياة على الضفاف ، نزيف الذاكرة و العديد من قصص التراث
المستوحاة من الموروث الشعبي السطايفي.
و يذكر الكاتبان في بحثهما الثري أن الشيخ
المولود الحافظي الورثلاني عاش حياة عامرة بالنشاط العلمي و الدعوى و الاصلاحي و
كان مصدر إشعاع بالمنطقة ، و له فضل كبير رفقة مشايخ أخرين في حفظ التراث و الهوية
الوطنية التي حاول الاستعمار طمسها .
و ذكر الباحثان أن شخصية الشيخ المولود
الحافظي الورثلاني لم تحظى بما حظيت به شخصيات جزائرية أخرى رغم جهوده الكبيرة و
علمه و نشاطه و أرجع الكاتبان سبب ذلك الى انفصال الشيخ عن جمعية العلماء المسلمين
و انضمامه الى جمعية السنة التي تضم من بين أعضائها شيوخ الطرقية ، رغم أن الشيخ
كان يحارب الشعوذة و الدروشة و الدجل و العادات المخالفة لمقاصد الشرع ، و كان
يقدم النصائح للزوايا لإخراجها من مظاهر الانحطاط.
ــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع --------------------------
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف
(1): دار النشر الوطن اليوم تتواجد بمدينة العلمة ولاية سطيف ، يسيرها الكاتب و الروائي كمال قرور ، و يهتم القائمون عليها بتشجيع و دعم ثقافة القراءة و المطالعة من خلال الأسعار التنافسية للكتب التي تصدرها و اهتمامها بكتاب الجيب كأول تجربة من نوعها في الجزائر، و بجانب اهتمامها بالأدب و الرواية و الموروث الشعبي ، تهتم الوطن اليوم بتاريخ منطقة سطيف ،و هو ما تجسد في مشروع سلسلة كتاب "التاريخ الثقافي لمنطقة سطيف" الذي صدر منه الجزء الأول و الثاني في انتظار أجزاء أخرى قريبا، و تدعيما لسلاسل كتاب الجيب :فنك للكتب، أعلنت دار النشر الوطن اليوم هذه السنة عن تنظيم مسابقة (الرواية التاريخية) في دورتها الأولى لعام2020/2021، والمخصصة للرواية التاريخية تحت شعار (سيرة وطن وحضارة شعب)، تتمحور حول سيرة الجزائر ومسيرتها الثقافية والسياسية والثورية عبر التاريخ و قد ترشح لهذه المسابقة المئات من الكتاب من جميع القطر الجزائري و سيعلن عن نتائجها الأيام القادمة .
و قرية الماعلي لها تاريخ علمي و ديني و
ثقافي عريق ،و يكفيها فخرا أنها أنجبت الكثير من العلماء و الشيوخ الأفاضل و على
رأسهم العالم أحمد لخضاري ، الفقيه
المالكي و المصلح الشيخ صالح معطي، و العالم المجاهد الشيخ "مسعود منصوري"
، كما كتبت تاريخها بأحرف من ذهب خلال ثورة التحرير المباركة و لها عديد الشهداء
رحمهم الله جميعا .