بعد التعديل الحكومي الذي أعلنت عنه
الرئاسة الجزائرية اليوم ، و الذي مس وزارات الشباب والرياضة ، التجارة ، السياحة
والصناعة التقليدية وكذا
وزارة العلاقات مع البرلمان ، أطلق الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي موجة
تعليقات ساخرة و يائسة من إحداث التغيير في الأداء الحكومي .
فالتعديل جاء معاكس لكل التكهنات و مخالف
لكل التسريبات التي أطلقت منذ أيام و التي تحدثت عن تغيير حكومي واسع يمس حتى
الوزير الأول أحمد أويحي .
و
رغم أن الوقت لا يزال مبكرا لمعرفة رأي الاحزاب السياسية بصنفيها الموالاة و
المعارضة ، إلا أننا أصبحنا نعرف محتوى بيانات هذه الأحزاب حتى قبل صدورها ، حيث
سنقرأ غدا تبريرات احزاب الموالاة التي ستقول أن التعديل الحكومي جاء لتنفيذ
برنامج فخامة رئيس الجمهورية ، و كأن هذا البرنامج لا يزال طويل جدا و يحتاج إلى
مزيد من الوزراء لتنفيذه .
و سترد عليها أحزاب المعارضة التي ستكون
لها فرصة للظهور من خلال إصدارها لبيانات هي الاخرى لتعيد نفس النغم بوصف الطريق
الذي نسير فيه خاطئ و التعديل ما هو إلا
تكريس لسياسة الفشل مما يزيد في فقدان السلطة الحاكمة لمصداقيتها، و هذا دون إعطاء
بدائل قابلة للتنفيذ من طرف هذه الأحزاب التي دخلت لعبة الفشل و الرداءة هي الأخرى
و لم يعد المواطن البسيط يفرق بينها و بين أحزاب السلطة.
أما المواطن الغلبان فإنه يرى أن تعيين محمد حطاب, وزيرا للشباب و الرياضة خلفا للهادي
ولد علي ، و تعيين سعيد جلاب, وزيرا للتجارة خلفا لمحمد بن مرادي ، و عبد القادر
بن مسعود في وزيرة السياحة و الصناعة التقليدية خلفا لحسن مرموري و أخيرا محجوب بدة وزيرا للعلاقات مع البرلمان
خلفا للطاهر خاوة ، مع استدعاء كل هؤلاء المقالين لمهام أخرى؟ ...كل هذه التغييرات
لا معنى لها لأنها تتشابه مع سابقاتها و لا جدوى من البحث عن أسبابها لأن النتائج
لن تكون مغايرة .
و رغم أن
السلطة تريد في كل تغيير حكومي ان تجعله
حدثا سياسيا ، إلا أن التغيير هذه المرة كان أكثر من مخيب لآمال الشعب ، الذي كان
يرى الاحتجاجات و الفساد و الأداء السيئ ظاهرا في قطاعات أكثر أهمية ، ليأتي
التغيير في قطاعات أخرى ربما فقط من أجل
إحداث توافق بأعلى هرم السلطة .
لتبقى الجزائر كما علق أحد الناشطين الأولى
عالميا في إعادة تدوير الوزراء ، و إحالة
الوزراء الشباب كوزير السياحة على التقاعد المبكر ، فهذا الوزير ربما لم يتمكن حتى
من تكوين فريق عمله و ضبط برنامج وزارته ليجد نفسه يستدعى إلى مهام أخرى .... لا
ندري ما هي ؟
مهما يكن يبقى التعديل الحكومي الذي تم
اليوم مرآة عاكسة لحالة الضبابية التي يعيشها النظام السياسي الجزائري ، و تبقى
التعيينات الجديدة مجرد ديكور خفيف .
لنبقى ننتظر تداعيات هذه التغييرات الخفيفة
على محيطها المباشر حتى يبقى الشعب متفاعل
مع القرارات الشعبوية لما يحدث لماجر و
زطشي بعد إقالة مهندس التغيير ، و ما ستصل إليه حملة "خليها تصدي" بعد
إقالة وزير التجارة .لتبقى هذه الوزارة بالذات مقبرة الوزراء بدون منازع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف.