بعد
تعرض تمثال عين الفوارة إلى التخريب في شهر ديسمبر من السنة الماضية ، قمنا في صوت
سطيف بنشر استطلاع الكتروني حول رأي سكان
ولاية سطيف بعد ترميم التمثال و تم تخييرهم بين التصويت لصالح نقل التمثال إلى
المتحف أو إعادته إلى مكانه الأول وسط مدينة سطيف مقابل الجامع العتيق ، و لاقى
الاستطلاع حينها الكثير من الاهتمام حيث بلغ عدد المصوتين بعد أسبوع واحد فقط 8400 مصوت، منهم 71 % ( 5964 مصوت) طالبوا
بإزالة التمثال و نقله للمتحف، بينما طالب 29 % منهم (2436 مصوت)
بترميم التمثال و إبقائه في نفس المكان .
و
قد قمنا حينها بتصفح قائمة المصوتين و وجدناهم مواطنين من كل الشرائح منهم العامل
البسيط ، الأستاذ ، الإمام ، الطبيب ، المهندس ، النائب البرلماني ، سائق سيارة الأجرة
، الدركي ، الشرطي و غيرهم ، أغلبية هؤلاء رد عليهم اليوم الوزير المفتون أن المتحف
يليق بهم .
شخصيا
صدمني تصريح الوزير و طريقة رده علينا و على نائب الاتحاد من أجل النهضة والعدالة
والبناء سامية خمري، و من خلالها على كل الجزائريين الذين اقترحوا نفس الاقتراح، و
لم تكن صدمتنا في رفض المقترح فذلك كان
منتظرا ، فالصدمة كانت في الطريقة العنيفة
و غير المبررة و البعيدة كل البعد عن الأسلوب السياسي في الرد على الشعب و ممثلي
الشعب .
كنت
سأكون سعيدا لو كانت غيرة الوزير على كنوز الولاية من آثار و موروث ثقافي و تاريخي
كغيرته على هذا التمثال الذي يخدش الحياء في مكان عام مقابل بيت من بيوت الله.
ولايتنا
سيدي الوزير فيها الكثير من المناطق الاثرية المهملة و التي يطالها الإهمال و التخريب يوميا ، كنا سنكون سعداء لو كان ردك عنيفا أيضا على ما يتعرض له موقع عين
الحنش بالقلتة الزرقاء الذي يعتبر أقدم موقع لعصور ما قبل التاريخ بشمال إفريقيا ،
و هو ما ينطبق على مدينة مونص الاثرية ببني فودة و هي مدينة المال و الأعمال في
عصر الرومان و التي تعاني أثارها هي الأخرى من النهب و السرقة رغم أهمية هذه
المدينة . ناهيك عن ما تعرض و يتعرض له موقع كويكول من جراء المهرجان الذي أرادت
وزارة الثقافة ان ترخص له ليكون بعمق الموقع لولا المعارضة الشديدة من المهتمين و
المحبين للموقع .
و
نفس الشيء بالنسبة لمدينة إقجان الفاطمية
الاسلامية ببني عزيز و ما تعانيه من إهمال
و تغييب ممنهج و غير مبرر، ثم تاريخ هنري
دونان مؤسس الصليب الأحمر الدولي و صاحب أول جائزة نوبل للسلام سنة 1901 و الذي لا
يكاد يذكره أحد بأنه عاش و عمل هنا في ولايتنا
و أثاره لا تزال موجودة لحد الآن.
تمثال
عين الفوارة سيدي الوزير هو مجرد تمثال عاري لامرأة قد تكون باغية، تحاشي المؤرخين لحد الآن الخوض في تفاصيل و قصة نحتها و
سبب وجود تمثال لرأس أحد المقاتلين منحوت مع
تمثال المرأة التي يقال أنها كانت محبوبة حاكم المدينة لكنها اختارت غيره.
عزالدين
ميهوبي يعرف كل هذا ، و يعرف أن أغلب سكان
المدينة يفضلون تواجدها في المتحف ، و نحن نعرف أيضا أن الوزير لا يملك رأيه ، و
لكننا مستاؤون لطريقة نقل الرأي بصورة مخجلة لوزير مثقف ، يُحسب على سطيف عندما
يكون خارج السلطة ، و يُحسب على المسيلة عندما يكون في السلطة و المثقفون يعرفون
هذا جيدا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف .