منذ يومين فقط أحدث قرار للمجلس البلدي لبلدية سطيف بمنح 14 مليار سنتيم لنادي وفاق سطيف جدلا واسعا تعدى حدود الولاية ،أغلبية أعضاء المجلس البلدي تصرفوا في هذه القضية كالنعامة التي تضع رأسها في الرمل حتى لا ترى الصياد، هؤلاء أثبتوا من جهة أخرى انهم "خضرة فوق طعام " بعد تسريبهم لمعلومة تشير أنه لم يكن لهم خيار مناقشة القرار أو رفضه  أوحتى تغيير محتواه ، فالقرار فصل فيه و ما عليهم إلا تنفيذ إملاءات الوالي .

لا علينا ربما سيادة الوالي  يرى بعين أخرى تنظر الى الصالح العام و السكينة العامة و باعتبار أن كل الفرق تنخر من خزينة الدولة فلا يهم أن تكون خزينة الدولة شركة سوناطراك أو نفطال أو موبليس أو بلدية سطيف فكلها تٌخزن دراهم البايلك و بالتالي الضجة التي أحدثها هؤلاء و هؤلاء هي كالزوبعة في فنجان  و "لن يضر السحاب نبح الكلاب ".

هذا حدث منذ يومين ، لكن اليوم حضرنا أيضا خرجة للسيد الوالي و السيد المير تخص نشاطات و قافلة تحسيسية للوقاية من حوادث الغرق في المجمعات المائية ، البرك المائية ، الأودية ، البحيرات و الاحواض المائية و تم في هذه الخرجة الاشراف على وضع  إشارة " ممنوع السباحة" أمام بحيرة حديقة التسلية بوسط المدينة بحضور العديد من المدراء التنفيذين و المنتخبين و الجمعيات و الفاعلين .

حتى هنا الامر جيد و رائع بل ممتاز أن يهتم سيادة الوالي بأطفالنا و يخاف على أرواحهم و يعمل لإزالة الخطر الذي يهددهم الناتج عن السباحة في هذه الأماكن .....

لكن السؤال المطروح لماذا لم يتحرك الوالي و يحرك معه المجلس البلدي و يعيد لشباب و فتيان مدينة سطيف حقهم الضائع في المسابح الجوارية التي نهبت أوعيتها العقارية و منحت لأفراد من العصابة ، و على سبيل المثال لا الحصر   مشروع المسبح البلدي بحي 500 مسكن مقابل (ترقية 95 مسكنOPGI) الذي طالما تغنى به المجلس الشعبي البلدي السابق والذي تم اختيار الأرضية المخصصة لتجسيد هذا المشروع بمحاذاة ملعب كرة القدم الحالي، إلا أن حلم الاستفادة من المسبح الذي يعد المتنفس الوحيد بالنسبة لشباب المنطقة قد ضاع على يد  الوالي السابق محمد بودربالي الذي لم يجد اي حرج لمنح الوعاء العقاري على طبق من ذهب الى مرقي عقاري وقابل ذلك صمت المنتخبين ورضوخهم لتتبخر احلام الشباب و الفتيان .

أعتقد جازما أن هناك الكثير من القرارات التي يجب أن يتم اتخاذها بالسرعة والطريقة التي أتخذ بها قرار منح 14 مليار للوفاق .

أقول لسيادة الوالي و للسادة أعضاء المجلس البلدي و رئيس البلدية أن الهروب و التنصل من المسئولية و محاولة الهروب من الواقع و النظر الى المصالح الشخصية قبل المصلحة العامة كلها صفات جعلت مشاكل الجزائر تتراكم ، لكن يبقى الامل موجود دائما فحتى و لو قرر قائد السفينة الاستسلام معتقد أن السفينة غارقة لا محالة ، ربما هناك من في السفينة من يكون باستطاعته المقاومة حتى و لو كانت شدة الرياح قوية  .

و كم نحن بحاجة لمثل هؤلاء المقاومين الجادين الذين نأمل ان يكونوا موجودين في المجالس المنتخبة القادمة بحول الله .  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف .