حالة الطقس
يوم الجمعة
29 مارس 2024
الساعة: 12:30:23
تدابير عقابية ضد 6 قنوات تلفزيونيةمشروع 60 مسكن LPA ببوقاعة :04 سنوات من التأخرعن موعد الاستلام والحل ليس غداوزارة العدل: منصة رقمية للاتصال بالمحبوسين إلكترونياأبرز الملفات التي درستها الحكومة في اجتماعها اليومأمن دائرة العلمة :الإطاحة ب 03 نصابين
ظل " الحيط" ولا ظل الصيني!
ثقافة و فن

ظل " الحيط" ولا ظل الصيني!

سمية سعادة.

من النكات التي يتندر بها الجزائريون على ظاهرة زواج الجزائريات من رعايا صينيين، أن إحدى السيدات أنجبت طفلا من رجل صيني ولكنه مات بعد ثلاثة أيام من ولادته، فقالت لها أمها مواسية: هذه هي البضاعة الصينية "ثلاثة أيام وارمي".   

 وفي الواقع، فتدرك المرأة الجزائرية التي عقدت العزم على اتخاذ “ظل” صيني لتتخلص به من ظل “الحيط” الذي تتكئ عليه كل مساء وهي تقضم أظافر الحسرة والألم على سنوات عمرها التي مرت دون أن تحظى بعريس مثل ابنة عمها “العمشة” التي تنافس عليها الخطاب، وبنت الجيران التي لا تعرف كيف “تقلي بيضة”، أن هذه الزيجة أشبه بالسلع الصينية عديمة الجودة التي لا تعمر طويلا ولكن المواطن الجزائري يلجأ إليها لسعرها الرخيص الذي يتناسب مع دخله الضعيف، ولكن يكفي أنها ستخلصها من لقب “عانس” وتمنحها حرية التصرف في بيت مستقل ليس فيه حماة تتسلط عليها أو أخت زوج تراقبها، ولا يملك زوجها المقطوع من شجرة “قرنا استشعار” تطلعه على ما تخفيه عنه.


وحتى وإن لم يكتب الاستمرار لهذا الارتباط، فمن المؤكد أنها ستغرف من الأرصدة المالية الضخمة التي يمتلكها وبذلك تكون قد ضمنت مستقبلها على غرار فتاة عاصمية أنهت حياتها الزوجية مع صيني بـ “فيلا” فخمة في أرقى الأحياء وسيارة فاخرة، وطفلة صغيرة بملامح صينية      

وإذا كانت هذه هي الغنائم التي تجنيها الجزائرية من زواج عابر للقارات يحقق لها بعض المصالح الشخصية، فإن هذه الزيجة بالنسبة للرجل الصيني من شأنها أن “تفك” عقدته التي سببتها له دولته العظيمة التي تعمل بسياسة الطفل الواحد  منذ أكثر من ثلاثة عقود قبل أن يتم السماح للزوجين بإنجاب طفل ثان وفق شروط معينة، أما في الجزائر فله الحق في إنجاب ما يشاء دون أن تطاله يد القانون وتسلط عليه العقوبات المرهقة، كما هو الحال مع أحد الرعايا الصينيين الذي أنجب ثلاثة أطفال من امرأة جزائرية خلال أربع سنوات من الزواج واستطاع أن يحقق فيها الاستقرار الأسري والنفسي على امتداد عقد عمله، وهذا ما فتح شهية الصينيين على الزواج من الجزائريات

من هنا، يتضح جليا أن طرفي هذه الزيجة استفادا من الميزات المادية والنفسية التي يتمتع بها كل طرف، إلا أن الخاسر الأكبر هم الأطفال الذين يجدون أنفسهم ضائعين بين هويتين مختلفتين، تختلط فيهما الدماء الجزائرية بالدماء الصينية، وهنا الأمر أشبه بنقل دم خاطئ للمريض ما يسبب له مضاعفات خطيرة قد تصل به إلى الموت، ومضاعفات هذا الزواج أن ينشأ الأطفال على ثقافتين مختلفتين وفكرين متباعدين وربما تضيع هويتهم الإسلامية وسط هذه الظروف عندما يتراجع الأب الصيني عن إسلامه الذي أعلنه كشرط لإتمام الزواج، أو يقرر أن يعود إلى وطنه بمفرده بعد نهاية عقد عمله لأن ذلك الزواج لا يعني له أكثر من محطة عابرة، سيما إذا كان هذا الزواج عرفيا، فليس هناك ما يستطيع أن يلزمه بالبقاء مع أسرته الجزائرية

مشكلة بعض الجزائريات أنهن يبادرن إلى حل مشكلة بمشكلة أخرى قد تكون تداعياتها أخطر وأكبر من المشكلة الأولى، أفلا يكون أفضل لهذه المرأة التي خشيت أن يفوتها قطار الزواج أن  تتكئ على ظل “الحيط” في بيتهم أفضل من أن تتكئ على ظل صيني يتلاشى عند المغيب؟.  

تم تصفح هذه الصفحة 4084 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions