لم
تكن مدينة عين الكبيرة بمعزل عن أحداث 8 ماي 45، بل عاشت أحداث دموية
كغيرها من مناطق الوطن ، فقد كان يوجد بها مكتب لحركة البيان و يشرف عليه
المرحوم بلميهوب الحواس كمنسق و اولمان بوجمعة المدعو" المولود كأمين عام و سياري خليفة و سمارة بوزيد كعضوين نشيطين بالحزب كما نشطت مجموعة من
المناضلين بإسم حزب الشعب الجزائري منهم رشيد بوجليدة ، عبد السلام بلعيد و
الشهيدين قدور بولحية و بوقري ابراهيم…و
غيرهم وهذا قبل 1939 حيث تعرض الحزب للحل بعد هذا التاريخ ، و كان سكان عين
الكبيرة في تلك الفترة يعانون الاستغلال الفاحش ( الخماسة ) بعد ان تم
الاستلاء على كل اراضي الاهالي من طرف المعمرين امثال مازوكا الطيب ، جيني
جلبار و فابر هنري الذي كان يملك اكثر من 1200 هكتار .
وبعد انطلاق
أحداث 8 ماي 45 بسطيف و بإجماع من عايشوا الاحداث أن الذي قام بنقل الاحداث
الى عين الكبيرة هو المرحوم ضيافات عمار المدعو "مبروك العدواني" حيث بعد
عودته من سطيف نادى بصوت مرتفع الله أكبر و روى كل ما شاهده من أحداث
وأخبرالأهالي بقتل الحاكم و خليفته بدوار الضيافات الواقع على الطريق
المؤدي الى عين الكبيرة وكان ذلك على الساعة الثانية زوالا ، فبادر السكان
بمهاجمة مركز البريد و المواصلات فقتلوا قابضه "بيار صوبان"و ابنه لينتقلوا
بعدها الى مخزن الاسلحة و الذخيرة الذي فتحه الحارس "عمار بوقدورة" و تم
الاستلاء على 75 بندقية و 5 صناديق للذخيرة و بدأت مشادات بين السكان و
المستوطنين تبادلوا فيها اطلاق النار مما أدى الى سقوط 15 معمر و اختبأت
البقية في خندق ببيت أحدهم و قد حول السكان إحراقه لكن وصول الامدادات منع
ذلك و تمكن كل السكان من الهروب قبل ان تبدأ الدبابات في القصف ، و انتقلت
بعد ذلك القوات العسكرية رفقة زوجة الحاكم الى دوار اولاد عدوان ( الشرشور)
و دوار الضيافات للثأر لزوجها فتم حرق الدشرتين بأكملهما وقتل 17 من
الاهالي ، و في اليوم الموالي انتهجت فرنسا سياسة الترغيب و الترهيب في حق
السكان من خلال رفع القياد لريات بيضاء مطالبين السكان بالاستسلام و تسليم
السلاح مثلما حدث في عين أخريب ثم اعتمدت على الخونة الذين دلوهم على الذين
شاركوا في الأحداث لتتوالى الإعتقالات بعد ذلك و استمر الوضع على هذا
الحال لأكثر من اسبوعين و قد اسفرت نتائح هذه الاحداث على قتل اكثر من 15
معمر و استشهاد اكثر من 68 شهيد من سكان عين الكبيرة و مداشرها و التي تم
تدميرها بالكامل، ومن هنا اتسعت الهوة و ازدادت الكراهية و استحال التعايش
بين المستوطنين و الاهالي .
ـــــــــــــــــــ رابح بن ضيف / صوت سطيف
10-05-2017
مدينة عين الكبيرة و أحداث 8 ماي 45
مقالات و مختارات
رابح بن ضيف
تم تصفح هذه الصفحة 21223 مرة.