حالة الطقس
يوم الخميس
25 أفريل 2024
الساعة: 6:46:57
بلدية قجال :سكان تاجرة يطالبون بتدخل السلطات لوضع حد لنشاط قاعة افراح مشبوه والمير يطمئن الساكنةعين الروى، حطام المباني الوظيفية يهدد حياة التلاميذ .القادة المجتمعون في تونس يؤكدون على ضرورة توحيد المواقف وتكثيف التشاور والتنسيقسطيف :ديون سونلغاز475 مليار سنيتم ، وتحصيلها يشكل وجع دماغ حقيقيأميار يماطلون في تنفيذ تعليمة الوالي بشان وضع المنتخبون في حالة ديمومة
الصحة بسطيف ، كفانا ترقيعا – الحلقة الأولى: طب و جراحة العظام إلى أين ؟
الحدث

 

 على مدار عشرون سنة الماضية و رغم التوسع الكبير الذي شهدته ولاية سطيف من حيث الكثافة السكانية  التي ارتفعت من 1.3 مليون نسمة سنة 1999 إلى أكثر من 2 مليون نسمة سنة 2021 ، بالإضافة الى استقطاب الولاية لعشرات الالاف من الزوار القادمين من الولايات المجاورة يوميا ، و رغم البحبوحة المالية التي شهدتها الجزائر خلال السنوات السابقة  إلا أن الاستثمار في قطاع الصحة بسطيف استغلت أمواله أسوأ استغلال ، فطغت ثقافة البريكولاج و غابت ثقافة الاستشراف و التخطيط  .  

عشرون سنة من البريكولاج و كورونا تعري الصحة بسطيف

على مدار عشرون سنة الماضية و رغم الانفجار السكاني بقي لدينا مستشفى جامعي واحد ورثناه منذ الاستقلال أجريت عليه بعض الترميمات استهلكت مبالغ خيالية و بقي المستشفى تقريبا بنفس طاقة الاستيعاب .

كورونا عرت واقع الصحة بسطيف و لم يعد سرا أن المركز الاستشفائي الجامعي بسطيف ، و المؤسسات الاستشفائية الاخرى  لم تعد تلبي حاجيات الساكنة سواءا من ناحية طاقة الاستيعاب أو نوعية الخدمات .

أطباء و إطارات المستشفى استنزفوا طاقاتهم في تسيير المشاكل و التصادم مع المرضى و أهاليهم ، و لجأ الكثير منهم إلى الاستقالة و التوجه نحو القطاع الخاص أو حتى الهجرة نحو الخارج ، ليخسر القطاع العام في الجزائر الكثير من الكفاءات  أستفاد منها القطاع الخاص أولا و دول أجنبية ثانيا بالمجان و بدون أي مقابل و هذا طبعا بسبب سوء التسيير و سوء التقدير و ثقافة البريكولاج و الفساد.

الكتابة عن قطاع الصحة بسطيف قد يطول ، و لن نفي الموضوع حقه، لهذا سنخصص له حلقات نهدف من خلالها إلى توضيح الصورة للمسؤولين و للمنتخبين و للسلطات حتى لا تتكرر نفس الأخطاء ، فالوضع لم يعد يطاق و إثراء هذه المواضيع أصبحت حتمية  و ضرورة ملحة .

طب و جراحة العظام بسطيف من سيئ إلى أسوء و القطاع الخاص هو المستفيد

في هذه الحلقة سنتكلم فقط على تخصص جراحة العظام بسطيف ، و هذا لما  رأيناه من معاناة يومية للمرضى الذين يتجه معظمهم إلى العيادات الخاصة في حين ينتظر البعض الاخر طويلا ليحظى بعملية جراحية بالمستشفى الجامعي ، أما المستشفيات الأخرى و خاصة مستشفى بوقاعة فإنه أوقف هذه العمليات منذ مدة  رغم توفر مختصين في جراحة العظام  ، لكن المستشفى يفتقد لأطباء التخدير و الوسائل و الأجهزة اللازمة للتشخيص و إجراء العمليات الجراحية حتى البسيطة منها ، حتى ان الكثير من المرضى المصابون بكسور في الجهة الشمالية لولاية سطيف أصبحوا يفضلون مستشفيات ولاية بجاية و منها مستشفى أميزور على عكس مستشفى المنطقة بوقاعة الذي أصبح هيكل بلا روح ، علما أن طرقات المنطقة تشهد حوادث متعددة و تكون خطيرة في الكثير من المرات .

البروفيسور زيداني : نحن نسير نحو المجهول

 و لأن أهل مكة أدرى بشعابها أتصلنا بالبروفيسور زيداني أستاذة  التعليم العالي و رئيس مصلحة طب و جراحة العظام  Orthopédie  بالمركز الاستشفائي الجامعي سطيف ، أجابت أنها قدمت الى هذه المصلحة سنة 1988 و في ذلك الوقت كان هناك ضغط في هذا الجناح و بعد 33 سنة بقيت المصلحة كما هي فلكم أن تتصوروا  إنها الكارثة كما قالت ؟.

البروفيسور زيداني  قالت أن الأمر أصبح لا يطاق ، و الحل الوحيد هو إعادة هيكلة قطاع الصحة بالولاية ، و في مجال طب و جراحة العظام يتعين أولا فتح مصلحة استشفائية متخصصة جديدة بمدينة العلمة كثاني كثافة سكانية بعد عاصمة الولاية سطيف ، فهي مؤهلة لفتح هذا التخصص خاصة مع استلام المستشفى الجديد ،علما أن المختصين متواجدين و ذوي كفاءة عالية و ينقص فقط الهيكل و التنظيم و التجهيزات.

و  واصلت الأستاذة زيداني قائلة لقد هرمنا و تعبنا و لم يعد بإمكاننا المواصلة ، السياسة المتبعة حاليا تتجه بنا إلى نفق مجهول ، فما جدوى تكوين مختصين لعدة سنوات و بعد أن يصبحوا قادرين على تحمل المسؤولية ، نضعهم في مستشفيات لا تتوفر على أدنى شروط الممارسة الطبية في جراحة العظام ، في إشارة لما يحصل بمستشفى السعيد عوامري ببوقاعة أين يتواجد مختصين في جراحة العظام ، لكن كل الحالات يتم تحويلها الى مستشفى سطيف بسبب عدم توفر مستشفى بوقاعة على أطباء تخدير و على  التجهيزات الأخرى للاستشفاء في جراحة العظام .

 البروفيسور زيداني عززت تصريحها بقولها أن الأمر تجاوز قضية التكفل بالمريض و أثر حتى على نوعية التكوين و التأطير للطلبة الجدد ، فالمصلحة تستقبل مئات الطلبة منهم 40 طبيب داخلي رغم أن مصلحة طب العظام لا تتوفر  سوى على 40 سرير، فوضع مخطط عمل و تنفيذه علميا و عمليا أصبح ضرب من الخيال ، و رغم تبليغ هذه الكارثة للمسؤولين إلا أن الكل يتهرب و لا أحد يريد حتى مناقشة الامر الذي لم نعد باستطاعتنا تحمله كما قالت ، لهذا فهي في طريقها لمغادرة المستشفى هذه السنة بسبب هذا الوضع المتردي و هذا المناخ  المتعفن .

البروفيسور زيداني حملت جزء من المسؤولية للإعلام المحلي حين قالت ، كفانا من إظهار العيوب فقط فهي لا تعد و لا تحصى و أصبحت معروفة للعام و الخاص ، على الاعلام أن يساهم في البحث عن الحلول و تسويق هذه الحلول ، فالجميع في ورطة حقيقية و المستشفى يختنق و نحن في مصلحة طب و جراحة العظام لم نعد نقوم بمهام البحث و مواكبة ما يحدث في العالم من تطور في هذا المجال ، نحن الان نقوم فقط على حسب تعبيرها بـــ "تجبير عرب" لكثرة الوافدين المصابين بالكسور الناتجة أغلبها عن حوادث المرور ، فإلى أين نحن متجهون ؟

و ختمت الأستاذة كلامها معنا بأن ركائز مصلحة طب العظام بسطيف يعانون من هذه الوضعية منذ سنوات ، و أضافت : أنا متأكدة أنه حتى الأطباء المختصين الجدد لن يصبروا على هذه الوضعية و سيغادرون المستشفى الواحد تلو الاخر و المريض الفقير هو الخاسر في كل الأحوال .

الدكتور المختص بوخنوفة : على الدولة الإسراع في التكفل بالأطباء المختصين.

أما الدكتور المعروف  بوخنوفة مراد المختص في جراحة العظام بالمؤسسة الاستشفائية العمومية العلمة ، فأكد لصوت سطيف أن  مستشفى العلمة يشهد توافد عدد كبير من المرضى المصابين بكسور بسبب حوادث المرور اليومية التي تعرفها المنطقة ، فالعلمة تقع بمحور حساس  يمر بها الطريق السيار شرق غرب و عدة محاور لطرق وطنية و هي قطب تجاري و مقصد لآلاف الزوار يوميا ، كل هذا صعب من التكفل بالمرضى ضحايا الحوادث المرور خاصة ، فالمستشفى صغير جدا و هو موروث كولونيالي ،بالإضافة إلى نقص الأطباء المختصين في جراحة العظام و الجراحة العامة و أطباء الإنعاش ، ناهيك عن وسائل التشخيص من  أجهزة السكانير و  scoop  و غيرها ، ليضطر معظم المرضى الى التصرف حسب امكانياتهم المادية بالتوجه الى مستشفيات مجاورة أو التوجه نحو القطاع الخاص .

الدكتور بوخنوفة أكد ان على السلطات الإسراع في وضع خطة لإصلاح ما يمكن إصلاحه و من جانبه يري أن الحلول الواجب العمل بها على المدى القصير على مستوى مستشفى العلمة تكمن في توفير الوسائل الطبية و منها سكانير سكوب و كذا معدات جراحة العظام و خاصة  prothèse، plaque، brocheمع التكفل بالأطباء الأخصائيين من الناحية الاجتماعية و الراتب و توفير السكن حتى لا يهربون الى الخواص أو الى الخارج .

مستشفى بوقاعة : العمليات الجراحية فقط للختان و الزائدة الدودية

من جهة أخرى صرح لنا طبيب مختص بمستشفى بوقاعة رفض الإفصاح عن اسمه أن المستشفى تحول إلى مركز فحص لا أكثر ، فجل الحالات الجراحية و خاصة جراحة العظام  تحول إلى مستشفى سطيف لعدم وجود أطباء مختصين في الإنعاش ، لتقتصر العمليات الجراحية على الختان و الزائدة الدودية و العمليات الأخرى للأشخاص الذين يثبت عدم تعرضهم لمضاعفات التخدير.

إنه الواقع المزري الذي يعري التسيير الكارثي في قطاع الصحة وطنيا و محليا و يطرح أكثر من سؤال حول ما كان يفعله المسؤولون في مركز القرار الأول ، ففيروس كورونا عري ما كان مستورا من فساد على جميع المستويات ، في إنجاز الهياكل ، في توفير المستلزمات ، في التكفل بالاطقم الطبية و الشبه طبية و في التنظيم و التسيير الذي رافق  سنوات الرخاء التي لم نجني منها سوى الرداءة و الفشل الذريع .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف .




 

تم تصفح هذه الصفحة 3290 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions