يعتبر سوق "رمادة"
للتبن و القرط من أكبر الأسواق و أكثرهم حركية على المستوى الوطني، و قد نال السوق
سمعته من موقعه الاستراتيجي على الطريق الوطني رقم و قربه من مختلف المناطق خاصة التي
تربط وسط البلاد و غربها مع الولايات الشرقية و الساحلية ، الزائر للسوق يندهش
لحجم المضاربة و السمسرة بين المتعاملين، حيث يعتمد السوق على كمية العرض و الطلب و التي
تكون حسب تساقط الامطار و الثلوج خلال فصلي الشتاء و الربيع ، و بالنسبة لهذا
العام فإنه رغم كثافة الامطار و الثلوج في فصل الشتاء إلا ان الحرارة و الجفاف
الذى ضرب البلاد خلال شهري أفريل و ماي اثر بشكل كبير على المحاصيل مما انعكس سلبا
على سوق التبن ، و قد ارتفعت الاسعار بالنسبة للسنة الماضية في نفس هذا الوقت بحوالي
30% فسعر حزمة التبن السنة الماضية تراوحت بين 300 و 350 دج بينما هذه السنة وصلت حتى 480 دج ، و هو ما ينذر
بارتفاع اكثر خلال فصل الشتاء و قد يتجاوز بدون شك مبلغ 1000 دج للحزمة الواحدة،
أما القرط المحشوش الاخضر فقد يصل الى 1500 دج للحزمة، خاصة مع وجود سماسرة
يحتكرون المنتوج و يقومون بتخزينه حتى فصل الشتاء .
و في دردشة عفوية مع بعض
المتعاملين في السوق من موالين جاءوا للشراء و تجار يقومون ببيع منتوجهم استخلصنا
ان هذه التجارة أصبحت متعبة كثيرا للموال و للتجار خاصة بعد دخول متعاملين تنقصهم
الخبرة و الدراية ، كما ان الاختلال الحاصل بين عدد رؤوس الانعام (بقر ماشية ،
ماعز ، و ...) و النقص الملحوظ في الأعلاف و التبن و القرط يزيد من حجم الازمة
خاصة في السنوات التي يكون فيها الجفاف ، للإشارة يعتمد الموالون في تغذية انعامهم
على 30% اعلاف من الشعير و النخالة و الخرطال و 70%
تبن و قرط بمختلف انواعهما (قرط ، قرط محشوش ، خرطال ، تبن
شعير ، تبن قمح ، تبن فرينة ، خرطال ، صفصفة .... الخ.) .
عاشور جلابي / صوت سطيف.