يسمي نفسه الأستاذ
الباحث " محمد بوشالي" و ينسب لنفسه أنه باحث في علم الطاقة و علم النفس،
متخصص في تسوية سلوك طفل التوحد و الرياضيات و الفيزياء ، مهندس دولة في صيانة و
تركيب أجهزة تبريد و تكييف غرف العمليات و صيانة الأجهزة الطبية.
هذا ما يقوله عن نفسه ، و لكنه أكبر محتال
مر من هنا من مدينة سطيف ، أحتال على أولياء مرضى التوحد بسطيف ، أخذ أموالهم و
سبب مضاعفات لأبنائهم ..
" محمد بوشالي" تم القبض عليه
اليوم بقسنطينة رفقة تسعة أشخاص ينشطون ضمن نشاط جمعوي وهمي تحت غطاء تسوية سلوك
مرضى التوحد والتريزوميا.
محمد بوشالي المحتال بدأ مشواره أستاذا
لمادة الفيزياء بولاية لمدية مسقط رأسه ، لينتقل بعدها إلى ولاية الجلفة و هناك
أنشأ شبه مركز بدون وثائق للتكفل بالأطفال مرضى التوحد موهما الأولياء الغلابى أن
له خطة علاجية تدوم مدة ثلاث أشهر فقط ، يستطيع بعدها الطفل المريض الانخراط في
الدراسة مع الأطفال الأصحاء بدون أي مشكل ، ثم نقل هذا المحتال نشاطه إلى مدينة
سطيف التي أعتبرها مدينة محورية ، و بحي لعرارسة قام رفقة شريكين من قسنطينة بتأجير فيلا راقية ، و وضع على واجهتها لافتة بعنوان " الأكاديمية
العربية للقادة الرواد" ، ثم غير التسمية إلى " الأكاديمية العربية (أرينا)
للبحث في علم النفس و علم الاجتماع " .
و بدأ في الاتصال بالأولياء مرضى التوحد عن
طريق شبكة التواصل الاجتماعي ، مقدما لهم خطة وهمية للتكفل بهؤلاء الأطفال المرضى
لمدة 03 أشهر لمدة 24/24 ساعة بمبلغ مالي يقدر بــ 15 مليون سنتيم للطفل الواحد و
هو ما يعادل 05 ملايين سنتيم للشهر ، و بالفعل أستطاع أن يجمع 23 طفل في فيلا
لعرارسة ، دون تقديم أي وثيقة لطبيعة نشاطه أو ترخيص لممارسة هذا النشاط ، مع منع الأولياء
من الصعود للطابق الثاني للفيلا و مشاهدة الأطفال طيلة فترة العلاج الوهمي الذي
يقترحه موهما الأولياء أن طبيعة العلاج تستدعي فصل الطفل عن محيطه العائلي طيلة
فترة العلاج.
و رغم أن بعض الأولياء كانوا متوجسين من
هذا الأمر خاصة و أن المعني يعمل بدون أي وثيقة ، إلا أنهم تشبثوا بأي أمل لعلاج أطفالهم و حاولوا إبعاد
الوسوسة التي أصابتهم ، رغم أن ما يرونه في الفيلا لم يقنعهم أبدا و منها أن الطاقم
القائم على علاج أطفالهم لم يكن سوى هذا المحتال ، و زوجته و حماته التي تحضر
أحيانا فقط .
و لأن جيران الفيلا أين يتواجد 23 طفل رفقة
هذا المحتال بحي لعرارسة ، انتابتهم الريبة و الشكوك و هم يسمعون بكاء الأطفال
ليلا و كأن الأمر يتعلق بتعذيب أو ضرب ، قاموا بالاتصال بمصالح الأمن الوطني التي أخذت الأمر بالجدية اللازمة و قامت بطلب
ترخيص من وكيل الجمهورية لمداهمة الفيلا ليلا ، و هو ما تم بالفعل لكن المحتال تمكن
من المراوغة مصرحا أن بكاء الأطفال ناتج عن رفضهم في بعض الأحيان القيام
بالاستحمام و هو ضروري للعلاج .
و
نظرا لحساسية القضية التي تتعلق بأطفال مرضى يتلقون العلاج (الوهمي) بترخيص من
أوليائهم و نظرا لعدم تقديم أي شكوى من طرف الأولياء ، طلبت الشرطة من المعني
إخلاء الفيلا من الأطفال لعدم وجود ترخيص لممارسة هذا النشاط ما عدا سجل تجاري
خاصة بمزاولة نشاط التنمية البشرية الذي ليس له أي علاقة بالطب.
المعني و بعد أن كان يقول بأن أمر العلاج
يتطلب فصل الطفل عن محيط عائلته لمدة ثلاث شهور كاملة ، أتصل بالاولياء دون أن يخبرهم بأمر الشرطة و طلب منهم الإسراع في أخذ أبنائهم لأنه قرر منحهم عطلة لمدة 10 أيام
.
بعض الأولياء تفاجئوا عند رؤية أبنائهم ،
حيث أخبرنا أحدهم أنه وجد جزء من شعر إبنته قد تساقط و أصبحت تعاني من نوبات الصرع الحادة ، و خروج الغازات من جسمها بكثافة
و نقص حاد في الوزن و أثار ضرب في وجهها و غير ذلك ، علما أن كل الأولياء استلموا
أبنائهم بدون أي وثيقة أو شهادة طبية تثبت حالتهم .
و رغم كل هذا تمكن هذا المحتال الخبيث من تحويل نشاطه إلى مدينة
قسنطينة و بالضبط إلى حي الرياض بن شيكو تحت
مسمى آخر هو " المعهد الدولي للتنمية و الإبداع" الذي تم مداهمته اليوم
من طرف مصالح الدرك الوطني أين تم العثور على الأطفال في حالة صحية كارثية و عليهم
أثار ضرب ، لم يكونوا يتناولون سوى العجائن ، و يتم تنويمهم بواسطة الادوية
المحضورة (nozinan)،
و شعورهم محلقة في محاولة
للتخلص من القمل الذي أصابهم .
هكذا كانت حالة الأطفال المرضى و هذا كله
نتيجة طمع و جشع هذا المحتال ، و نتيجة الإهمال الذي تعانيه فئة الأطفال مرضى التوحد و عدم وجود مراكز تابعة
للدولة للتكفل بهم ، فتجد الأولياء يتشبتون بأي أمل للعلاج حتى و لو بدا لهم غير
طبيعي .
ففي مدينة بسطيف مثلا و التي يتواجد بها العشرات
من الأطفال مرضى التوحد لا يوجد أي مركز متخصص للتكفل بهم ، و رغم جهود جمعية أولياء
هؤلاء الاطفال ، إلا أن المعاناة تزداد و التكفل غائب ، و هو ما يحتاج إلى إعادة
نظر فهذه الفئة هي التي يجب أن يكون لها مراكز متخصصة و تأطير كاف و رعاية مستمرة
، فكيف نبني المدارس للاطفال الاصحاء و نجهزها و نوفر لهم الاطعام و النقل و
التاطير و نحرم فئة الاطفال المرضى من
أدنى شروط العلاج فما بالك بالدراسة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف.