24-09-2016
حوار مع مدير الصحة بسطيف حول الصحة الجوارية و أفاقها المستقبلية بالولاية.
حوار
رابح بن ضيف
حرصاً من جريدة "صوت سطيف" الالكترونية على
إيصال صوت المواطن السطايفي الى المسؤول من جهة و رد هذا
المسؤول على انشغالات و تساؤلات المواطنين و خاصة في القطاعات الخدماتية الحساسة
كقطاع الصحة مثلا، نبادر اليوم بإجراء هذا
اللقاء مع مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لولاية سطيف السيد " عبد القادر بغدوس "، الذي من
خلاله نسلط الضوء على اهتمامات المواطن فيما يتعلق بالصحة الجوارية، و التي تعتبر
القطاع الأقرب لكل المواطنين المرضى منهم و حتى الأصحاء، من خلال باب الوقاية و هو
المحور الأهم في الصحة الجوارية .
صوت سطيف / انطلاقا من المرسوم
الوزاري رقم 140/07 الخاص بالخريطة الصحية
الجديدة المتعلقة بتقسيم المؤسسات الصحية الى مؤسسات استشفائية و مؤسسات جوارية، و
قبل الدخول في عمق الاسئلة نريد تعريف
مبسط للخريطة الصحية ؟
قبل 2007 كان هناك قطاع صحي يسهر على صحة
مواطنين في مساحة جغرافية معينة والذي كان يشمل قاعات علاج، مراكز صحية، عيادات
متعددة الخدمات و مستشفى، و كل واحدة لها دور خاص و خدمة تقدمها للمواطن، التجربة
استمرت من 1974 الى 2007 ، لكن خلال هذه الفترة تم تسجيل نقائص عديدة منها أن مدير
القطاع الصحي آنذاك و الذي كان مقره بالمستشفى يسهر اكثر على المصالح الاستشفائية
على حساب العيادات المتعددة الخدمات و المراكز الصحية الموجودة بالمناطق النائية
او المتواجدة خارج محيط المستشفى ، سواء من ناحية التجهيز و الموارد المالية او
الموارد البشرية، لانه الجزء الاقرب الى المدير من الناحية النفسية، اما من
الناحية التسييرية فهو يعطي الجزء الاكبر من العناية لقسم الاستعجالات و قسم
الجراحة،اللذان كانا يغطيان على كل النقائص المسجلة في مراكز العلاج و العيادات
المتعددة الخدمات هنا و هناك و هو ما جعل الحكومة تعيد النظر في الخريطة الصحية من
أجل خلق التوازن في تقديم الخدمات الصحية للمواطن داخل المستشفيات و خارجها، و
المفارقة انه الاجدر كان هو الاهتمام بالجانب الوقائي لتقليل العبء على المستشفيات
من مبدأ الوقاية خير من العلاج، وهو ما تم
في 19 ماي 2007 ، أين تم فصل المستشفيات على الوحدات الصحية ، و هو ما يسمى الآن بالخريطة
الصحية الجديدة و التي تعرف اليوم بالمؤسسات العمومية الاستشفائية و المؤسسات
العمومية للصحة الجوارية.
صوت سطيف / ما هي المؤسسات العمومية للصحة
الجوارية ؟
المؤسسة العمومية للصحة الجوارية هي عبارة
عن عيادة او عيادات متعددة الخدمات و قاعات علاج، حيث ان المراكز الصحية التي كانت
تحتوي على مصلحة الاشعة و المخبر رقيت الى عيادات متعدة الخدمات و التي لا توجد
فيها هذه المصالح اصبحت قاعات علاج، يسهر عليها مدير و طاقم اداري مستقل، و
ميزانية خاصة.
صوت سطيف /ماهي اهم الايجابيات المحققة من
وراء هذا القرار ؟
كل المؤشرات الصحية و الوبائية تحسنت، من
خلال تحقيق عدة ايجابيات اهمها، رد الاعتبار للوقاية التي تعتبر مفتاح صحة
المواطن، والنتائج نلاحظها الآن و التي اصبحت ظاهرة للعيان، أين تم القضاء تقريبا على كل الامراض المتنقلة و
بجميع انواعها، سواء عن طريق المياه او عن طريق الحيوان، تغطية كل المناطق النائية
باللقحات تقريبا 100%، تكثيف العلاج المدرسي، متابعة الحوامل، انخفاض
نسبة الوفيات خاصة عند الاطفال اثناء الولادة ، اين اصبحت الآن في سطيف اقل من 19وفاة
من بين1000 مولود،بعدما كانت تتجاوز140 حالة، بالإضافة الى تخفيف العبء على
المستشفيات ، تحسن و سهولة الاتصال مع المصالح الادارية المختلفة، واليوم اصبحنا
نتكلم على الانتقال الوبائي من الامراض المتنقلة الى امراض اخرى مثل السرطان ،
السكري ، ضغط الدم...الخ
صوت سطيف / ما هي الاولويات المتبعة في تقريب
الصحة من المواطن و تحسين التكفل به عن طريق هذه المؤسسات الجوارية؟
بالإضافة الى توفير الهياكل المطلوبة كما
ذكرنا سابقا، التجهيزات الضروروية كالاشعة ، تحاليل المخبرية، اجهزة جراحة الاسنان
و غيرها، هناك الجانب البشري ،احترام اوقات العمل مع مراعاة الجانب الانساني
للعامل في بعض الاماكن البعيدة خاصة مع
ازمة النقل و إعطاء التوازن مابين حق المواطن ومراعاة ظروف العامل في نفس الوقت في
بعض المناطق.
لهذا تم تسطير برنامج عمل خاص بالعيادات
المتعددة الخدمات و هو من 8 صباحا الى غاية 20سا مساءا، و هو التوقيت الذي سيعطي
للمواطن وقت اطول للعلاج و يرفع الضغط على المستشفيات ، اما الاهم فهو فتح اكبر عدد
من نقاط استعجالات على اكبر عدد من مناطق الولاية تعمل بنظام 24سا على 24سا . و
نسعى ان نعممها على كامل العيادات المتعددة الخدمات، لكن للأسف يبقى عائق الموارد
البشرية يحول دون تحقيق ذلك الهدف في الوقت الراهن، لكن ربما سيتحقق يوما ما خاصة
مع برنامج التكوين الذي هو في ارتفاع من سنة الى اخرى، فعند تعييني على رأس مديرية
الصحة سنة 2013 كانت هناك 18 نقطة مناوبة
و اليوم وصلنا لـ 27 نقطة ، يعني تم فتح 9 نقاط جديدة آخرها ببلدية عين السبت .
صوت سطيف / و ما هي معايير اختيار اقاليم
تواجد هذه المؤسسات؟
تم اعتماد عدة معايير لاختيار اقاليم تواجد
هذه المؤسسات، أهمها التوزيع السكاني والكثافة السكانية، المسافات بين الوحدات
الصحية الموجودة آنذاك، عدد العيادات المتعددة الخدمات لكل مؤسسة والمسالك
الجغرافية ، و هي تقريبا نفس المعايير التي نتبعها حاليا عند انشاء قاعات او
عيادات متعددة الخدمات جديدة يضاف لها المؤشر الوبائي، و الموارد البشرية .
صوت سطيف / ماهي نسبة التغطية الصحية بولاية
سطيف عن طريق هذه المؤسسات الجوارية؟ و هل ما تم تحيققه لحد الآن يعتبر كافيا؟
بعدما تم فتح عدد من عيادات متعددة الخدمات
و قاعات علاج خلال السنوات الاخيرة، اصبحت نسبة التغطية الصحية بالولاية كبيرة و
كبيرة جدا، أين اصبحت هناك عيادة متعددة الخدمات لكل 24 الف نسمة، و قاعة علاج لكل
6 ألاف نسمة وهي نسبة جيدة جدا وتستجيب لكل متطلبات المواطنين في المجال الصحي.
صوت سطيف / هناك شكاوي من المواطنين حول غلق
قاعات العلاج و العيادات المتعددة الخدمات خاصة في الفترة المسائية خاصة بالمناطق
النائية و البعيدة، كيف تتعاملون مع هذه الحالات ؟
توقيت العمل معروف عند الجميع من مواطنين و
عمال، و احترام الوقت واجب على جميع ممتهني الصحة، لكن هناك حالات استثنائية واجب
التعامل معها بحكمة وعقلانية، مع ضرورة أخذ الظروف القاهرة بعين الاعتبار كالنقل
وعدم توفر السكن وغيرها، دون المساس بصحة المواطن وارضاءا للطرفين، لكن في الحالات
العادية التعامل مع هذه الشكاوي يكون بجدية و صرامة قانونية مع المتقاعسين و المتهاونين
و ذلك بعد التأكد من صحتها عن طريق تحقيق
و تمحص ميداني من طرف مصالحنا.
صوت سطيف / تجسيدا لتقريب الصحة من المواطن
و تكفل احسن، قمتم بإخراج الفحوصات الطبية المتخصصة من المؤسسات الاستشفائية و
المراكز الجامعية الى العيادات المتعددة الخدمات ، ما مدى نجاعة هذه التجربة؟
كان لنا الشرف ان كنا نحن اول من اطلق هذه
التجربة والتي كانت ناجحة جدا، بدليل اعتمادها رسميا من طرف وزير الصحة والسكان
واصلاح المستشفيات، وتعميمها على باقي ولايات الوطن، وهذا طبعا بعد ان ثبت نجاح
هذه التجربةمن خلال النتائج المحققة، حيث ان هناك 34 عيادة متعددة الخدمات من ضمن
68 المتواجدة بتراب الولاية تقام بها الفحوصات الطبية المتخصصة، خاصة القاعدية
منها كالجراحة العامة،طب الاطفال، الطب الداخلي، طب النساء...وغيرها، بحسب
التخصصات المتواجدة بالمستشفيات التابعة لاقليمها.
و تبقى نسبة انتشارها مرتبطة بالموارد
البشرية من الاطباء المتخصصين، لهذا لابد على المواطن ان يفهم بأنه لا يمكن ان يجد
كل التخصصات، ولكن القاعدية منها متوفر تقريبا بكل العيادات المتعددة الخدمات كما
ذكرنا سابقا، في انتظار ان تتوسع اكثر مستقبلا ان شاء الله.
صوت سطيف / اعلن وزير الصحة في اوت الماضي
هنا من ولاية سطيف عن انطلاق حملة او برنامج تحسيسي و توعوي حول الصحة الجوارية و
اوقات العمل، هل لك ان تذكرنا او تعطي توضيح حول هذا البرنامج؟
بعد الاكتظاظ الكبير الذي أصبحت تعرفه أقسام
الاستعجالات على مستوى المستشفيات والمراكز الجامعية، تم وضع برنامج وتوقيت جديد
على مستوى العيادات المتعددة الخدماتت التي لا توجد بها مداومات بصيغة 24سا/24سا، بحيث اصبحت تعمل من الساعة 8 صباحا الى غاية 20سا ليلا،
اين تقدم للمواطن له كل العلاجات والفحوصات
البسيطة خلال هذا التوقيت بالعيادات المتعددة الخدمات القريبة من مقر سكناه، أين
توفر عليه عناء التنقل الى اقسام الاستعجالات خلال التوقيت المذكور، فيما يسمح لهذه
الاخيرة بالمستشفيات والمراكز الجامعية بالتكفل الاحسن والامثل بالحالات
الاستعجالية الكبرى.
وكما ذكرتم ان حملة التوعية والتحسيس التي
اطلقها الوزير من سطيف شهر اوت الماضي لم تأتي صدفة، بل كانت ثمرة جهد وعمل تم من
قبل من طرف مصالح مختصة، لكن رغم هذا يبقى غير كافي ولا بد من تكثيف العمل التوعوي
والاعلامي من اجل ايصال المعلومة وترسيخها
عند المواطن من اجل التوجه الى العيادات المتعددة الخدمات القريبة من مقر سكناه
لتقلي العلاج المطلوب في الاوقات المذكورة، ومن هذا المنبر نطلب منكم ومن كل وسائل
الاعلام بمختلف انواعها ان تقوم بدورها في هذا المجال وتساعدنا وتقف معنا لاجل
بلوغ هذا الهدف.
صوت سطيف / العلاج المنزلي بسطيف أين وصل ؟
للأمانة العلاج المنزلي بسطيف قضى شوطا
كبيرا وله تقريبا 10 سنوات، حيث قمنا نحن بتدعيمه وتحسينه، أين اصبحت لنا وحدة
خاصة متواجدة بعيادة حي حشمي، متكونة من طاقم طبي وشبه طبي كفء يسهر على تقديم
العلاجات اللازمة والمطلوبة للمواطنين بمقر سكناتهم، وفق شروط ورؤية خاصة يحددها
الطاقم الطبي لكل مريض.
ولنا مشروع مستقبلي في هذا المجال سيتجسد
في القريب العاجل ان شاء الله، حيث سيتم انشاء وحدة ثانية بمدينة العلمة في انتظار
اكتمال الضلع الأخير الذي ينقص المشروع وهو السيارة، سواء من طرف الدولة او من طرف
محسنين، للعلم نحتاج الى سيارة عادية فقط وليس سيارة اسعاف متخصصة، ومرحبا باي
مساهمة من طرف المحسنين في هذا المجال او أي مجالات أخرى في قطاع الصحة.
صوت سطيف / ما هي أهم المشاريع المستقبلية
في قطاع الصحة بالولاية ؟
كما يعلم الجميع، فقد خطونا خطوة ايجابية
في مجال تقريب الصحة من المواطن خاصة من حيث الهياكل، فلحد الآن تتوفر ولاية سطيف
على 68 عيادة متعدة الخدمات، منها 27 تتواجد بها نقاط استعجالات تعمل بنظام
24سا/24سا ، بعدما كانت قبل 3 سنوات 18 فقط، أي تم فتح 9 نقاط جديدة آخرها ببلدية
عين السبت، كما ان هناك 3 مشاريع في أطار الانجاز وهي مستشفى العلمة 240 سرير نسبة
الانجاز به 50% ، مستشفى بني عزيز 60
سرير نسبة الانجاز به 80% و03 عيادات متعددة
الخدمات بكل من جرمان نسبة الانجاز 70% ، و قلال، و مهدية بنسبة
حوالي 15% ، مصلحة تصفية الدم بعين أزال والتي انتهت الاشغال
بها في انتظار التجهيز فقط وتدخل حيز الخدمة.
وهناك مشاريع
للأسف الشديد جمدت بعدما مسها التقشف، ولم تلغ في انتظار ان تدرس الدولة الوضعية
المالية، والتي نتمنى ان يرفع عنها التجميد في سنة 2017 ،وأهمها قسم الاستعجالات
بعين الكبيرة، وعيادة متعددة الخدمات بتالا إفاسن ، إضافة الى مشروع مستشفى 60
سرير ببوعنداس الذي لم يسجل بعد عكس ما يشاع .
صوت سطيف / كنتم من
بين المتدخلين خلال مأدبة العشاء الذي أقامها السيد الوالي أثناء عرض المشروع
التضامني للمحسنين المشاركين في بناء و
تجهيز المؤسسات و الهيئات و شق الطرقات ، نود أن تحدثنا عن مشروع التضامن بقطاع
الصحة باعتبار القطاع سباق لاحتضان هذه المبادرات؟.
نعم بالفعل قطاع
الصحة كان سباق إلى هذا الأمر و قد قام الوزير شخصيا بتدشين عيادة بنتها إحدى
العائلات بمنطقة السفيهة و هي قيد العمل
حاليا ، و نفس العائلة و هم الإخوة عسيلة قاموا باقتناء سيارة تستعمل في العلاج
المنزلي و هي مستعملة حاليا و متواجدة على
مستوى العيادة المتعددة الخدمات بحي حشمي ، و نحن
ننسق مع نفس العائلة التي التزمت بإعادة تهيئة بعض المصالح بمستشفى الأم و
الطفل سابقا بحي كعبوب.
و بمدينة العلمة
سيتكفل محسن آخر و هو رجل الأعمال "
حمو بوذن" ىباعادة تهيئة و تجهيز بعض المصالح بمستشفى العلمة القديم ،
كما ان مقاولة الأشغال " السيب" و على رأسها المدير العام السيد قطوش
" التزمت بوعدها أثناء للقاء بفندق الهضاب منذ أيام و قد تم
فعلا اقتناء سيارة إسعاف من نوع مرسديس من
مصنع تيارت.
و نحن ننتظر مبادرات أخرى من هذا النوع و سيتم الإعلان عنها في حينها.
كلمة
أخيرة
أوجه ندائي عبر
هذا المنبر بالدرجة الأولى الى المواطنين وانصحهم بضرورة التوجه الى العيادات
المتعددة الخدمات في الأوقات المذكورة لتلقي العلاجات اللازمة والمطلوبة ، أين
سيجدون طاقم طبي وشبه طبي يسهر على خدمتهم ويوجههم الى المصالح المعنية في حالة
الضرورة، وفقا لحالتهم الصحية، من أجل اعطاء فرصة للتكفل الأمثل بالحالات
الاستعجالية الكبرى باقسام الاستعجالات على مستوى المستشفيات. أما ندائي الثاني
فهو تثمين لما وجهه والي الولاية الى المحسنين من اصحاب المال و رجال الاعمال من
اجل الاستثمار في المجال التطوعي والتضامني في قطاع الصحة . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أجرى الحوار / رابح بن ضيف
تم تصفح هذه الصفحة 30626 مرة.