الجندي المجهول الذي عاش
صامتا طيلة 90 سنة و مات زاهدا سنة 2015 و لم يستفد من سلطة الاستقلال سوى من
بطاقة تعريف وطنية.
اختير من طرف ضباط فرنسا كعينة
لتجريب ابشع انواع العذاب و قطع نسله بالتعذيب امام بقية المساجين بسجن سطيف سنة
1945.
الطيب باعوط ، القضية
المنسية و المغيبة في سرد احداث انتفاضة 08 ماي 1945.
فمن يريد طمس الحقيقة و تغييب الحادثة عن جيل
الاستقلال؟
الطيب باعوط المدعو علي ، عذبته فرنسا بقطع نسله في انتفاضة 08 ماي 1945
و عاش صامتا طيلة 70 سنة.
كثيرة هي الكتابات التي أبرزت بشاعة فرنسا في تعاملها مع احداث 08 ماي 1945 فالكثير من المؤرخين و الباحثين و الاعلاميين و حتى شهادات بعض من عايش الاحداث ، أكدت أن فرنسا كانت مبدعة في تعذيب الجزائريين و ابتكرت طرق شيطانية في القتل الجماعي والتجويع و مصادرة الأملاك و التعذيب البشع .
لكن طريقة العذاب التي نكشفها اليوم في الذكرى 71 لهذه المجازر ، اعتبرها ابشع طريقة أمتد تأثيرها على الضحية لمدة أكثر من 70 سنة كاملة ، إنه وجه آخر لجرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر.
سنتكلم اليوم عن حادثة أليمة ستبقى وصمة عار في جبين فرنسا الاستعمارية ، الحادثة بطلها بالمرحوم "الطيب باعوط " المدعو " علي" ، الذي عايش أحداث 08 ماي 1945 و كان شابا يافعا لم يتجاوز عمره حينها 18 سنة ، هو الى عائلة فقيرة تمتهن الفلاحة بدوار لقدايم بالقرب من مدينة عين الكبيرة و هي المنطقة التى شهدت انتفاضة حقيقية ضد المستعمر الفرنسي خلال احداث 08 ماي 1945 .
بعد الاحداث مباشرة قامت فرنسا بإقتياد الكثير من المواطنين الى السجن من بينهم "الطيب باعوط" الذي سجن رفقة والده و بعض الاسماء المعروفة التي كانت تنشط في حركة أحباب البيان و الحرية أمثال رئيس الحكومة السابق " عبد السلام بلعيد " الذي كان في نفس السن مع الطيب باعوط و اعتقلا معا في نفس السجن بمدينة عين الكبيرة(مكان مقر أمن الدائرة حاليا) ثم نقلا مع الاخرين الى سجن سطيف( حديقة التسلية ).
في سجن سطيف ، و بعد تجميع المساجين القادمين من كل جهة ، تعمد الجنود الفرنسيين تخويف المساجين و اهانتهم و بث الرعب في نفوسهم ، و لن يتم ذلك سوى باختيار أحد المساجين الشباب من ذوى البنية القوية و الطول اليافع ، و وقع الاختيار على الطيب باعوط لأنه كان ظاهرا وسط المساجين بطوله و بنيتة و قوة جسده .
أخرج من وسط المساجين و أمام اعينهم مارس عليه الجنود الفرنسيين ابشع انواع التعذيب ليكون عبرة للبقية ، و كان التعذيب بإشراف ضباط فرنسيين و بعض الحركي الجزائريين .
و هو مقيد اليدين و الرجلين، بدأ العذاب بسكب الماء الساخن و الضرب المبرح و الكهرباء و لم يتوقفوا حتى سقط مغشيا عليه بعد تعذيبه في مناطق حساسة من جسمه (!)متعمدين قطع نسله نهائيا ، كعذاب جسدي و نفسي لازم أحمد باعوط طيلة حياته التي استمرت 90 سنة حيث توفي و دفن بعين الكبيرة سنة 2015.
يعتبرالطيب باعوط الجندي المجهول الذي عاش صامتا و مات زاهدا و لم يتكلم عنه احد، توفي و هو لا يملك من الجزائر المستقلة سوى بطاقة التعريف الوطنية ، حتى أننا لم نحصل على صورة له إلا بصعوبة ، و رغم انه كان موسوعة في حفظ ذاكرة التاريخ من سنة 1945 حتى سنة 1962 إلا انه و طيلة حايته التى دامت 90 سنة كان يتحاشى الرجوع الى ما تعرض له في سجن سطيف .
كثيرة هي الكتابات التي أبرزت بشاعة فرنسا في تعاملها مع احداث 08 ماي 1945 فالكثير من المؤرخين و الباحثين و الاعلاميين و حتى شهادات بعض من عايش الاحداث ، أكدت أن فرنسا كانت مبدعة في تعذيب الجزائريين و ابتكرت طرق شيطانية في القتل الجماعي والتجويع و مصادرة الأملاك و التعذيب البشع .
لكن طريقة العذاب التي نكشفها اليوم في الذكرى 71 لهذه المجازر ، اعتبرها ابشع طريقة أمتد تأثيرها على الضحية لمدة أكثر من 70 سنة كاملة ، إنه وجه آخر لجرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر.
سنتكلم اليوم عن حادثة أليمة ستبقى وصمة عار في جبين فرنسا الاستعمارية ، الحادثة بطلها بالمرحوم "الطيب باعوط " المدعو " علي" ، الذي عايش أحداث 08 ماي 1945 و كان شابا يافعا لم يتجاوز عمره حينها 18 سنة ، هو الى عائلة فقيرة تمتهن الفلاحة بدوار لقدايم بالقرب من مدينة عين الكبيرة و هي المنطقة التى شهدت انتفاضة حقيقية ضد المستعمر الفرنسي خلال احداث 08 ماي 1945 .
بعد الاحداث مباشرة قامت فرنسا بإقتياد الكثير من المواطنين الى السجن من بينهم "الطيب باعوط" الذي سجن رفقة والده و بعض الاسماء المعروفة التي كانت تنشط في حركة أحباب البيان و الحرية أمثال رئيس الحكومة السابق " عبد السلام بلعيد " الذي كان في نفس السن مع الطيب باعوط و اعتقلا معا في نفس السجن بمدينة عين الكبيرة(مكان مقر أمن الدائرة حاليا) ثم نقلا مع الاخرين الى سجن سطيف( حديقة التسلية ).
في سجن سطيف ، و بعد تجميع المساجين القادمين من كل جهة ، تعمد الجنود الفرنسيين تخويف المساجين و اهانتهم و بث الرعب في نفوسهم ، و لن يتم ذلك سوى باختيار أحد المساجين الشباب من ذوى البنية القوية و الطول اليافع ، و وقع الاختيار على الطيب باعوط لأنه كان ظاهرا وسط المساجين بطوله و بنيتة و قوة جسده .
أخرج من وسط المساجين و أمام اعينهم مارس عليه الجنود الفرنسيين ابشع انواع التعذيب ليكون عبرة للبقية ، و كان التعذيب بإشراف ضباط فرنسيين و بعض الحركي الجزائريين .
و هو مقيد اليدين و الرجلين، بدأ العذاب بسكب الماء الساخن و الضرب المبرح و الكهرباء و لم يتوقفوا حتى سقط مغشيا عليه بعد تعذيبه في مناطق حساسة من جسمه (!)متعمدين قطع نسله نهائيا ، كعذاب جسدي و نفسي لازم أحمد باعوط طيلة حياته التي استمرت 90 سنة حيث توفي و دفن بعين الكبيرة سنة 2015.
يعتبرالطيب باعوط الجندي المجهول الذي عاش صامتا و مات زاهدا و لم يتكلم عنه احد، توفي و هو لا يملك من الجزائر المستقلة سوى بطاقة التعريف الوطنية ، حتى أننا لم نحصل على صورة له إلا بصعوبة ، و رغم انه كان موسوعة في حفظ ذاكرة التاريخ من سنة 1945 حتى سنة 1962 إلا انه و طيلة حايته التى دامت 90 سنة كان يتحاشى الرجوع الى ما تعرض له في سجن سطيف .
عاش زاهدا في الحياة ، مات جزء منه سنة 1945 في سجن فرنسا بسطيف و استمر بعدها 70 سنة أخرى بالجزء المتبقي في صمت .
و رغم ان الكثير من الذين شاركوا في هذه الاحداث تكلموا في شهادتهم عن ما فعلته فرنسا بعد أحداث 08 ماي 1945 ، إلا انه و لا واحد منهم سواء من الهيئات او رفاق السجن تكلم عن ما تعرض له الطيب باعوط من عذاب ، و يبقى السؤال مطروح ، هل محاولة طمس هذه الحادثة كانت متعمدة و من طرف من ؟ و ما الغرض من تجاهلها طيلة 70 سنة؟.. رغم ان ما تعرض له المرحوم يعتبر اشد انواع التعذيب طويل المدى الذي مارسته فرنسا على الجزائريين ، و لا اعتقد أن هناك عذاب اشد من قطع النسل و حرمان الانسان من زينة الحياة الدنيا ، قال تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)، فقد يتكيف الانسان في هذه الحياة حتى و لو بترت ساقه او ذراعه ، لكن ان يقطع النسل فهذا عذاب جسدي و نفسي يصعب التكيف معه.
رحم الله الرجل الصالح " الطيب باعوط" الذي عاش صامتا و مات زاهدا و بقي جنديا مجهولا فقد جزء من احساسه بالحياة سنة 1945 و عاش بالجزء المتبقي في صمت طيلة 70 سنة.
و رغم ان الكثير من الذين شاركوا في هذه الاحداث تكلموا في شهادتهم عن ما فعلته فرنسا بعد أحداث 08 ماي 1945 ، إلا انه و لا واحد منهم سواء من الهيئات او رفاق السجن تكلم عن ما تعرض له الطيب باعوط من عذاب ، و يبقى السؤال مطروح ، هل محاولة طمس هذه الحادثة كانت متعمدة و من طرف من ؟ و ما الغرض من تجاهلها طيلة 70 سنة؟.. رغم ان ما تعرض له المرحوم يعتبر اشد انواع التعذيب طويل المدى الذي مارسته فرنسا على الجزائريين ، و لا اعتقد أن هناك عذاب اشد من قطع النسل و حرمان الانسان من زينة الحياة الدنيا ، قال تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)، فقد يتكيف الانسان في هذه الحياة حتى و لو بترت ساقه او ذراعه ، لكن ان يقطع النسل فهذا عذاب جسدي و نفسي يصعب التكيف معه.
رحم الله الرجل الصالح " الطيب باعوط" الذي عاش صامتا و مات زاهدا و بقي جنديا مجهولا فقد جزء من احساسه بالحياة سنة 1945 و عاش بالجزء المتبقي في صمت طيلة 70 سنة.