حالة الطقس
يوم الخميس
19 سبتمبر 2024
الساعة: 23:01:10
مواطنون يستعجلون تحرك السلطات لفتح الطريق العمومي وتطبيق القانونالجزائر ، الترخيص لمربي الدواجن ببيع الدجاج المذبوح بوزن 1،4 كغ و 5 أسابيع تربية فقطإحباط محاولة إدخال أزيد من قنطارين من الكيف المعالج عبر الحدود مع المغربفرقة مكافحة الجرائم الكبرى بأمن ولاية سطيف، توقيف سارقين واسترجاع مبلغ مالي مسروققرار المحكمة الدستورية بشان طعن المترشحون الثلاث في الجريدة الرسمية
الطيب باعوط المدعو علي ،عذبته فرنسا بقطع نسله في انتفاضة 08 ماي 1945 و عاش صامتا ،زاهدا طيلة 70 سنة.
الحدث

الجندي المجهول الذي عاش صامتا طيلة 90 سنة و مات زاهدا سنة 2015 و لم يستفد من سلطة الاستقلال سوى من بطاقة تعريف وطنية.

اختير من طرف ضباط فرنسا كعينة لتجريب ابشع انواع العذاب و قطع نسله بالتعذيب امام بقية المساجين بسجن سطيف سنة 1945.

الطيب باعوط ، القضية المنسية و المغيبة في سرد احداث انتفاضة 08 ماي 1945.

 فمن يريد طمس الحقيقة و تغييب الحادثة عن جيل الاستقلال؟

 

 

الطيب باعوط المدعو علي ، عذبته فرنسا بقطع نسله في انتفاضة 08 ماي 1945 و عاش صامتا طيلة 70 سنة.
كثيرة هي الكتابات التي أبرزت بشاعة فرنسا في تعاملها مع احداث 08 ماي 1945 فالكثير من المؤرخين و الباحثين و الاعلاميين و حتى شهادات بعض من عايش الاحداث ، أكدت أن فرنسا كانت مبدعة  في تعذيب الجزائريين و ابتكرت طرق شيطانية  في القتل الجماعي والتجويع و مصادرة الأملاك و التعذيب البشع .
لكن طريقة العذاب التي نكشفها اليوم في الذكرى 71 لهذه المجازر ، اعتبرها ابشع طريقة أمتد تأثيرها على الضحية لمدة أكثر من 70 سنة كاملة ، إنه  وجه آخر لجرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر.
سنتكلم اليوم عن حادثة أليمة ستبقى وصمة عار في جبين فرنسا الاستعمارية ، الحادثة بطلها بالمرحوم "الطيب باعوط " المدعو " علي" ، الذي عايش أحداث 08 ماي 1945 و كان شابا يافعا  لم يتجاوز عمره حينها 18 سنة ، هو الى عائلة فقيرة تمتهن الفلاحة بدوار لقدايم بالقرب من مدينة عين الكبيرة و هي المنطقة التى شهدت  انتفاضة حقيقية ضد المستعمر الفرنسي خلال احداث 08 ماي 1945 .
 بعد الاحداث مباشرة قامت فرنسا بإقتياد الكثير من المواطنين الى السجن من بينهم "الطيب باعوط" الذي سجن رفقة والده  و بعض الاسماء المعروفة التي كانت تنشط في حركة أحباب البيان و الحرية أمثال رئيس الحكومة السابق " عبد السلام بلعيد " الذي كان في نفس السن مع الطيب باعوط  و اعتقلا معا في نفس السجن بمدينة عين الكبيرة(مكان مقر أمن الدائرة حاليا) ثم نقلا مع الاخرين الى سجن سطيف( حديقة التسلية ).
في سجن سطيف ، و بعد تجميع المساجين القادمين من كل جهة ، تعمد الجنود الفرنسيين تخويف المساجين و اهانتهم و بث الرعب في نفوسهم ، و لن يتم ذلك سوى باختيار أحد المساجين الشباب من ذوى البنية القوية و الطول اليافع ، و وقع الاختيار على الطيب باعوط لأنه كان ظاهرا وسط المساجين بطوله و بنيتة و قوة جسده .
أخرج من وسط المساجين و أمام اعينهم مارس عليه الجنود الفرنسيين ابشع انواع التعذيب ليكون عبرة للبقية ، و كان التعذيب بإشراف ضباط فرنسيين و بعض الحركي الجزائريين .
و هو مقيد اليدين و الرجلين، بدأ العذاب بسكب الماء الساخن و الضرب المبرح و الكهرباء و لم يتوقفوا حتى سقط مغشيا عليه بعد تعذيبه في مناطق حساسة من جسمه (!)متعمدين قطع نسله نهائيا ، كعذاب جسدي و نفسي لازم أحمد باعوط طيلة حياته التي استمرت 90 سنة  حيث توفي و دفن بعين الكبيرة سنة 2015.
 يعتبرالطيب باعوط الجندي المجهول الذي عاش صامتا و مات زاهدا و لم يتكلم عنه احد، توفي و هو لا يملك من الجزائر المستقلة سوى بطاقة التعريف الوطنية ، حتى أننا لم نحصل على صورة له إلا بصعوبة ، و رغم انه كان موسوعة في حفظ ذاكرة التاريخ  من سنة 1945 حتى سنة 1962 إلا انه و طيلة حايته التى دامت 90 سنة كان يتحاشى الرجوع الى ما تعرض له في سجن سطيف .
عاش زاهدا في الحياة ، مات جزء منه سنة 1945 في سجن فرنسا بسطيف و استمر بعدها 70 سنة أخرى بالجزء المتبقي في صمت .
و رغم ان الكثير من الذين شاركوا في هذه الاحداث تكلموا في شهادتهم عن ما فعلته فرنسا  بعد أحداث 08 ماي 1945 ، إلا انه و لا واحد منهم سواء من الهيئات او رفاق السجن تكلم عن ما تعرض له الطيب باعوط من عذاب ، و يبقى السؤال مطروح ، هل محاولة طمس هذه الحادثة كانت متعمدة و من طرف من ؟ و ما الغرض من تجاهلها طيلة 70 سنة؟.. رغم ان ما تعرض له المرحوم يعتبر اشد انواع التعذيب طويل المدى الذي مارسته فرنسا على الجزائريين ، و لا اعتقد أن هناك عذاب اشد من قطع النسل و حرمان الانسان من زينة الحياة الدنيا ، قال تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)، فقد يتكيف الانسان في هذه الحياة حتى و لو بترت ساقه او ذراعه ، لكن ان يقطع النسل فهذا عذاب جسدي و نفسي يصعب التكيف معه.
 رحم الله الرجل الصالح " الطيب باعوط" الذي عاش صامتا و مات زاهدا و بقي جنديا مجهولا فقد جزء من احساسه بالحياة سنة 1945 و عاش بالجزء المتبقي في صمت طيلة 70 سنة.
 

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف .

تم تصفح هذه الصفحة 9933 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions