حالة الطقس
يوم الخميس
19 سبتمبر 2024
الساعة: 23:06:31
مواطنون يستعجلون تحرك السلطات لفتح الطريق العمومي وتطبيق القانونالجزائر ، الترخيص لمربي الدواجن ببيع الدجاج المذبوح بوزن 1،4 كغ و 5 أسابيع تربية فقطإحباط محاولة إدخال أزيد من قنطارين من الكيف المعالج عبر الحدود مع المغربفرقة مكافحة الجرائم الكبرى بأمن ولاية سطيف، توقيف سارقين واسترجاع مبلغ مالي مسروققرار المحكمة الدستورية بشان طعن المترشحون الثلاث في الجريدة الرسمية
بين التهافت المسعور على الشهادات ومنطق تسمين الملفات
الحدث

                                                                         

بين التهافت المسعور على الشهادات ومنطق تسمين الملفات
لا تزال الجامعة الجزائرية  في وضع العاجز عن الانخراط  في البيئة العلمية  المطلوبة لتطوير حركية الإنتاج العلمي والإحاطة بالمنتج الإنساني من المعرفة ،إحاطة تمكن من تدوير دواليب التنمية ورفدها بالأطر البشرية المؤهلة فكرا وأداء ، ولا تزال في ذلك محكومة بممارسات إدارية عقيمة ومنطق بيداغوجي استنفذت فاعليته واستهلكت ، وسلوك بحثي رديء في الأسلوب والموضوع والمنتج ...
فإلى جانب عقم التسيير المقاوم لكل تغيير وجمود الممارسات الإدارية ، وانغلاقها ضمن دائرة الهرمية الطاردة للإبداع والكفاءات والتحسين ، وقلة الحوافز والموارد وارتباطها بجمود النظام التشريعي ...يأتي الأداء البحثي لمنتسبيها من الأساتذة والباحثين على قمة أعراض الفشل الذر يع الذي طبع وجودها ولا يزال مستمرا في المستقبل المنظور بحسب معطيات الوضع إن لم تسارع الجامعة لتغيير نظرتها نحو أمور أساسية خمسة :
ـ تغيير النظرة نحو التكوين ( التعليم ) ، المحتوى والإستراتيجيات .
ـ تغيير النظرة نحو التكون ( التعلم ) ، المفهوم والمقاربات.
ـ تغيير النظرة نحو المتكون ( الطالب ) ، السلوك والملمح .
ـ تغيير النظرة نحو المكون ( الأستاذ ) ، الكفاءات و الأداء  .
ـ تغيير النظرة نحو التسيير ( الإدارة )، السياسة والممارسات .
لقد طبع مجال النشاط العلمي والبحث للأستاذ الجامعي منطقا غريبا ساد واستفحل حتى استحكم ،ميزته حمى التهافت على استصدار شهادات المشاركات في الأنشطة المختلفة من مؤتمرات وملتقيات وندوات وغيرها ، أفرغت البحث والنشاط العلمي من كل صلاته بالمعرفة وإنتاجها...حتى صار الشغل الشاغل للجميع تحسبا لترتيب في استحقاقات التربصات بأنواعها ، أو إعدادا لملفات التأهيل أو غيرها مما يدخل في دائرة الريع وقسمة الغنائم .
ما تكاد تعلن الجامعة عن فتح باب الترشحات في مثل هذه المناسبات حتى يتحرك الماء الراكد الآسن في موجات عنيفة تدفع للسطح طفيليات الممارسات العقيمة التي كرستها سياسات التقييم السطحي والجنوح للسلم وشراء الذمم وغياب المعايير الجدية الفعالة ، صابغة السباق بحمى التنافس غير الشريف للحصول على تربص بالخارج (متعة ) أو تأهيل غير محمود( ترقية ) غايته الرئيسة سياحة قصيرة أو زيادة مرتب أو تجميعا لفرص الحصول على قطع الكعك الكبيرة ...
منذ سنوات عديدة يكرس المنطق ذاته ،ويأخذك العجب حين ترى ملفا لأستاذ ينوء بحمله وقد تضمن العدد الكبيرمن صكوك المشاركات في الملتقيات الدولية والوطنية والندوات المحلية أو الجهوية والدورات التدريبية والتكوينية وغيرها .....في فترة لا تزيد على الستة أشهر وربما تقصر عن ذلك بكثير، وتحتار كيف أمكن لهذا ( النابغة ) في ظرف أشهر قليلة أن ينجز كل هاته المقالات والأبحاث والأوراق ...؟؟؟؟ ، ويأخذك العجب أكثر حين تطلع على اختصاصاتها المتضاربة وموضوعاتها المتباعدة ومشاربها المتنوعة ، والتي لا يمكن إلا لموسوعة أن يحيط بها، ومتسابق بسرعة الضوء لينجزها في ذاك الظرف القصير ...
تضرب أخماسا بأسداس حين تجد نفسك بعد أن اطمئن بك اجتهادك في ذيل الترتيب باحثا في الأمر ...منقبا عن طرق هؤلاء لتنكشف الحجب عن المسكوت عنه في الجامعة الجزائرية ، فبعمل واحد لا يرقى في غالب الأحيان ليكون بحثا ،ولا يستجيب في معظمها لشروط المقال العلمي، يشارك الأستاذ في ملتقيات وأنشطة متعددة غالبا ما تكون متباعدة الموضوعات والأهداف ...مغيرا كلمة في العنوان أو صياغة في الملخص ليدرج في كل الموضوعات ،محاباة أو بالتدخلات أو التزكيات أو....وذاك وجه من أوجه الطامة ....؟؟؟؟
والأغرب من الخيال في الأمر اشتراك أكثر من أستاذ ( متباعدي الاختصاصات أحيانا ) في نفس العمل يكون في غالب الأحيان واحدا أو أكثر مضافا من دون أن يطلع على العمل أو يلحظه يوما ...لأن الهدف في النهاية هو شهادة المشاركة وما تمنحه من ميزات ، ويجري العمل على تضخيم الملف وتسمينه بالحق وبغيره  .
لقد بلغ التهافت على الريع مبلغا أفرغ حتى البرنامج الوطني للبحث PNR من قيمته العلمية وأهدافه التنموية برغم ما رصد له من جهد وموارد فمن أستاذ لم يشترك يوما في البحث قد أخذ عنه مستحقاته ، إلى متلاعب سلخ نصف (بحثه) من أعمال غيره ، إلى متطفل كتب كل ما يكتب لينال أجر الكتابة لا أجر البحث ...ويستمر المسلسل فيما يحدث في برامج  CNEPRU  ، مكرسا منطق الرداءة مكشرا عن أنيابه الصفراء في التربصات والترقيات .
من الناحية العملية وبمنطق الحساب البسيط لا يمكن لباحث أن ينجز إلا ما بين ثلاثة إلى خمسة أعمال في السنة  (ملتقى دولي ـ ملتقى وطني ـ ندوة ـ مقال ) مع ما يتطلب ذلك من جهد بالغ وقدرات علمية (غالبا ما تكون غائبة لدى الكثيرين ) لتكون الأعمال في مستوى البحث العلمي الرزين، وإلا دل ذلك على تخليه عن واجباته في التدريس والتحضير له  وتخليه عن أعماله البيداغوجية المرتبطة بدوره الأساس ...وذلك بالفعل ما يحدث إذا ما اطلعنا على عدد الحصص المدرسة ، أو محتوى ما يقدم فيها للطلبة وطريقة ذلك والممارسات المعتمدة فيها .
من العجيب أن يسود منطق تسمين الملفات لتتضمن كل أنواع الشهادات غثها وسمينها من دون أن يوضع لذلك حدا ينقر صخر الرداءة الذي كرس ليكسره ، فمن غير المعقول أن يجرف السيل الجميع ليسمح لطامع في نزهة أن يجمع هذا الكم الهائل من الأوراق التي لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به ، حتى صارت مشاركات الاجتماعات العامة وندوات دور الشباب واحتفالات المولد ، أو قصاصات الجرائد ، أوترهات مكتوبة على مواقع الانترنت ،أو أحاديث حول الموائد بين ثلاثة أو أربعة يقال فيها أي شيء نشاطا علميا يعتد به ....؟. وليس ببعيد إن استمر الأمر على هذا النحو أن تصبح تغريدات على التويتر أو كلاما موضوعا على الفايسبوك ،أو ثرثرة على الأثير وعبر الإذاعات، أو اجتماعا لعقد قران
أو قراءة فاتحة الكتاب على روح فقيد أو تأبينا لميت ، مصادر لشهادات مشاركة يعتد بها ...وما ذلك ببعيد إن لم نسارع لوضع القاطرة في سكتها السوية...
والأمر المحير الذي لا يمكن إغفاله و يبعث الاشمئزاز في النفس هو جرأة بعض (الأساتذة ) على الحديث فيما اختصوا فيه وما ليس من اختصاصهم ، حتى صار اختصاصهم الحديث في كل موضوع رغم ما في لغتهم من ركاكة لفظ واعوجاج معنى وغياب لفكرة ناصبين فاعلا ورافعين مفعولا ، فلا تعرف لهم منطقا ولا موضوعا بعد أن طغى شغفهم بالظهور والترقيات والكراسي وافتكاك  الشهادات على منطق الاحتراز واختيار المقال بما يناسب المقام ، فمن متدخل في ندوة حول منهجية البحث لا يحسن صياغة فرضية ، إلى مشارك في ملتقى حول المنهج الإحصائي لا يفرق بين انحراف وخطإ معياري  إلى متحدث في القياس لا يميز بين رأي واتجاه....وأكبر دليل ما يحدث من تسابق محموم على المشاركة في الندوات المحلية التي تنظمها الأقسام والكليات أو المخابر والوحدات ،والتي يكثر فيها توزيع الشهادات على الكتاب والخطباء والحجاب وغيرهم....حتى غدا  الإصرار على المشاركة عذرا لسلوك كل السبل ومبعثا لمتصل غائب يطلب ادراجه عن طريق الهاتف ، ولا يتوقف عند هذا السلوك ليطلب إدراج غيره معه..... ، و تخطى الأمر العتبة لتصبح الجلسات الإعلامية المنظمة لفائدة الطلبة توضيحا للتخصصات والمسارات الدراسية ندوة توزع فيها الشهادات ويتسابق فيها المتسابقون .
هذا هو الحال وقد يكون الوصف أقل من حقيقة الموصوف وإلى حين استيقاظنا لنتنبه لأمرنا فنسلك سلوك الواعين ، لا بد من طبيب يداوي الجرح المثلوم أو جراح يستأصل العضو المذموم ، لكي لا يبقى العلم مبتذلا في داره ، مهانا من أهله فلئن تهان الجامعة خارج أسوارها فذلك شأن الدهماء من الناس وعامتهم ، أما أن يصدر الفعل من داخلها فليس أدمى على القلب من ذلك ....ولله فينا شؤون .
                                                           توقيع :  متهافت
تم تصفح هذه الصفحة 4671 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions