بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير المصادف
للثالث ماي من كل سنة احتضنت اليوم قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة محمد لمين
دباغين-سطيف2، بموقع الهضاب، ندوة بعنوان "
أداء وسائل الإعلام في ظل القوانين الجديدة"، و ارتكزت هذه الندوة على شقين أحدهما
مهني بعرض تجارب أمام الطلبة من طرف عدة وجوه اعلامية محلية تنشط في مختلف الوسائط
الاعلامية سمعية ، بصرية ، صحافة مكتوبة و
الكترونية ، ممثلة بكل من فاروق رايس من اذاعة سطيف و عبد الرزاق ضيفي مدير مكتب
جريدة الخبر و قناة KBC بسطيف ، و الصحفي المخضرم عبد
الحميد لوعيل من الجريدة الالكترونية صوت سطيف ، و صالح بوشامة مراسل صحفي لجريدة النهار ، أما الشق الثاني
للندوة فكان أكاديمي بمداخلة من الدكتورة "حسينة زياني"، التي
أعطت قراءة في قانون الإعلام الجديد.
صوت
سطيف غطت الشق الاول للندوة و الذي كان مميزا
و غير مألوف بجامعة الهضاب من خلال اعطاء الكلمة و بكل حرية لبعض
الاعلاميين الذين يعتبرون من المشاكسين في الإعلام المحلي لكنهم تكلموا بكل صراحة
و عرضوا تجربتهم و رايهم في حرية الإعلام وواقع الصحافة المحلية بولاية سطيف.
و اليكم ما جاد به هؤلاء منقول بكل امانة و
دقة.
فاروق رايس صحفي بإذاعة سطيف :
تكلم في
البداية عن تجربته مع اذاعة سطيف و قال ان العمل الاذاعي يتطلب حب المهنة و
المثابرة و التفاني و الاتقان في اداء
المهمة و هذا ليس بالسهل ، و على الصحفي أن تكون له ثقافة واسعة في جميع المجالات و
يمتلك خزان من المعارف و المعلومات في جميع التخصصات ، و توجه الإعلامي فاروق رايس
للطلبة طالبا منهم صقل معرفتهم و تنمية مواهبهم ابتداء من الجامعة و ذلك بالمطالعة
و القراءة الاطلاع على ما يحدث في المحيط و
الالمام و متابعة كل الاحداث في جميع
المجالات ، سياسية ، رياضية ، ثقافية ، علمية ، اقتصادية و غيرها و البدأ في كتابة
التقارير و المنشورات ذات الصلة .
ثم تابع حديثه للطلبة مقدما لهم اقسام اذاعة سطيف و مهام كل قسم مؤكدا على ان الصحفي
الناجح في الاذاعة يجب يتوفر على ثقافة و صوت مقبول يتطور بالخبرة ثم يأتي العمل
الميداني ، و عن تجربة اذاعة سطيف قال انها صوت المواطن و هي اذاعة تتحرى الصدق و
تتفادى تناول بعض المواضيع تجنبا للقيل و القال حسب تعبيره ، مؤكدا ان صحفي
الاذاعة لهم هامش كبير و واسع من الحرية و لم يحدث ان تم تقييد حريتهم او منعهم من
التطرق لأي موضوع من أي مسؤول كان ، فاروق
رايس أضاف انه يمكن ان تكون هناك نقائص و هي موجود في كل القطاعات و لكن من جانب
اخر أكد انه فيه مكاسب و يجب المحافظة
عليها.
عبد الرزاق ضيفي مدير مكتب جريدة الخبر و قناة KBC بسطيف :
انتهز مدير مكتب الخبر فرصة حديثه
للطلبة بجامعة الهضاب و انتقد بشدة الوضع الراهن للصحافة المحلية و الوطنية و قال
انهم يعرفون في جريدة الخبر بالمشاكسين و
هو اليوم يريد ان يوجه رسائل للطلبة من خلال تجربته التي دامت 13 سنة في عدة جرائد
، خاصة في عدم وجود السلطات المحلية و البروتكولات المملة .
ثم توجه للطلبة قائلا لهم انه يعتبرهم جنود
ينتظرون خوض المعركة بالقلم ، مؤكدا ان الصحافة الوطنية و المحلية ليست بخير و
صراع الصحافة الحرة مع السلطة اخذ منحنيات
تصاعدية لا تبشر بالخير، خاصة في فترة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة فرغم
الرسائل الجميلة باللغة الرنانة التي يرسلها للصحفيين في أعيادهم العالمية و
الوطنية ، الا ان فترة حكمه المقدرة بــ 17 سنة لحد الان لم يسبق له و ان عقد فيها ندوة صحفية مع الصحافة
المحلية و في هذه الفترة تم غلق عدة جرائد و قنوات منها جريدة لومتان الناطقة
بالفرنسية التي شرد صحافييها و سجن مديرها و جريدة الراي و العالم السياسي و
الصباح الجديد و الان جريدة اليوم التي توشك على الغلق و قناة الاطلس و قناة الوطن اللتان صنعتا التميز في الإعلام
المرئي . ثم يتم التضييق هذه الايام على آخر منبر حر في الجزائر و هو مجمع الخبر .
في حين يتم اعطاء الاعتماد دوريا لجرائد و قنوات مهمتها مدح هذا النظام.
عبد الرزاق ضيفي قال ان مشكلة الصحافة ليست
في القوانين و انما هو في الصراع الابدي بين السلطة و الصحافة ذات التوجه الحر ، و
السلطة الحالية مهدت للكثير من العناوين
للتحدث بلسانها بينما ضيقت على منتقديها و
لم يبقى منهم الا القليل. و لهذا فالطريق ليس مفروش بالورود .
عبد الحميد لوعيل الجريدة الالكترونية صوت سطيف :
نصح الصحفي المخضرم عبد الحميد لوعيل الطلبة ،
و طلب منهم ضرورة الدفاع عن حرية التعبير بحب المهنة و التميز فيها و تمنى ان يقوم
كل طالب برسكلة نفسه بالعمل و المطالعة و القراءة و التكوين الذي هو ذخيرة سلاح
الصحفي المتمثل في القلم . فقلم بدون تكوين لن يفيد الصحفي في شيء ، الصحفي عبد
الحميد لوعيل قدم نفسه للطلبة على انه لا يؤمن بالطابوهات و قال انه دخل الاعلام
عن حب مضيفا ان تجربته المقدرة ب 16 سنة في مهنة المتاعب علمته ان الإعلامي يجب ان يتميز بالأخلاق و الشرف و
التعليم ، مؤكدا انه هناك حرية تعبير في الجزائر و لكن قلة هم الذين يعرفون كيف يمارسون
هذه الحرية بدون خوف و بجرأة و مسؤولية و شرف.
و عرض تجربته قائلا ان له 56 قضية تتعلق بكتابته مع العدالة و لكنه يحمد الله انه لم يدان و لو بالدينار الرمزي في اي واحدة منها ، مضيفا للطلبة و بحماس كبير انه يكره 03 ماي لأنه اليوم الذي يتذكر فيه المسؤول انه هناك صحفي يشاركه في تنمية البلد و يراقبه ، و طلب من الطلبة عدم الخوف و التميز بالجرأة و الاطلاع على الاحداث في كل المجالات ، و قال ان ولاية سطيف غير حاضنة للإعلام رغم ريادتها الوطنية في عدة مجالات و لكنه قال ان الامل موجود في الجيل الجديد الذي يؤمن بالتغيير رغم ان بعض المسؤولين يخونون الصحفي الجريء الذي لا يرضى ان يكون رهينة لهم و قال انه شخصيا تعرض لمكائد من اصحاب المال بالولاية حيث دفع احدهم مبلغ 200 مليون سنتيم لتوقيفه من جريدة الشروق معتبرا ان واقع الإعلام اصبح مرا بسبب دخول المال الفاسد ، و في الاخير اكد الاستاذ عبد الحميد لوعيل ان المراسل المحلي هو محور اساسي و له دور كبير في أي وسيلة اعلامية لكنه مهمش بجعله الحلقة الاضعف في العمل الاعلامي.
صالح بوشامة مراسل جريدة النهار من سطيف:
قدم
صالح بوشامة بعض النصائح من خلال تجربته في
الصحافة بعدة جرائد آخرها جريدة النهار و قال بانه رغم أنه لم يدرس الإعلام و الاتصال
و انه عصامي في الصحافة الا انه يرى أن الجانب النظري مهم في تكوين المراسل الصحفي
الذي يمكنه من فنيات التحرير و غيرها و نقل الخبر من مصدره الاصلي و تجنب مصادر الحاشية
للمعني بالموضوع فبإمكانها تغليط المراسل لضرب الطرف الثاني بسبب تصفيات حسابية. مع الالتزام بالحياد و الشفافية و عدم توظيف المراسل
نفسة لأطراف لتحقيق اغراض و إيصال رسالة لضرب اطراف أخرى و الالتزام بالوفاء اتجاه
القارئ و المواطن.
وأضاف
أن مصدر المعلومة لا يكون الا من خلال الاحتكاك
بمختلف شرائح المجتمع من خلال ممارسة الاعلام
الجواري و الاستمرار في التكوين من خلال المطالعة و قراءة عدة عنوان من الجرائد و متابعة
القنوات الاخبارية والاشرطة العلمية لتوظيف المصطلحات العلمية في مواضيع في هذا الجانب.
مع تنويع الاسلوب في الكتابة و عدم الاحتفاظ بنفس الجمل في مواضيع متنوعة و عدم الاعتماد
على الفايسبوك كمصدر خبر لان اسماء اصحابه مستعارة و الاحتفاظ بالملفات و الوثائق المستعملة
في الموضوع الى غاية تقادم القضية مع الالتزام بالصبر و التحلي باليقظة، فالمراسل معرض
للمضايقات و الطرد و عدم استقباله من طرف بعض الادارات او المسؤولين مع تجنب بعض المواضيع
التي تسيئ الى المجتمع و ربما الى الدولة و
الديانة الاسلامية
.
و هو سعيد لأنه بدأ الصحافة في سنة 2000 و كتب في قضايا وطنية و محلية و في مجالات مختلفة و مع ذلك لم يتلقى أي رد في الجريدة أو أي متابعة قضائية بسبب هذه المواضيع.
و هو سعيد لأنه بدأ الصحافة في سنة 2000 و كتب في قضايا وطنية و محلية و في مجالات مختلفة و مع ذلك لم يتلقى أي رد في الجريدة أو أي متابعة قضائية بسبب هذه المواضيع.
تغطية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف.