بن فليس و طلائع الحريات يكسران الركود السياسي بسطيف بخطاب مستهلك.

لم يحمل خطاب الأمين العام لحزب طلائع الحريات السيد على بن فليس ، الذي ألقاه اليوم بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف ، أي جديد ينعش الساحة السياسية بالمنطقة و يخرجها من حالة الجمود السياسي الذى تعيشه ،  الخطاب المكتوب ألقي أثناء  لقاء تنظيمي  لمناضلي حزب طلائع الحريات بإقليم سطيف بحضور بعض  منسقي الحزب بالولايات المجاورة ،  و تضمن خطاب بن فليس شقين أحدها تنظيمي بحت ذكر فيه المناضلين بالمراحل التي قطعها الحزب قبل و بعد مؤتمره التأسيسي الذي انعقد أيام 13و 14 جوان الفارط و تحدث في هذا الشق عن أمور تنظيمية معتبرا أن الحزب قطع أشواطا كبيرة  منها فتح مكاتب في كل ولايات الوطن و المقاطعات الإدارية بالعاصمة و 1251 مكتب على مستوى بلديات الوطن.

اما الجانب السياسي في الخطاب فقد حاول من خلاله  بن فليس أن يعطى انطباع بانه ملم بكل ما يجري داخل العلبة السوداء  للسلطة و أن حزبه هو البديل الرئيسي و الحقيقي لهدا النظام ، مضيفا الجزائر تعيش حالة شغور في السلطة ، فلا وجود لمصدر الإرشاد و القيادة و البلد بدون مصدر قرار معروف و ظاهر، و هو ما يجعل الجزائر متخلفة بالسير السريع للعالم و لن تتمكن في ظل هذا الوضع اللحاق به و أصبحنا كما قال نعيش على هامشه نكدس التأخر و التخلف تلو الأخر، و طموح حزب الطلائع هو طموح المعارضة بأكملها و الحزب يقترح فتح ورشات للتغيير و التخطيط و التحديث قصد التغيير الهادئ بدون عنف..

 بن فليس حاول من خلال خطابه الكلاسيكي  استمالة المناضلين المترددينو و المتجولين السياسيين ، و يبدوا أن فليس و مستشاروه اختاروا ولاية سطيف لهذا الأمر بالذات و ذلك للتشتت السياسي الظاهر للعيان داخل كل الأحزاب الفاعلة بالولاية ، و التي يبدوا أن انتخابات مجلس الأمة القادمة ستزيد في تشتت هذه الأحزاب بعد التهديدات التي أطلقت  منذ فترة ، بالانسحاب من أحزاب معروفة في حالة قيامها بترشيح فلان أو فلان لمجلس الأمة ، و أكيد أن  الانسحاب يقابله  الدخول في أحزاب منافسة و سيكون حزب الطلائع بديلا مقنعا في هذه الحالة .

اللقاء النضالي الأول لحزب طلائع الحريات  و رغم الخطاب الحماسي ، إلا انه كان مخيبا للآمال لدى مسؤولي الحزب حتى و لو بدوا انه راضيين على عدد و نوعية الحضور في القاعة التي لم تمتلئ على عكس ما كان متوقع ، و قد طغى حضور المناضلين المخضرمين الذين كانوا ينشطون في أحزاب أخرى ، و لم يلاحظ تواجد شبابي ملفت ما عدا بعض المنظمين و نفس الحال ينطبق على العنصر النسوي الذي يبدوا انه لا يزال مترددا في الانخراط في هذا الحزب  رغم  جلوس إحدى النائبات المنشقات من حزب الآفلان في المنصة الشرفية أثناء إلقاء الخطاب، كما لوحظ عدة وجوه كانت سابقا تحتل مناصب قيادية في الإدارات كرؤساء دوائر و مدراء تم  إنهاء مهامهم و إحالتهم على التقاعد فاختاروا الانضمام لهذا الحزب عسى ان يظفروا بشيء من المسؤولية في حالة تغير موازين القوى في السلطة .

رغم كل هذا نستطيع أن نقول أن حزب طلائع الحريات استطاع اليوم أن يكسر جانب من الركود السياسي الذي تعيشه ولاية سطيف هذه الأيام ، رغم اقتراب موعد انتخابات مجلس الأمة ،و في هذا الإطار رفض رئيس حزب طلائع الحريات  الإجابة عن سؤال طرحته  عليه "صوت سطيف" أثناء الندوة الصحفية المقتضبة  و  المتعلق  بمنح أصوات المنتخبين المحليين الذين انضموا إلى حزب الطلائع و هل سيكون لهم تأثير في صناعة السيناتورات يوم 31 ديسمبر القادم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف.