فارقتنا منذ يومين فارقتنا المجاهدة المحكوم
عليها بالإعدام السيدة " عطوط الخامسة" التي كان بيتها مركز للمجاهدين
بحي طانجة الشعبي (بئر لحسن) بسطيف
و عندما أٌكتشف المركز من
طرف عساكر العدو، تم القبض على المجاهدة البطلة ، و اقتيدت الى مراكز التعذيب أين تعرضت
إلى أشد أنواع التعذيب بوحشية لا يمكن وصفها ، كانت دائما تروي لنا ما حدث لها
قائلة " أحدثكم كأبنائي ، أقول لكم
أن عساكر فرنسا لم يتركوا شيء لم يفعلوه معي لا يمكنني وصف كل ما جرى لي من تعذيب
وحشي و اغتصاب متكرر و تجويع و إرهاب نفسي ، كنت أتمنى الموت لبشاعة ما عشته في
معاقل التعذيب و في سجون العدو )
عاشت السيدة عطوط الخامسة بعد الاستقلال حياة بسيطة و لم
تبحث عن وثائق جهادها ضد الاحتلال حتى تقدمت اليها سيدة أخرى اخبرتها أن جميع
وثائقها و حتى صورها التي أخذها لها
البوليس الفرنسي عند دخولها السجن موجودة في أحد المكاتب بشاطوناف بالعاصمة ، و ما
عليها سوى الاتصال بهم للحصول على شهادة المشاركة في الثورة ، و فعلا ذهبت المجاهدة
هناك لتجد كل الأرشيف الخاص بها.
لكن للأسف ماتت السيدة
عطوط الخامسة و في نفسها حرقة كبيرة ،ماتت بعد عناء شديد في البحث عن سكن يأويها ،
ماتت في بيت ابنتها في شقة صغيرة بحي 500 مسكن ، أتذكر أنني قمت بتوصيلها الى هذا
البيت في أحد الليالي بمناسبة الاحتفال
بأحد الأعياد الوطنية و كانت حزينة جدا لأنها
سهرت الى وقت متأخر لعلها تتمكن من مقابلة مسؤول اثناء الاحتفال يستمع الى
انشغالها لكن دون جدوى .
رحم الله أمنا السيدة
الخامسة عطوط التي وهبت نفسها لهذا الوطن ،و
إن شاء الله ستكرم بما يليق بها عند الذي لا يضيع عنده حق .
رحمها الله و أسكنها فسيح
جناته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشور جلابي / صوت سطيف