رغم مهازل العهدة الحالية ، مير سطيف يسعى للترشح من جديد. بورماني محمد الشريف مير سطيف الحالي، الذي لم تكن له أي صلة بالعمل السياسي و الجمعوي، و لم يكن معروفا إطلاقا ببلدية سطيف قبل الانتخابات المحلية ليوم 23 نوفمبر 2017 ، و لأن أميار بلدية سطيف يصنعون في الغرف المغلقة بمكتب والي الولاية ، تمت تزكيته من طرف الوالي المنتهية مهامه ناصر معسكري لتصدر قائمة الآفلان الفائزة بأغلبية المقاعد حينها ، و مباشرة بعد تنصيبه رئيسا لأحد أكبر بلديات الوطن أستغل كل ظروف الجزائر من جهة و التغيرات التي حدثت بالجهاز التنفيذي للولاية من جهة أخرى، ليتنصل بسرعة من كل المسؤوليات اتجاه الإدارة التي هيئت له الظروف لتبوء ذات المنصب ،وبنفس السلوك كذلك اتجاه الكتلة الناخبة و أعضاء المجلس البلدي و حتى مع حزبه الذي ترشح باسمه . المير شرع في تسيير البلدية بنرجسية زائدة وغرور مفرط ،الأمر الذي خلّف منذ الشهور الأولى لتنصيبه حالة من التشنج والصراعات البداية كانت مع أعضاء أعضاء كتلته، والحسابات الضيقة مع كل الحساسيات داخل المجلس الذي لم يعرف الهدوء ،و بقي يسيّر فقط ببعض التوازنات الهشة غير المتجانسة .

علاقاته المتشنجة مع محيطه الضيق وطريقة تسييره راهن اكبر بلدية وطنيا،أثّرت على السير الحسن للبلدية ويتجلى ذلك في مداولات المجلس ، ولم تشهد العهدة الحالية أي إنجازات تحفظ ماء الوجه ما عدا بعض البرامج الاجبارية التي لا يمكن الاستغناء عنها ، في حين غابت المبادرات و انعدمت البرامج الاستشرافية لمدينة كبيرة بحجم مدينة سطيف .

و يحتفظ أرشيف البلدية بتجميد حتى بعض البرامج و المشاريع و المبادرات التي كانت بلدية سطيف تليها أهمية كبيرة ، حتى أن الاختلالات في التسيير طالت بعض المهام التي تنعكس مباشرة على حياة الساكنة و منها الإنارة العمومية ، تسيير النفايات المنزلية في الأحياء الموكلة لعمال البلدية ، و الاهتراء الكبير لشبكة الطرقات في معظم أحياء المدينة ،و كذا إنجاز بعض المشاريع الخاصة بالأشغال العمومية بطريقة فوضوية على غرار البالوعات في الطرقات التي إما أن تنجز فوق مستوى الطريق أو أسفله و نادرا ما تجد بالوعة في مدينة سطيف منجزة وفقا للمعايير المطلوبة ما عدا تلك التي أنجزتها الشركات التركية على مسار الترامواي .

عهدة المير الحالي فقدت سطيف الكثير من المستثمرين في المساحات الخضراء و في السياحة ، و الجميع يعرف جيدا اسباب تدهور نباتات مشتلة حديقة التسلية التي كانت مكسبا للبلدية و المدينة ، فتعاطي البلدية مع صاحب المشتلة وتسيير الملف يبين جيدا رغبة استحواذ شقيق احد إطارات البلدية على المشتلة وبعد ان نشر الغسيل انتقل المير ومحيطه الضيق الى المخطط "ب" وهو قطع الماء عن المشتلة ،وتعد هذه القضية فيض من غيض وتعكس سياسة التكبر والتجبر التي ينتهجه هذا المير ،فهو أصبح يسيّر البلدية بعقلية الإداري المتعجرف ،الأمر الذي أنعكس سلبا على السير الحسن للبلدية، وكذا على تجسيد البرامج التنموية المتعثرة

مير سطيف لم يتوقف عند هذا الحد فبعد بسط سيطرته على المجلس بتحالفات غير متجانسة يحكمها فقط الراتب الشهري و الامتيازات الأخرى ، راح يبحث عن مكاسب شخصية لعائلته أين مكن ابنه من التواجد في قائمة السكن الترقوي المدعم في القائمة التعويضية لبرامج منجزة ،و هي القائمة التي أعدتها الدائرة لتعويض بعض الأسماء التي أقصيت لأسباب مختلفة ، حيث و بتواطئي من اللجنة التي أعدت القائمة و هي رئيس دائرة سطيف السابق و رئيس المجلس الشعبي الولائي الحالي و ممثلين آخرين لمديرية السكن و الصندوق الوطني للسكن أين تم إضافة اسم ابن رئيس بلدية سطيف الحالي ، هذا الأخير الذي أودع ملفه في الدائرة فقط سنة  2019 و دراسة الملفات التعويضية تمت سنة 2020، في حين أن ألاف المكتتبين الأوائل  الذين وضعوا ملفاتهم قبل سنة 2011 أهملت هذه الملفات في أدراج مكاتب الدائرة ، و لم تدرج إطلاقا للدراسة .

مير سطيف الذي أحدث في هذه العهدة تغييرات في مديرية التعمير و البناء بالبلدية، و هي المديرية التي تنام على ملفات فساد و شبهات آخرها تغيير مهام ثلاث موظفين في الميدان لأسباب تبقى محل تساءل و متابعة ، و رغم ذلك تسعى المسؤولة المباشرة للترشح هي الأخرى الى جانب المير في حزب الافلان ،أين يكون على لجنة الترشيح و محافظ سطيف مسؤولية دراسة ملف الترشح للمير و المرافقين وسط تساؤلات بقبول الملف من عدمه ، و هو الضغط الذي سيتحمله المحافظ الذي يعي جيدا ان هذا الترشح قد يؤدي حتى الى تفجير القائمة  ككل و يبقى الموضوع للمتابعة .

ـــــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف .