حالة الطقس
يوم الثلاثاء
19 مارس 2024
الساعة: 4:02:22
الأمن الوطني : الإطاحة بشبكة إجرامية مختصة في تقليد أختام الدولة و تزوير الوثائق الإدارية بسطيفرئيس الجمهورية يُنصب اللجنة الوطنية العليا للطعون المتعلقة بالاستثمارتوقيف شخصين مبحوث عنهما من قبل الجهات القضائية بسطيفرائد بوقاعة يواجه اتحاد العاصمة في مواجهة تاريخيةالامن الحضري العاشر بسطيف يوقف 06 أشخاص متورطين في قضيتي سرقة.
جامعة بجاية .. من الإضرابات والصراعات إلى أكبر التصنيفات الدولية
حوار

البروفيسور سعيداني بوعلام يكشف أسرار احتلال جامعة بجاية المرتبة الأولى وطنيا ومغاربيا في حوار حصري  


كشف البروفسيور، بوعلام سعيداني، رئيس جامعة عبد الرحمان ميرة بولاية بجاية، في حوار نشر على صفحات جريدة  “وقت الجزائر”، عوامل بلوغ الدرجات المشرفة لهذه الجامعة، التي ظلت لزمن رهينة الإضرابات والصراعات وباتت اليوم أول جامعة جزائرية تخرج من الوحل نحو العالمية، بفضل إنجازات ومشوار أكاديمي ناجح، حيث احتلت مؤخرا المرتبة الأولى وطنيا ومغاربيا والثامنة عربيا هذا الموسم بحسب تصنيف المعهد البريطاني “Times Higher Education” حيث شخّص محاورنا، الذي تحصّل قبل أسابيع على شهادة باحث أكاديمي من مجلس جامعات الاتحاد الأوروبي في جامعة روما، ويعتبر أول باحث جزائري في تخصص الكيمياء المتطورة، في هذه المقابلة بشكل دقيق الوضع التعليمي في الجزائر.

في البداية لو تعطينا نبذة تعريفية لجامعة عبد الرحمان ميرة ؟


بوعلام سعيداني: تحتوي جامعة بجاية على 8 كليات تضم تخصصات متنوعة ما بين العلوم التكنولوجيا والإنسانية والطب، و34 مخبر بحث في عدة مجالات، وتحوي ما يزيد عن 42000 طالب، من بينهم طلبة أجانب من 32 جنسية لطلبة من إفريقيا وأوروبا وكذلك من عدة بلدان عربية، يؤطرهم أكثر من 1700 أستاذ، وتجدر الإشارة هنا، إلى أن نسبة 70 بالمائة من مجموع الطلبة إناث، وفيما يخص التخصصات، فهي تتمحور ما بين 59 تخصصا في الليسانس، و150 في الماستر، و52 في الدكتوراه، بحيث أن 70 بالمائة من التخصصات جديدة، وعرفت وجودها في جامعة بجاية ابتداء من 2013.

 

وماذا عن الإنتاج العلمي في جامعة بجاية؟


تعتمد جامعة بجاية على معيار الجودة في الإنتاج العلمي بكل أنواعه، حيث عرفت تطورا ملحوظا في مجال المنشورات العلمية على المستوى العالمي، أين ارتفع عدد المنشورات من 139 مقالة علمية سنة 2012 إلى 560 مقالة ذات جودة سنة 2018، كما كانت الجامعة تحصي ما بين 20 إلى 30 أطروحة دكتوراه قبل أعوام، باتت اليوم تسجل أزيد من 160 أطروحة كل عام، كما عرف تكوين الدكتوراه والتخصص في مجال الطب قفزة نوعية خلال السنوات الماضية رغم حداثة التخصص ببجاية.

 

صنّف، مؤخرا معهد بريطاني جامعة بجاية ضمن المرتبة الأولى في الجزائر والمغرب العربي والثامنة عربيا، ما هي العوامل التي ساهمت في هذا التميّز ؟

هذا التصنيف كان بحسب المؤسسة العالمية المختصة في تصنيف الجامعات SCIMAGO وكذا بحسب تصنيف المعهد البريطاني “Times Higher وهذا ثمرة عدة عوامل تتميّز بها جامعة بجاية، على غرار الانفتاح العملي والجودة العلمية، بما فيها المنشورات الجامعية في المجلات العلمية العالمية، ومدى انفتاح الجامعة على محيطها الدولي والمحلي، وكذا الاهتمام بجودة التكوين للطلبة والإدماج المهني، وعلاقة مميزة مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي، حيث يستفيد الطلبة من تربصات ميدانية، وتكوين إضافي، حيث تم إبرام 80 اتفاقية تعاون مؤسسات وشركات وحتى شركاء أجانب معروفة في هذا المجال، كما يتم الارتكاز على جودة الطاقم المؤطر ونوعية الحوكمة على مستوى الجامعة، كما تعد حركية الطلبة والتبادل العلمي من خلال البرامج البحثية المشتركة، أحد العوامل الأساسية، التي ساهمت في تعريف جامعة بجاية على المستوى العالمي، والجامعة الجزائرية باتت اليوم أمام تحدي النوعية في التكوين والتسيير والبحث العلمي، وهي العناصر الهامة، التي باتت ترتكز عليها مختلف الجامعات العالمية المعروفة، وأحد الشروط اللازمة للاعتراف الدولي بمستوى كل جامعة.

 

على ذكركم حركية الطلبة، ألا يمكن اعتبار استكمال الطلبة لدراساتهم في الخارج، لاسيما الدارسين بجامعة بجاية عاملا آخر، خاصة في ظل النتائج المشرفة التي يحققونها في الجامعات الأوروبية؟


بطبيعة الحال، هذه الظاهرة تعد عاملا هاما، خاصة وأن الجامعات الأوروبية تهتم كثيرا بسيرة الطلبة النجباء والمؤسسات التي درسوا فيها من قبل، وغالبا ما نتلقى تشكرات من طرف جامعات أوروبية معروفة، نظير تتويج طلبة سبق لهم وأن مرّوا من جامعة بجاية، خاصة في تخصصات التكنولوجيا، والتتويج الأخير المحقق في جامعة روما، بمنحنا شهادة باحث أكاديمي من مجلس جامعات الاتحاد الأوروبي، ليست تتويجا لرئيس الجامعة فقط، بل هو في الأساس تتويج لجامعة بجاية، لأن هذه الشهادة منحت بناء على ثلاثة معايير، أولاهما عدد الاتفاقيات التي أبرمتها جامعة بجاية مع مختلف المؤسسات العلمية الأوروبية، وثانيهما حركية وتبادل الطلبة، وثالثهما الإنتاج العلمي للجامعة ومديرها.

 

وهل لخاصية الاعتماد على اللغات الأجنبية في التدريس بجامعة بجاية، دور في تسهيل مهمة الانفتاح والتبادل العلمي؟


إستراتيجية التفتح الدولي للجامعة من خلال اللغات الأجنبية، هي إستراتيجية اقتبستها من مديري الجامعات الكندية والأوروبية، حيث أن اللغة تفتح آفاقا جديدة على العلم المتطور، من خلال تفتحنا اللغوي والسعي المستمر للتحرر من اللسان الواحد، صارت مناهجنا الأكاديمية في تطور، كون أن الطالب يستخدم مراجع أكاديمية بالفرنسية والإنجليزية والعربية دون أي إشكال، لهذا فالمنهج العلمي عندنا متطور وثري وطلبتنا في مشوار إكمال دراستهم في الجامعات الأجنبية لا يجدون مشكلة، بل يحققون نتائج باهرة، والسبب اللغوي يلعب دور مهم جدا وصارت جامعة بجاية لهذا التفتح اللغوي واجهة مطلوبة في العالم، فنحن في الجامعة نملك 32 جنسية، ونستقبل طلبات تربص حتى لأساتذة وطلبة أمريكيين وأوروبيين، وحتى المشاركات الأجنبية في ملتقياتنا العامل، والامتياز اللغوي لعب دورا هاما في استقطاب الكفاءات الأجنبية وخلق جو من التبادل العلمي، وحتى الطالب ما بعد التخرج لا يجد أي صعوبة في العمل، بحكم التجربة اللغوية الثرية، ومن خلال هذا صار الاحتكاك الأكاديمي الدولي لنا ناجح وفعّال ومستمر ومتطور، ومن هنا تبدأ خطوات نجاحنا، من خلال طالب نموذجي أكاديميا.

 

وماذا عن التسيير الإداري في جامعة بجاية؟


إلى جانب الإطار الكلاسيكي المعمول به على مستوى جامعات الوطن، يتميّز التسيير بجامعة بجاية باستحداث ما يسمى بـ”مشروع الجامعة” برؤية مستقبلية ذات أهداف قصيرة، متوسطة وبعيدة المدى، حيث تم تهيئة الأرضة وآليات إنجاز هذا المشروع منذ سنة 2013، من خلال توفير الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة، كما تم الاعتماد على التسيير الجماعي، من خلال تفعيل جميع المسؤوليات والاعتماد على مبدأ التشاور في كل المسائل البيداغوجية والإدارية وكذا الشفافية في اتخاذ مختلف القرارات، لاسيما المصيرية والعمل بجد مع مختلف الفعاليات داخل الجامعة وخارجها، والتواصل الدائم مع السلطات الولائية، والتنسيق الدائم لإيجاد حلول آنية وسريعة لمختلف المعوقات والمشاكل التي واجهت جامعة بجاية خلال السنوات الماضية، وعدم ترك الأمور تتراكم والاعتماد دائما على مبدأ البراغماتية في التسيير، كما تعتمد جامعة بجاية على عامل التنسيق المستمر بين الشقين البيداغوجي والاجتماعي، من خلال ضبط مختلف الرزنامات الخاصة بمواعيد الامتحانات والتنسيق حتى الثقافي.

 

هل لتخصصكم العلمي دور في “بناء” جامعة باتت تقارع كبريات الجامعات العالمية، لاسيما في مجال التكنولوجيا ؟


تخصصي هو أبرز باب في البحث العلمي، أي أنه البدايات، وهو همزة الوصل بين معظم التخصصات، فتخصص الكيمياء مفتوح على كل الفروع والابستومولوجيات العلمية والأكاديمية، يعني أجدني اشتغل مع كل المجالات على قدرة الحاجة والمنفعة ولا أجد أي إشكال في كل تبادل علمي بين تخصصي والإعلام الآلي أو الرياضيات أو الفيزياء أو تقنيات البحث، فنحن كلنا نلتقي في مخبر التكنولوجيا ونعبر عبر فروعنا من الطب حتى الري إلى العلوم الدقيقة دون إهمال التخصصات النظرية والتطبيقية الأخرى، لهذا فأجدني كما قلت اشتغل مع كل الباحثين والدكاترة والطلبة المتميزين، ونعمل معا ونستفيد من خبراتنا وتطلعاتنا، هناك جو أكاديمي متبادل وعملي بين تخصصي وتخصصات أخرى، خلقت قفزة نوعية في الإنتاج العلمي، حيث أن هذا الأخير في جامعتنا من مذكرات ليسانس إلى آخر بحث ومقال واكتشاف علمي وتكنولوجي يكون ثريا ومحترفا، واشتغالي كخبير في سوناطراك، فتح لي آفاقا جديدة في العمل والتنسيق المستمر مع خبراء في الكيمياء والمناجم والتدقيق والمخبرية والتحليل الكيميائي والري.

 

كيف تم توظيف خبرتكم في التعامل مع مؤسسات وشركات وطنية، في قضية العلاقة بين الجامعة وعالم الشغل ؟


بين جامعة بجاية وعالم الشغل، مساحة نقلص منها باستمرار حتى تكون المرحلة انتقالية، فنحن نقدم للطلبة تربصات مستمرة من أجل التقليص من هذه المساحة، وكل العلاقات التي نسجناها عبر شركات وطنية وأجنبية تشتغل في الوطن، الهدف منها هو التقليص من هذه المرحلة، وقبل كل هذا، فنحن نسعى من أجل طالب بمستوى المهنية والأهلية والكفاءة، لهذا نفتح باب التربصات لكي نقدم للمؤسسات طالب نموذجي، والحمد لله حققنا نسب جيدة في التشغيل، فمعظم طلبتنا يجدون سهولة في الحصول على منصب عمل ونقيم كل سنة مهرجان التوظيف، أقول مهرجان، لأننا نجمع أقوى الشركات الوطنية والدولية، التي تشتغل في الوطن من أجل استقبال ملفات طلب العمل والتنسيق معها، خلقنا تبادلا قويا بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية، طالما أن أهم هدف مسطر في إستراتيجيات تسيير الجامعة، هو مستقبل الطالب.

 

بذكركم الاعتماد على الجودة في التأطير، هل هناك آليات تتميّز بها جامعة بجاية عن غيرها في سياستها التوظيفية؟


ترتكز جامعة بجاية على عامل السبق في نشر مسابقات التوظيف، الأساتذة، حيث تكون بجاية السباقة لذلك، وبالتالي عامل التوقيت يسمح باختيار النخبة والجودة وذوي الكفاءات العالية في التأطير، كما يتم الاعتماد كذلك على سياسة التأطير التدريجي والنوعي، وتكوين الأساتذة الجدد في التقنيات البيداغوجية، بالإضافة إلى أن رسكلة الأساتذة تتم في الخارج من خلال اختيار جامعات أفضل من جامعة بجاية من حيث المستوى والمؤهلات وليس العكس، ففي جامعة بجاية التربصات في الخارج يعتبر تكوينا حقيقيا وليس سياحة كما عمد إليه الغالبية اليوم.

 

ماذا تقول عن الطالب والحراك الأخير، والذي سجلت فيه الجامعة الجزائرية بصمتها بامتياز؟


ما يحدث حاليا من مطالب شعبية عظيمة وراقية ونبيلة، ترمي لمستقبل أفضل للوطن والطبقة المثقفة من أكاديميين وطلبة وإعلاميين هم دوما أمل الأوطان، فالعلم نور والعقول هي دعامة بناء الأوطان وخلاصها صرخة من قلوبنا من أجل واقع أفضل ومن أجل مؤسسات أرقى، بل ومن أجل أن نثق في أنفسنا أكثر وأن تكون قوتنا هي قوة الطالب الجزائري الذي أعطى أجمل صور السلام والمحبة وعبر بطرق عالمية وبعث برسائل احترافية في حضرة العالم، وكشف الطالب عن حبه للوطن في أبهى الشعارات والكلمات، صدّقني اليوم أنا شخصيا أفرح بهذا المستوى المتقدم من السلمية والاحترافية في المطالبة بحقوقنا الشعبية.

 

كيف يسيّر سعيداني بوعلام الجامعة في جو “مكهرب” بالإيديولوجيات والتوجهات، التي تميّز الوسط الجامعي ببجاية، وعلاقتكم مع الطالب واحتواء إدارتكم لجميع الانشغالات والمبادرات التي يطرحها الطالب والتنظيمات الطلابية ؟


الأمر يعتمد على مبدأ هام في الحياة المهنية أو حتى في كل الجوانب، وهو الحوار، الذي يعد أساس التفاهم، وحتى إن لم نصل إلى نقاط تفاهم، فإننا نحاول الحفاظ على المصلحة العامة للجامعة بطلبتها وطاقمها، ففي بعض الحالات لا نصل إلى تفاهم بحكم القناعات المختلفة، لكن ممارستنا لثقافة الحوار تقضي على كل تطلع سلبي، رغم الاختلاف في الأفكار السياسية والثقافية بحكم الجامعة وسط ثري بالثقافات والخلفية السياسية للمنظمات الطلابية.

ويبدأ الحوار بيننا كطاقم إداري للجامعة والمنظمات الطلابية كخطوة عملية مستمرة في كل الاختلافات، حيث أن مبدأ أي حوار هو مصلحة الطالب التي يكفلها القانون، ولا حوار إذا كانت مصلحة الطالب ستداس، كما نعمل على احتواء الانشغالات العامة والخاصة، حتى التي معظمها تكون خارج نطاق الجامعة أحاول مع فريق العمل التحرك دوما وفتح جو الاستماع للانشغالات عبر اجتماعات مبرمجة أو من خلال برنامج الاستقبال لكي نتلقى كل الانشغالات والتحرك بما ينصه القانون، وكل انشغال يصب في مصلحة الطالب، نسعى بكل ما أوتينا من قوة لنكون عند الخط الأول لتحقيقها.

وأسعى دائما كرئيس جامعة للتواجد بين الطلبة وأبادلهم أجواء الدراسة والنشاط الجامعي لكي أتطلع لانشغالاتهم قبل طرحها، وهناك مناسبات كثيرة تسمع لجميع الطلبة بتقديم انشغالاتهم عبر ملتقيات ولقاءات، واستقبلهم في المكتب وأطمئن على السير الحسن للدراسة وراحة الطالب في كل معاهد وكليات الجامعة عبر قطبيها، يعني التواجد الميداني هو استقطاب وفهم لكل أجواء الطالب، والطالب في جامعة بجاية يؤمن بثقافة الحوار، وهذا ما حفزني على العمل بأريحية.


ملاحظة الحوار نشر في جريدة "وقت الجزائر" // حاوره: سفيان خرفي 

تم تصفح هذه الصفحة 11042 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions