تشكل مياه الصرف الصحي ببلدية بئر حدادة
بسطيف كارثة ايكولوجيا على البيئة و الاراضي الفلا حية و حياة وصحة سكان المنطقة، "
صوت سطيف " زارت قريتي لحراقة و ذراع الوسط ووقفت على حجم الكارثة حيث اتسعت
رقعة مياه الصرف الصحي وسط الحقول الفلاحية و احتلت مساحة شاسعة حرمت اصحاب هذه
الارض من استغلالها تجنبا لأي أخطار قد تنجم عن ذلك بعد أن كانت مصدر رزق عائلاتهم
، مياه الصرف الصحي التي يتم تصريفها من مركز البلدية بطاقة تقدر بمئات الالاف من
المياه الملوثة يوميا تصب في مجرى يتوسط مساره سكان قرية لحراقة و الممتد على
مسافة 4 كلم و غير بعيد عن بناياتها ، لينتهي مصبه عند قرية ذراع الوسط ، كما تشكل
هذه المياه مجاري و سيول وسط الاراضي الفلاحية على مساحة تزيد عن 32 هكتار غير
بعيد ة عن منازل المواطنين و عن البيوت البلاستيكية التي تشتهر بها المنطقة
المختصة في زراعة الخضروات الموسمية، كل هذه العوامل بإمكانها المساعدة على تنقل
الامراض المتنقلة عن طريق المياه و تزداد
الكارثة بعد سقوط الأمطار اين تزداد رقعة انتشار مياه الصرف الصحي وسط الحقول
الفلاحية مما يسهل من تسربها للآبار التي تستعمل في سقي هذه المزروعات و لا يستبعد
لجوء البعض من منعدمي الضمير الى استغلال هذه المياه في سقي الخضروات بعيدا عن
انظار الرقابة و المصالح المختصة.
في حديثنا للسكان هناك عبروا لنا عن حجم
معاناتهم و استيائهم من الاهمال و الحقرة المسلطة عليهم من طرف مسؤولي بلدية بئر
حدادة حيث حولت مياه الصرف الصحي حياتهم الى جحيم ، خاصة في الصيف حيث تنتشر الروائح الكريهة و تتكاثر الحشرات فتنتشر معها الامراض خاصة لدى الاطفال الذين
يضطرون للمرور عبر مجارى المياه القذرة للوصول الى مدرسة القرية و تسجل حالات لمرض
لشمانيوز و غيرها من الامراض الجلدية حيث
يتم تسجيل مئات الاصابات لدى الاطفال بسبب لدغات البعوض كما اثرت روائح هذا الوادي
على مرضى الجهاز التنفسي و المصابين بالحساسية.
البلدية و عوض أن تتدخل لحل المشكل
نهائيا ، قامت ببعض الاشغال لإنجاز شبكة اخرى لقناة الصرف ووضعت لها حاجز إسمنتي لتجميع المياه القذرة ثم
صرفها و اوهمت السكان انها مصفاة و هي اكذوبة اخرى حيث أن هذا الحاجز زاد من حجم الكارثة و
يبقى السكان يعانون من هذا الامر و هم يناشدون والى الولاية التدخل لإيجاد حل جذري
لإنهاء معاناتهم مع المياه القذرة التي سودت عليهم حياتهم و نغصت عليهم معيشتهم .
صوت سطيف / عاشور جلابي.