أصبحت ظاهرة العنف واسعة الانتشار ومتجذرة في الوسط
الرياضي، خاصة الرياضات التنافسية ومنها كرة القدم، حيث اصبح لا يخلو أي ملعب في
كل اسبوع من العنف خاصة بعد خسارة الفرق المحلية، والجديد هو احيانا حتى في حالة الفوز
نجد العنف من خلال الطريقة غير الحضارية التي يحتفل بها بعض الانصار بالاعتداء على
الآخرين وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة.
وللحد او التقليل من ظاهرة العنف، بادرت اليوم
المدرسة الوطنية الاولمبية وجامعة سطيف2 بتنظيم الملتقى الوطني الاول اللاعنف في
الوسط الرياضي تحت شعار "دور الجامعة والاعلام، العدالة والتحكيم الرياضي،
نشطه الاعلامي الرياضي مراد بوطاجين، الحكم الدولي السابق سليم اوساسي، الدكتور
بوطالبي بن جدو، العميد ليامين بلعيد، وحضره العديد من الاكادميين و الوجوه
الرياضية والاعلامية البارزة، اضافة الى اطارات أمن الولائية.
الإعلامي الرياضي مراد بوطاجين
تمحورت مداخلته حول دور الاعلام والعدالة في
تفشي العنف في الوسط الرياضي، حيث قال أن المنظومة الكروية مريضة، وأرجع السبب
الرئيسي للعنف الى التسيير الفوضوي والعشوائي للنوادي والاموال الطائلة والضخمة
التي تقدمها الدولة لهذه النوادي دون حسيب ولا رقيب، ودون مراعاة الجانب التكويني،
التربوي والاخلاقي للنشأ، أين تتجه هذه الاموال فقط الى الرواتب الضخمة حتى اصبح
بعض اللاعبين ينفقونها في المجون والمخدرات. أما بالنسبة للاعلام فقال هناك بعض
التجاوزات من طرف بعض وسائل الاعلام الثقيلة من خلال برامج رياضية تساهم في انتشار
العنف. و يرى مراد بوطاجين ان الحل الذي يقضي على هذا المرض موجود عند المسؤولين
وهو ضرورة اعادة النظر في هذه المنظومة، و وضع قوانين صارمة للقضاء على هذه الفوضى
واعادة النظر في كيفية تسيير الاموال الموجهة للنوادي.
الحكم الدولي السابق سليم اوساسي
مداخلته كانت تحت عنوان التحكيم نسبة التأثير في
الدوافع الداخلية والخارجية بالنسبة لظاهرة العنف، حيث اعتبر الحكم جزء من هذه
الظاهرة بطريقة مباشرة او غير مباشرة، لانه عنصر فعال في المبارة من خلال قراراته
التحكيمية، خاصة في ظل الجهل الكبير للممارسين الرياضيين والمسيرين للقوانين خاصة
الجديدة والمعدلة منها، والتي تقدر بـ 94 مادة، وهو ما يتطلب على حسب رأيه من
القائمين على الرياضة بتخصيص حيز من البرامج الرياضية على التلفزيون الجزائري لشرح
هذه القوانين، التي سيكون لها تأثير ايجابي على ردة فعل بعض من الجمهور الرياضي
اتجاه الحكام، وأضاف انه لا بد على كل حكم ان يكون نظيفا، نزيها وملتزما بأخلاقيات
ممارسة مهنة التحكيم.
عميد الشرطة ليامين بلعيد من الأمن
الولائي سطيف
عرض في
مداخلته تجربة أمن ولاية سطيف في محاربة ظاهرة العنف قبل، أثناء وبعد المباريات، والتي
أعتبرها تجربة رائدة على المستوى الوطني خاصة بعد عملية اعادة الانتشار وتكوين وتنظيم
أعوان الملاعب، الذي يطمح كما قال الى ايصال هؤلاء الاعوان الى الاحترافية ومصاف
نظارائهم الموجودين بالملاعب الاوروبية، كما ان الاتفاقية الاخيرة المبرمة مع
جامعة سطيف2 في مجال تبادل الخبرة النظرية (الجامعة) والميدانية (الشرطة) ستساعد
كثيرا على ايجاد حلول عملية للقضاء على ظاهرة العنف.
الدكتور بوطالبي بن جدو من جامعة
سطيف
2
2
تطرق الى ظاهرة العنف من الجانب الاكاديمي واستراتجية الجامعة في القضاء او الحد منه، حيث
يعتبر الجامعة هي القاطرة التي تقود المجتمع وتربية الأمة يقع على عاتقها، وهي
شديدة الحرص على ذلك ومنها الجانب الرياضي ومحاربة ظاهرة العنف الذي يعد من
اولوياتها، و ما افتتاح موسمها الدراسي لهذه السنة بندوة خصصت حول العنف في
الملاعب إلا دليل على ذلك، وقال ان للجامعة دور في نشر ثقافة اللاعنف لدى الجمهور
الرياضي، وذلك من خلال ما يتلقاه الطالب في الجامعة من تكوين نوعي وجيد يمكن من
ضمان كفاءات متخصصة في مجال العلوم الرياضية، التي ستخلق اتجاهات جديدة وستنقل بدورها
ثقافة اللاعنف، كما ستكون في المستقبل اجيال تنبذ وترفض كل اشكال العنف، اضافة الى
ضرورة القضاء على مختلف الآفات والمشاكل الاجتماعية التي تعتبر السبب الرئيسي في
تفشي هذه الظاهرة، مع ضرورة اعادة بعث و احياء الرياضات الشعبية العديدة التي تخلو
من العنف .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رابح بن ضيف ــــــــــــــــــــــ/ صوت سطيف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رابح بن ضيف ــــــــــــــــــــــ/ صوت سطيف