تنام، ولاية سطيف على مؤهلات استثمارية هامة ومتنوعة تجعل منها قطبا استثماريا خصبا ، حقيقة تصنفنا من بين الولايات الرائدة في مجال الاستثمار،بعدما قطعت أشواطا معتبرة في تجسيد العديد من المشاريع   ، غير ان الميدان شيىء آخر ، فتحويل المشاريع لأسباب مختلفة وتوجه أصحابها لاستيراد بعض الوحدات الإنتاجية من مزابل أوربا كشف على مر السنين النية المبيتة للكثير من المستثمرين الدخلاء ،الذين استنفذوا أموال قروض ضخمة بالعملة الصعبة ،لكن سرعان ما أعلنوا إفلاسهم أو أوهموا البعض باختلافاتهم والتعجيل بحل المؤسسات وتوزيع التركة وبيعها من بعد بأسعار ملتهبة.

إن الحديث عن الاستثمار بسطيف والغوص في ثناياه يكشف اافلاس الحقيقي في تسيير هذا الملف الحساس ،ويبين  ذروة التلاعب بالعقار وفوضى توزيعه ، حيث استغلت اللوبيات والعصب  انشغالات الدولة بمكافحة همجية الإرهاب لتستأثر بقطع أرضية لم يسدد البعض ثمنها الرمزي ،وارتكبت مجازر في حق غابات ومنحت على طبق لأصحاب النفوذ ، ووافقت الإدارة على مشاريع لتتحول إلى وجهة أخرى وبموافقة جهات نافذة في الإدارة أيضا . فالكثير من نواب ومنتخبين محليين واداريين ورياضيين،ووجوه تاريخية كلهم  استفادوا بمساحات كثيرة وكبيرة على مستوى المنطقة الصناعية و منطقة النشاطات الحرفية، وبيعت في السوق الموازية بأسعار خيالية بدليل أن الكثير من المستثمرين الحاليين على مستوى المنطقة الصناعية و مناطق النشاطات الحرفية اشتروا قطعا بأسعار خيالية من أصحابها الذين قد لا يعرفون موقعها وبأسعار خيالية ،وبالمقابل ميعت الأمور وتغلبت إرادة أصحاب النفوذ على أعمال كل  لجان التحقيق .

هذا ويحتفظ أرشيف الاستثمار بولاية سطيف بالكثير من الزلات والاستفادات التي لا العلاقة لأصحابها بمجال الاستثمار، فالكثير من نفس الوجوه التي عبثت بالعقار، واستفادت باسم الاستثمار هي نفسها اليوم التي تحوم وترسم شبكاتها لإتمام ما تبقى من طورطة العقار ، بالتأثير على أو التقرب من الوالي باعتباره جسر عبور للوصول إلى الربح السريع .

هذا ويذكر أن الكثير من المشاريع الاستثمارية بالولاية عرفت تحريفا لأصل وجودها خاصة فيما يتعلق بالميدان السياحي، فهناك عدة مشاريع فندقية تحولت بغير وجه حق إلى ترقيات عقارية أمام مرأى ومسمع السلطات الولائية، وتمت تسوية بعضها فيما لا يزال البعض ينتظر الفرصة عبر محاولة وضع المسؤولين أمام أمر الواقع، وان كان أصحابها يندرجون ضمن عمال الوظيف العمومي، لكن استغلالهم لنفوذهم وامتداداتهم ليفوزوا على المباشر بقطع أرضية وحولوها دون رقيب أو حسيب 

فالحديث عن الاستثمار  بهذه الولاية نظريا يزرع الامل ويبعث على الارتياح غير انه وبمجرد التمعن في نوعية المشاريع تدرك مباشرة بانها ه التلاعب المفضوح وذروة الاستهتار بمشاعر المواطنين لان العديد من المستفيدين لا يملكون سجلا تجاريا استفادوا من قطع لم يسددوا قيمتها وبيعت حتى في الملاهي بأسعار خيالية بعد أن بات تبيض الأموال يمر عبر سوق العقار.

عبد الحميد لوعيل /صوت سطيف