شكل الشجار اللفظي العنيف الذي وقع منذ قرابة أسبوع بين مدير الصحة بالولاية و مدير مستشفى سطيف، أثناء اجتماع رسمي بمقر المديرية القطرة التي أفاضت الكأس، حيث يتحدث منتسبو القطاع عن الحالة التي آل اليها القطاع في عهد المدير الحالي، الذي نجح بامتياز في كسب عداوات مع أغلب مدرائه بالمستشفيات والمؤسسات العمومية للصحة الجوارية .

عداوة المدير لم تقتصر على منسبي قطاعه فقط، بل تعدت الى قطاع الاعلام الذي غلق عنه جميع قنوات الاتصال، حتى قنوات التواصل الاجتماعي لم تعد تقدم أي معلومة، حيث تحولت صفحة الفايسبوك الرسمية للمديرية بأمر من السيد المدير الى صفحة  لتقديم التعازي و مشاركة المناشير من صفحات الوزارة و الولاية.

 كما عرف عن هذا المدير عدم رده على تساؤلات الصحفيين، على عكس المدير السابق بغدوس الذي كان يعرف بأنه صديق الصحافة و ساهم في حل الكثير من المشاكل في القطاع بفضل تواصله مع رجال الاعلام رغم ما يعاب عليه في قضايا أخرى تخص التسيير .

مصادرنا من عدة مستشفيات رصدت الجو المكهرب بين مدير الصحة و مدرائه ، حتى أنه في زياراته لبعض المؤسسات و رغم بعض المبادرات الجيدة و الشخصية التي يقوم بها بعض المدراء و التي يجب أن تثمن، إلا أنه لا يوليها أي اهتمام بل قد يسعى لتقزيمها أمام أنظار الجميع .

المدير فشل في عدة قضايا خاصة ما تعلق بالصعوبات والمشاكل التي تعرفها النساء الحوامل بين مستشفى الامومة بالعلمة و مصلحة الام و الطفل بالباز، أين تقطع الأمهات شوط المقاتل للحصول على سرير، خاصة بالنسبة لحوامل منطقة العلمة بسبب خروج الأستاذة شوالي في عطلة مرضية بسبب المشاكل الكثيرة و الضغوطات الشديدة التي تعرضت لها من مدير الصحة ومديرها شخصيا، وهي كفاءة علمية وطبية، ويعتبر هذا خسارة كبيرة للولاية و للجزائر ككل .

ورغم التقارير المتعددة التي وصلت الوزارة حول حالة القطاع بسطيف الذي يسير من السيئ الى الأسوأ، وعوض تركيز الجهود على إصلاح ما يمكن إصلاحه والسعي نحو فتح  مصالح جامعية جديدة لتكوين الأطباء المقيمين بالمستشفى الجامعي، خاصة في مجال طب النساء و التوليد، أمراض المعدة والجهاز الهضمي، أمراض الغدد الصماء والسكري،    امراض الروماتيزم و المفاصل، جراحة الفك و الوجه، مصلحة طب العيون و كذا مصلحة إعادة التأهيل الوظيفي التي كان من شأنها رفع درجة التكفل بالمرضى بالمستشفى المتخصص برأس الماء، و هذا تماشيا مع ما هو معمول به في الولايات الكبرى، مثل العاصمة، قسنطينة، عنابة و وهران، خاصة مع تطور العلم و الاتجاه نحو التخصص النوعي في الامراض، إلا أنه في سطيف يحدث العكس و هو ما يتطلب تكاثف الجهود خاصة من طرف منتخبي الولاية بالغرفتين لأن الولاية تبنى من طرف أبنائها  الذين يجب عليهم الضغط بقوة و بذكاء و  بدراية حول هذه القضايا التي ضيعت سطيف الكثير منها .

في انتظار ذلك يبقى وزير الصحة منتظر بسطيف لتقويم  الاعوجاج  في أقرب الآجال حتى لا يتعفن الجرح أكثر و يصعب علاجه .

ـــــــــــــــــــــــــــ عاشور جلابي / صوت سطيف