الاحياء القديمة ، بلير و
بومرشي و حكاية اكبر عملية اعادة توطين للجزائريين في منطقة سطيف.
"تشارل ليفي اليهودى الثري الذى بنى بلير و بومرشي"
في موضوع سابق كنا قد تناولنا نشأة
حي الزنوج بسطيف (فيلاج النيقرو) و كيف اجتمع
السكان الاصليين من الجزائريين الذين ضاقت بهم السبل نتيجة
الاحداث التي رافقت اخماد ثورة المقراني و الشيخ الحداد ، فكان سكان فيلاج النيقرو
هم خليط غير متجانس من المشردين و ضحايا الحروب و العبيد المحررين ،و المقهورين من
زوال الاملاك ، كل هؤلاء اجتمعوا و بنوا بيوتا من الطوب و الديس خارج اصوار مدينة
سطيف في المكان الذى يعرف اليوم بحي ثليجان أو ما يعرف ببومرشي(bon marche) ، حيث كبر هذا الحى حتى بلغ عدد سكانه في سنة 1921
أكثر من 800 عائلة (صورة توضيحية) ،
فحى بومرشي بنى على انقاض فيلاج النيقرو الذى سكنه الأهالي قبل ان تستولى فرنسا على هذا العقار و بنت حيا
فرنسيا جديدا سمى بحي ليفي و كان يطلق
عليه ايضا حي ( bon marche)
و هو ما سنعرفه في هذا الموضوع حول كيفية انشاء حي بومرشي و اين ذهب سكان فيلاج
النيقرو في ذلك الوقت.
" من ثليجان الى المنظر الجميل"
شارل ليفي اليهودى الذى بنى حي
بلير و استولى على عقارات حي بومرشي .
شارلي ليفي يهودي من أصل ألزاسي ولد
في فرنسا سنة 1872، و انتقل مع عائلته الى
مدينة سطيف و عمره لا يتجاوز ثلاث سنوات ، أعتبر مواطن مثالي من طرف سلطات الاحتلال نظير قيامه بعدة انجازات
محلية غيرت ملامح مدينة سطيف و عدة مدن أخرى
في الجزائر، كان فائق الذكاء و له قدرة خارقة على ربح المال و ادارة
الاعمال ، حيث في سنة 1903 و في بداية
عقده الثالث ، انشأ أول تعاضدية للتأمينات الفلاحية للجزائر بأكملها ، سماها "
La Sétifienne " ،
و في سنة 1918 أنشأ بالعلمة أول جمعية
ثقافية جزائرية تهتم بتبادل الخبرات و المعدات بين الفلاحين ،و بعد ان اصبح
اسم معروف في مجال المال و الاعمال عمل شارل ليفي على توسيع نشاطه التجاري الى
مجال العقار و البناء ، و جاء ذلك بعد دراسته للوضعية الاجتماعية للسكان سواء
المعمرين او الاهالي.
عندما ارادت فرنسا توسعت مدينة سطيف استعانت بهذا الرجل الذى كان يملك المال و الخبرة و مؤسسة للإنجاز، حيث اقترح عليهم توسعة المدينة اتجاه الشرق مع ازالة فيلاج النيقرو و تحويل سكانه الى الجهة الشمالية ، و صدر القرار لإنشاء حي سمى بحى بلير .و تم ذلك وفق قرار السلطة الادارية الفرنسية المؤرخ في 25 جوان 1921 حيث شرع سنة 1923 في نقل سكان فيلاج النيقرو و عددهم 867 ثم استلم شارل ليفي العقار الذى كان عليه فيلاج النيقرو و بنى حيا جديدا مكانه لصالح الطبقات الوسطى الأوروبية. و هذا بصفته المفوض المالي ورئيس تعاونية HBM (habitations à bon marché) .
عندما ارادت فرنسا توسعت مدينة سطيف استعانت بهذا الرجل الذى كان يملك المال و الخبرة و مؤسسة للإنجاز، حيث اقترح عليهم توسعة المدينة اتجاه الشرق مع ازالة فيلاج النيقرو و تحويل سكانه الى الجهة الشمالية ، و صدر القرار لإنشاء حي سمى بحى بلير .و تم ذلك وفق قرار السلطة الادارية الفرنسية المؤرخ في 25 جوان 1921 حيث شرع سنة 1923 في نقل سكان فيلاج النيقرو و عددهم 867 ثم استلم شارل ليفي العقار الذى كان عليه فيلاج النيقرو و بنى حيا جديدا مكانه لصالح الطبقات الوسطى الأوروبية. و هذا بصفته المفوض المالي ورئيس تعاونية HBM (habitations à bon marché) .
" فيلات حى بومرشي التى بناها تشارل ليفي.
حي
بلير انشأ سنة 1923 و يعتبر اول عملية اعادة توطين للسكان الاصليين في سطيف.
فحي بلير" الهواء الجميل " يعتبر أول حي سكنى حضري للأهالي بنى فوق هضبة تقع في
الناحية الشمالية للمدينة لتعويض السكنات الهشة التي كانت موجودة خارج أصوار
المدينة القديمة ، الحي يتكون من منازل صغيرة
مزودة بالكهرباء و الصرف الصحي و الماء ، مع هياكل اخرى منها مستوصف و
مدارس للبنين و البنات و مصانع للزرابي و السجاد و محلات حرفية للنجارة و الخشب ،
و هو حي لا تزال بعض مساكنه موجودة ليومنا هذا ، و قد اهتدى اليهودى شارل ليفي
الذى شيد الحى الى حيلة مع الادارة الفرنسية و هي ان تكون المساكن صغيرة لا تأوي
الا عائلة واحدة و تكون على سبيل الكراء لمدة 99 سنة بملغ ايجار سنوى يقدر ب100 فرنك فرنسي ، مع ضمان الصيانة الدورية
و يمنع بيعها و كان عدد السكنات يقدربــ867 وحدة .
"سكنات حي بلير حاليا."
اليهود
يستولون على عقارات حي بومرشي و يبنون مدينة للطبقة الوسطى من المعمرين و قدماء
المحاربين و بعض القياد.
استغلت الارضية التي كان عليها حي الزنوج لبناء
احياء جديدة بها فيلات و حدائق للطبقة الوسطى من المعمرين الأوروبيين العاملين والموظفين
المدنيين والمتقاعدين و بعض القياد الذين كانوا خاضعين تماما للإدارة الاستعمارية
و بعض كبار الحركي الذين كانت فرنسا تستعملهم لإخضاع السكان الاصليين و استلهام الافكار الجهنمية للسيطرة عليهم و
ترويضهم.
إذن نستطيع ان نقول ان سكان بلير هم سكان سابقين لحى بومرشي ، و نتساءل ايضا متى يتم ازالة هذا الحى الذى انشاه اليهود و عجز كل الرؤساء المتعاقبين على بلدية سطيف على ازالته و تعويض سكانه بمنازل تصون حرمتهم و تحفظ كرامتهم .
إذن نستطيع ان نقول ان سكان بلير هم سكان سابقين لحى بومرشي ، و نتساءل ايضا متى يتم ازالة هذا الحى الذى انشاه اليهود و عجز كل الرؤساء المتعاقبين على بلدية سطيف على ازالته و تعويض سكانه بمنازل تصون حرمتهم و تحفظ كرامتهم .
للاتصال بصاحب المقال .
email/ dj-achour@hotmail.fr
info@sawtsetif.com.
fb/ https://www.facebook.com/achour.djellabi
.