حالة الطقس
يوم الخميس
10 أكتوبر 2024
الساعة: 20:33:46
مسؤولين سابقين في "الفاف" رهن الحبس المؤقتمعاناة الساكنة مع النقل في تزايد والقائمون على القطاع لا يبالونصوت سطيف تزور مركز صناعة الابطال في مجال الروبوت و الذكاء الاصطناعي بسطيفالعلمة: الأمن الحضري السادس يوقف ثلاثة أشخاص متورطين في سرقة مبلغ مالي معتبر.أعضاء عن المجموعة الفلاحية يعترضون على توطين مشروع 100سكن بعين عباسة
حي بلير و حي بومرشي بسطيف ، العلاقة التاريخية و اليد اليهودية في إنشائهما.  
روبرتاج

الاحياء القديمة ، بلير و  بومرشي و حكاية اكبر عملية اعادة توطين للجزائريين  في منطقة سطيف.


"تشارل ليفي  اليهودى الثري الذى بنى بلير و بومرشي"

في موضوع سابق كنا قد تناولنا نشأة حي الزنوج بسطيف (فيلاج النيقرو) و كيف  اجتمع  السكان الاصليين من الجزائريين الذين ضاقت بهم السبل نتيجة الاحداث التي رافقت اخماد ثورة المقراني و الشيخ الحداد ، فكان سكان فيلاج النيقرو هم خليط غير متجانس من المشردين و ضحايا الحروب و العبيد المحررين ،و المقهورين من زوال الاملاك ، كل هؤلاء اجتمعوا و بنوا بيوتا من الطوب و الديس خارج اصوار مدينة سطيف في المكان الذى يعرف اليوم بحي ثليجان أو ما يعرف ببومرشي(bon marche) ، حيث  كبر هذا الحى حتى بلغ عدد سكانه في سنة 1921 أكثر من 800 عائلة (صورة توضيحية) ،

 فحى بومرشي بنى  على انقاض فيلاج النيقرو  الذى سكنه الأهالي  قبل ان تستولى فرنسا على هذا العقار و بنت حيا فرنسيا جديدا سمى بحي ليفي  و كان يطلق عليه ايضا حي ( bon marche) و هو ما سنعرفه في هذا الموضوع حول كيفية انشاء حي بومرشي و اين ذهب سكان فيلاج النيقرو في ذلك الوقت.

كانت فرنسا تنظر الى تجمع الأهالي بفيلاج النيقرو بعين الريبة  و الحذر و شرعت في التفكير في كيفية تفكيك هذا التجمع بأقل التكاليف ، و قد أخذ علما أحد رجالات اليهود الاثرياء بهذا الموضوع    و كان يدعى "تشارل ليفي" الذى كان يلهم المستعمر الفرنسي بالأفكار و كان يحظى بمكانة كبيرة لدى الادارة الفرنسية المحلية على مستوى منطقة سطيف و حتى بالسلطات المركزية بالجزائر، و قد نفذ هذا  اليهودى فيما بعد أول عملية لإعادة توطين السكان الاصليين بمنطقة سطيف.


" من ثليجان الى المنظر الجميل" 

شارل ليفي اليهودى الذى بنى حي بلير  و استولى على عقارات حي بومرشي .

شارلي ليفي يهودي من أصل ألزاسي  ولد في فرنسا سنة 1872،  و انتقل مع عائلته الى مدينة سطيف  و عمره لا يتجاوز ثلاث سنوات ، أعتبر مواطن مثالي من طرف سلطات الاحتلال نظير قيامه بعدة انجازات محلية غيرت ملامح مدينة سطيف و عدة مدن أخرى  في الجزائر، كان فائق الذكاء و له قدرة خارقة على ربح المال و ادارة الاعمال ، حيث  في سنة 1903 و في بداية عقده الثالث ، انشأ أول تعاضدية للتأمينات الفلاحية  للجزائر بأكملها ، سماها " La Sétifienne "  ، و في سنة 1918 أنشأ  بالعلمة أول جمعية ثقافية جزائرية  تهتم بتبادل  الخبرات و المعدات بين الفلاحين ،و بعد ان اصبح اسم معروف في مجال المال و الاعمال عمل شارل ليفي على توسيع نشاطه التجاري الى مجال العقار و البناء ، و جاء ذلك بعد دراسته للوضعية الاجتماعية للسكان سواء المعمرين او الاهالي.
عندما ارادت فرنسا توسعت مدينة سطيف استعانت بهذا الرجل الذى كان يملك المال و الخبرة و مؤسسة للإنجاز، حيث اقترح عليهم توسعة المدينة اتجاه الشرق مع ازالة فيلاج النيقرو و تحويل سكانه الى الجهة الشمالية ، و صدر القرار لإنشاء حي سمى بحى بلير   .و تم ذلك وفق قرار السلطة الادارية الفرنسية  المؤرخ في 25 جوان 1921 حيث شرع سنة 1923 في نقل سكان فيلاج النيقرو  و عددهم 867 ثم استلم شارل ليفي العقار الذى كان عليه فيلاج النيقرو و بنى حيا جديدا مكانه لصالح الطبقات الوسطى الأوروبية. و هذا بصفته المفوض المالي ورئيس تعاونية HBM (habitations à bon marché) .

" فيلات حى بومرشي التى بناها تشارل ليفي.

حي بلير انشأ سنة 1923 و يعتبر اول عملية اعادة توطين للسكان الاصليين في سطيف.

فحي بلير" الهواء الجميل "  يعتبر  أول حي سكنى حضري للأهالي بنى فوق هضبة تقع في الناحية الشمالية للمدينة لتعويض السكنات الهشة التي كانت موجودة خارج أصوار المدينة القديمة ، الحي يتكون من منازل صغيرة  مزودة بالكهرباء و الصرف الصحي و الماء ، مع هياكل اخرى منها مستوصف و مدارس للبنين و البنات و مصانع للزرابي و السجاد و محلات حرفية للنجارة و الخشب ، و هو حي لا تزال بعض مساكنه موجودة ليومنا هذا ، و قد اهتدى اليهودى شارل ليفي الذى شيد الحى الى حيلة مع الادارة الفرنسية و هي ان تكون المساكن صغيرة لا تأوي الا عائلة واحدة و تكون على سبيل الكراء لمدة 99 سنة  بملغ ايجار سنوى يقدر ب100 فرنك  فرنسي ، مع ضمان الصيانة  الدورية   و يمنع بيعها و كان عدد السكنات يقدربــ867 وحدة  .

"سكنات حي بلير حاليا."

اليهود يستولون على عقارات حي بومرشي و يبنون مدينة للطبقة الوسطى من المعمرين و قدماء المحاربين و بعض القياد.

استغلت الارضية التي كان عليها حي الزنوج لبناء احياء جديدة بها فيلات و حدائق للطبقة الوسطى من المعمرين الأوروبيين العاملين والموظفين المدنيين والمتقاعدين و بعض القياد الذين كانوا خاضعين تماما للإدارة الاستعمارية و بعض كبار الحركي الذين كانت فرنسا تستعملهم لإخضاع السكان الاصليين و  استلهام الافكار الجهنمية للسيطرة عليهم و ترويضهم.
إذن نستطيع ان نقول ان سكان بلير هم سكان سابقين لحى بومرشي ، و نتساءل ايضا متى يتم ازالة هذا الحى  الذى انشاه اليهود و عجز كل الرؤساء المتعاقبين على بلدية سطيف على ازالته و تعويض سكانه بمنازل تصون حرمتهم و تحفظ كرامتهم .
                                                    

عاشور جلابي / صوت سطيف.


للاتصال بصاحب المقال .

email/ dj-achour@hotmail.fr

info@sawtsetif.com.

fb/ https://www.facebook.com/achour.djellabi


تم تصفح هذه الصفحة 53243 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions