حالة الطقس
يوم الخميس
28 مارس 2024
الساعة: 23:30:35
تدابير عقابية ضد 6 قنوات تلفزيونيةمشروع 60 مسكن LPA ببوقاعة :04 سنوات من التأخرعن موعد الاستلام والحل ليس غداوزارة العدل: منصة رقمية للاتصال بالمحبوسين إلكترونياأبرز الملفات التي درستها الحكومة في اجتماعها اليومأمن دائرة العلمة :الإطاحة ب 03 نصابين
حتى لا ننسى ، قعدة مع المجاهد الزاهد محمد أيت بارة من قرية لمروج بذراع قبيلة.
روبرتاج
 
 رغم سنوات العمر الطويلة و تعب السنين إلا أن المجاهد "محمد آيت بارة" البالغ 89 سنة من العمر و المنحدر من قرية لمروج ببلدية ذراع قبيلة لا زال يتذكر جميع الإحداث التاريخية التي كان أحد صناعها و هذا منذ أن كان عضوا نشطا في حركة انتصار الحريات الديمقراطية بفرنسا قبل اندلاع ثورة التحرير الكبرى إلى غاية استقلال الجزائر سنة 1962.
"صوت سطيف" زارت المجاهد الزاهد في بيته العائلي الكائن بقرية لمروج ببلدية ذراع قبيلة و كان لنا معه حديث شيق ، حيث اخبرنا عمي "محمد ايت بارة" أنه كان بفرنسا و انخرط في حزب مصالي الحاج قبل انطلاق ثورة التحرير و لكنه خرج منه مباشرة بعد انطلاق ثورة التحرير المجيدة التى عارضها المصاليين ، فعاد عمي محمد الى الجزائر سنة 1955 و انخرط مباشرة في العمل الثوري و كان من بين جنود جيش التحرير الوطني الذين كلفوا من طرف القائد عميروش لتدعيم قوات الجيش بمنطقة سرج الغول و بابور حيث كانت الثورة هناك في بدايتها.
و كان في تنقلات دورية بين منطقة القبائل الصغرى و منطقة سرج الغول ، أين تعرض في إحدى هذه التنقلات سنة 1956 إلى وشاية من احد عملاء الاحتلال ليتم القبض عليه مع أحد رفقائه بعد أن نصب لهما كمين محكم في إحدى الممرات الضيقة بالقرب من منطقة برباشة.
 و يروي لنا عمي محمد كيف تم نقلهما إلى منطقة تزي نبربر ثم إلى أوقاس بولاية بجاية و بعد تعرضهما إلى أشد أنواع العذاب النفسي و الجسماني ثم مساومات رخيصة للانضمام الى جيش العدو ، تمكن العدو من استمالة مرافق عمي محمد و هو برتبة رقيب ، في حين بقي عمي محمد صامدا ليتم نقله مرة أخرى إلى منطقة درقينة ثم بنى فلكاي  و وضع هناك في سجن مدني داخل ثكنة عسكرية ، و بقي عمي محمد بهذه الثكنة لشهور و تزامن ذلك مع عملية تسليح قامت بها فرنسا لقوات الدفاع الذاتي من الجزائريين الموالين لها ، حيث كانت تقوم بحملة كبيرة لتجنيد أكبر عدد ممكن من الأهالي ، و في احد الأيام غاب مترجم فرنسا في هذه الثكنة فتم استبداله بعمي محمد ، الذي استغل الفرصة للخروج من الثكنة و معرفة ما يحدث بالخارج و هو ما مكنه من الاحتكاك ببعض الجنود الجزائريين المجندين في الاحتياط و هم من منطقة وهران ، و بعد أن تأكد بحسه الثوري أنه يمكن الوثوق بهم ، طرح عليهم فكرة الهروب من الثكنة و هي الفكرة التي احتضنها هؤلاء الجنود لينسجوا خطة محكمة للهروب محملين بأسلحتهم و هو ما تم في مساء أحد أيام شهر جويلية سنة 1957 ، و كان عددهم سبعة تمكنوا من الهرب محملين بسبعة قطع من الأسلحة المختلفة بالإضافة إلى عدد كبير من الذخيرة الحية .
و في الحال وصل خبر هروبهم إلى أفراد جيش التحرير و تم استقبالهم بعد يومين من الهروب بمنطقة سرج الغول.
بعد ذلك انخرط عمي محمد "groupe de choque" و هي المجموعة التي زرعت الرعب و الفزع في صفوف العدو في نواحي العلام و بنى فلكاي و برباشة و درقينة و خراطة و اوقاس و سوق لاثنين    
و منطقة القبائل الصغرى بشمال سطيف .
 
و عندما سألنا عمي محمد عن أهم المعارك التي خاضتها هذه المجموعة  مع جيش الاحتلال ، أخبرنا أنه  في العاشر من شهر مارس 1958  و عندما كانوا بين سوق الاثنين  و أوقاس تعرضوا إلى وشاية عن طريق الصدفة من طرف طفل صغير التقوا به و كان ذاهبا إلى بيت عمته ليخبرها بحسن نية أن التقى مع جنود في مكان ليس ببعيد و كانت عمت الفتى رفقة زوجها يعملون مخبرين لدى فرنسا بحكم أن الزوج كان يعمل لدى احد المعمرين ،الفوج الذي كان بقيادة مجاهد يدعى بوبكر تفاجئوا بحصار من جميع الجهات من طرف قوات الجيش الفرنسي التي استعملت جميع وسائل الحرب من طيارة الصفراء و طائرة الاستطلاع و قنابل النابلم و لكن الجنود استطاعوا بذكاء التصدي للهجوم بكل شجاعة و بسالة و استطاعوا إسقاط طائرة استطلاع و تعطيل الطيارة الصفراء و إجبارها على المغادرة ، لتنتهي المعركة في بداية الليل أين انسحب المجاهدين بعد أن كبدوا العدو 18 قتيل حسب الأصداء التي وصلت المجاهدين في اليوم الموالي بينما لم تكن هناك خسائر بشرية في صفوف المجاهدين ما عدا إصابة مجاهدين اثنين بجروح متفاوتة لكنهم استطاعوا تهريبهم من وسط المعركة التي دامت 06 ساعات من الواحدة زوالا حتى السابعة مساءا.
 
عمي محمد لا يزال يتذكر تفاصيل الكثير من المعارك حيث يتعين على مديرية المجاهدين بالولاية تسجيل أحداثها قبل فوات الأوان و هذا حتى تكون مادة حية لدراسة تاريخ الثورة بتفاصيلها و حفظها كوثيقة حية للمؤرخين و الباحثين و الأجيال القادمة.   
 
و عن علاقته بالعقيد عميروش ، حدثنا عمي محمد  أن القائد  الكبير عميروش هو من كلفه بنقل العمل المسلح خارج مناطق القبائل الصغرى رفقة مجموعة من الجنود و كان يلاقيه دوريا و يتذكر أيضا كانوا يتلقون التعليمات الصارمة من طرف العقيد عميروش الذي كان صارما و لا يتسامح أبدا مع المجاهدين الذين يخالفون التعليمات التي تعطى لهم من طرف القيادة ، حتى انه في بعض الأحيان يقوم شخصيا بتفتيش الجنود بحثا عن الشمة و السجائر التي كان يمنع تناولها .
و يذكر جيدا انه تم الحكم على احد المجاهدين من منطقة بني ورثلان بالإعدام لأنه خالف هذه التعليمات التي كانت تطبق بصرامة من طرف الجميع.

حدثنا عمي محمد عن الكثير من التفاصيل و كيف استقبل خبر وقف القتال حيث كان حينها بمعتقل قصر الطير بعد القبض عليه للمرة الثانية من طرف العدو و حدث ذلك بتاريخ 09 نوفمبر1961 حيث كان عمى محمد رفقة ثلاثة مجاهدين متنقلين من منطقة لمقاربة إلى منطقة النخلة بحمام قرقور أين تعرضوا إلى هجوم مباغت من طرف طائرة مروحية كانت تراقبهم  و تم اصابة المجاهد "شربال اسماعيل" من حمام قرقور الذي سقط شهيدا  و تم احتماء بقية المجاهدين بأحد البيوت ليتم الهجوم عليهم بواسطة القنابل حيث سقط واحد منهم شهيدا بعد محاولته الخروج من البيت ثم  القبض على عمي محمد رفقة المجاهد " العمري اليعلاوي" و كان حينها عمى محمد مصاب إصابات بليغة خاصة بعينه  اليسرى التي  فقد النظر بها  منذ ذلك الحين .
و بواسطة  نفس المروحية تم نقلهما إلى منطقة قنزات اين عذبا بالكهرباء ليستشهد  المجاهد "العمري اليعلاوي" نسبة الى بنى يعلا و يحول عمي محمد إلى سجن بوقاعة ثم معتقل قصر الطير الذي دخله بتاريخ 10 مارس 1962 و لم يبقى به طويلا حيث تم إطلاق سراحه من هناك مباشرة بعد توقيف القتال بتاريخ 19 مارس 1962  ليعود عمى محمد إلى قريته الصغيرة و بقى هناك يمارس الفلاحة و خدمة الأرض حتى يومنا هذا .
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  صوت سطيف / عاشور جلابي، رابح بن ضيف .



تم تصفح هذه الصفحة 28098 مرة.
فيديو
صورة و تعليق
هدرة الناس
والي سطيف و الكورونا ؟إقرأ المقالة
قناتنا على اليوتيوب
تطوير Djidel Solutions