"صوت سطيف" زارت
المجاهد الزاهد في بيته العائلي الكائن بقرية لمروج ببلدية ذراع قبيلة و كان لنا معه حديث شيق ، حيث اخبرنا عمي "محمد ايت بارة" أنه كان بفرنسا و انخرط في حزب مصالي الحاج قبل انطلاق ثورة التحرير و لكنه خرج
منه مباشرة بعد انطلاق ثورة التحرير المجيدة التى عارضها المصاليين ، فعاد عمي محمد الى
الجزائر سنة 1955 و انخرط مباشرة في العمل الثوري و كان من بين جنود جيش التحرير
الوطني الذين كلفوا من طرف القائد عميروش لتدعيم قوات الجيش بمنطقة سرج الغول و
بابور حيث كانت الثورة هناك في بدايتها.
و
كان في تنقلات دورية بين منطقة القبائل الصغرى و منطقة سرج الغول ، أين تعرض في إحدى
هذه التنقلات سنة 1956 إلى وشاية من احد عملاء الاحتلال ليتم القبض عليه مع أحد
رفقائه بعد أن نصب لهما كمين محكم في إحدى الممرات الضيقة بالقرب من منطقة برباشة.
و يروي لنا عمي محمد كيف تم نقلهما إلى منطقة تزي نبربر ثم إلى أوقاس بولاية بجاية و بعد تعرضهما إلى أشد أنواع
العذاب النفسي و الجسماني ثم مساومات رخيصة للانضمام الى جيش العدو ، تمكن العدو
من استمالة مرافق عمي محمد و هو برتبة رقيب ، في حين بقي عمي محمد صامدا ليتم نقله
مرة أخرى إلى منطقة درقينة ثم بنى فلكاي و
وضع هناك في سجن مدني داخل ثكنة عسكرية ، و بقي عمي محمد بهذه الثكنة لشهور و
تزامن ذلك مع عملية تسليح قامت بها فرنسا لقوات الدفاع الذاتي من الجزائريين
الموالين لها ، حيث كانت تقوم بحملة كبيرة لتجنيد أكبر عدد ممكن من الأهالي ، و في
احد الأيام غاب مترجم فرنسا في هذه الثكنة فتم استبداله بعمي محمد ، الذي استغل
الفرصة للخروج من الثكنة و معرفة ما يحدث بالخارج و هو ما مكنه من الاحتكاك ببعض
الجنود الجزائريين المجندين في الاحتياط و هم من منطقة وهران ، و بعد أن تأكد بحسه
الثوري أنه يمكن الوثوق بهم ، طرح عليهم فكرة الهروب من الثكنة و هي الفكرة التي
احتضنها هؤلاء الجنود لينسجوا خطة محكمة للهروب محملين بأسلحتهم و هو ما تم في
مساء أحد أيام شهر جويلية سنة 1957 ، و كان عددهم سبعة تمكنوا من الهرب محملين بسبعة
قطع من الأسلحة المختلفة بالإضافة إلى عدد كبير من الذخيرة الحية .
و في الحال وصل خبر هروبهم إلى أفراد جيش التحرير و تم استقبالهم بعد يومين من الهروب بمنطقة سرج الغول.
بعد ذلك انخرط عمي محمد "groupe de choque" و هي المجموعة التي زرعت الرعب و الفزع في صفوف العدو في نواحي العلام و بنى فلكاي و برباشة و درقينة و خراطة و اوقاس و سوق لاثنين
و
منطقة القبائل الصغرى بشمال سطيف .
و في الحال وصل خبر هروبهم إلى أفراد جيش التحرير و تم استقبالهم بعد يومين من الهروب بمنطقة سرج الغول.
بعد ذلك انخرط عمي محمد "groupe de choque" و هي المجموعة التي زرعت الرعب و الفزع في صفوف العدو في نواحي العلام و بنى فلكاي و برباشة و درقينة و خراطة و اوقاس و سوق لاثنين
و يذكر جيدا انه تم الحكم على احد المجاهدين من منطقة بني ورثلان بالإعدام لأنه خالف هذه التعليمات التي كانت تطبق بصرامة من طرف الجميع.
و بواسطة نفس المروحية تم نقلهما إلى منطقة قنزات اين عذبا بالكهرباء ليستشهد المجاهد "العمري اليعلاوي" نسبة الى بنى يعلا و يحول عمي محمد إلى سجن بوقاعة ثم معتقل قصر الطير الذي دخله بتاريخ 10 مارس 1962 و لم يبقى به طويلا حيث تم إطلاق سراحه من هناك مباشرة بعد توقيف القتال بتاريخ 19 مارس 1962 ليعود عمى محمد إلى قريته الصغيرة و بقى هناك يمارس الفلاحة و خدمة الأرض حتى يومنا هذا .